«خصوصية المكان وتشكيل الهوية» في جلسة بحثية بالمؤتمر الأدبي بسوهاج
في ليلة ثقافية ساهرة، وحول كوكبة من قيادات الثقافة وأرباب ورواد الابداع والأدب، فى مدينة العلم والعلماء"جرجا" بمحافظة سوهاج، وضمن خطة وزارة الثقافة، وبرعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، أقيمت أمسية ثقافية ساهرة.
وواصلت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، من خلال الإدارة المركزية للشؤون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، من خلال الأمسية فعاليات المؤتمر الأدبى لإقليم وسط الصعيد الثقافى برئاسة ضياء مكاوى، في دورته الحادية والعشرون بمحافظة سوهاج بقرية مزاته الشيخ جبر بمركز جرجا، بعنوان "الانفتاح الثقافى وأثره فى الهوية" ويترأسه الشاعر سعد عبد الرحمن، وأمين عام المؤتمر الدكتور مصطفى رجب.
وجاءت الجلسة البحثية الرابعة بعنوان "خصوصية المكان وتشكيل الهوية فى إبداع أدباء الأقليم" أدارها عبد الحافظ بخيت، وقدم الأديب محمود رمضان الطهطاوى قدم رؤية جوهرية حول تحديد المكان فى الرواية فهو العناصر الفنية الاساسية بها فى بناء جماليته وحبكتها ودينامية الأحداث، حيث يثير المكان خيال الروائى فى نسج القصة وتطورها.
كما قدم العديد من النماذج من كتابات روائية لمبدعين فى محيطنا الثقافى الذي يضم أسيوط، وسوهاج، المنيا، الوادى الجديد، وأكد على أنه لابد من تضافر الجهود حتى يضع المبدع فى مكانه الصحيح على الساحة الإبداعية.
كما وضعت دلالة المكان فى تشكيل الهوية عند أدباء الصعيد على مائدة المناقشة للباحث والقاص شعبان المنفلوطى الذي قام بسرد مفهوم الهوية الثقافية وهى مجموعة من الملامح والأشكال الثقافية المركبة والمتجانسة فى الأبداعات والتعبيرات لمجموعات بشرية معينة تتشكل منها الأوطان والأمم بحضارتهم وهويتهم، وهى تختلف من مكان لمكان وتؤثر فى الفرد.
كما قدم المنفلوطى شرح معنى المكان عنصر دال لدى الأدباء ، والمكان موطن الحنين والذكريات وألم الغيابة، وأن كل إنسان لديه الحنين والأرتباط الروحى، بالمكان.
كما أكد على أن الهوية ركيزة أساسية من الخصوصية الوطنية والقومية لأى شعب فلابد من إحترام الخصوصيات الوطنية والثقافية للشعوب.
إلى جانب مناقشة كتاب المتنبى "رسالة فى الطريق إلى ثقافتنا" للشيخ محمود شاكر، ناقشته الدكتورة زينب فؤاد عبد الكريم استاذ الأدب العربى ونقده كلية الآداب جامعة أسيوط، حيث قدمت نبذة تعريفية عن الشيخ محمود شاكر وهو حاصل على جائزة الملك فيصل العالمية، سنة ١٩٩٨، وهو إحدى روائع الشيخ الأدبية، والكتاب قسمان ونشرته مجلة المقتطف فى عدد يناير ١٩٣٦.
وقدمت مراجعتها النقدية للكتاب وهى كالأتى النقد النقد الذاتى يتضمن "نسب المتنبى، نفى التنبؤ، النوايا السياسية الخفية"، والعنصرى منه "الشعوبية، العنصرية ضد كافور".
اما النقد الطبقى "كبرياء المتنبى"، وفى الختام تم تكريم الدكتورة زينب فؤاد عبد الكريم عن بحثها، القاص شعبان المنفلوطى عن بحثه.
وعلى هامش الجلسة أقيمت أمسية شعرية، أدارها الشاعر أوفى الأنور، وشارك فيها نخبة من كبار الشعراء والمبدعين منهم يسرى حسان، ومسعود شومان، وجميل عبدالرحمن ،وعبير مبارك، والدكتور محمد السيد، والدكتور عيسى حسانى، واشرف الخطيب، وناصر السيد عبدالرحيم، وعلاء رمضان، وغيرهم.
تلاها فقرة لفرقة الإنشاد الدينى لقصر ثقافة سوهاج بقيادة المايسترو خالد حبشي التي قدمت مجموعة من الأغاني والإنشاد الدينى فى مدح رسول الله "صلى الله عليه وسلم" منها "ايه العمل ياأحمد، قمر سيدنا النبي، الله الله على نور رسول الله".
وحرص الجمهور من أهالى مركز ومدينة جرجا وقرية مزاته والشيخ جبر، على الحضور والتفاعل مع الجلسة البحثية ومتابعتها والاستماع إلى الشعر والانشاد، حتى الساعة الثانية عشر ليلا.



