الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

"جنون الشهرة"، مصطلح يطلق على الأشخاص الذين يبحثون عن الشهرة بشتى الطرق، حتى لو كلف ذلك الشخص حياته أو إيذاء شخص آخر، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

يتصدر جدول اهتمامات الباحث عن الشهرة تحقيق ما يتمناه، من خلال تداول صورته أو اسمه أو الإشارة إليه في المحافل والوسائل الإعلامية والمجتمعية المختلفة.

الكل يصفق له ويمدحه لما قام به من فعل استطاع من خلاله أن يجذب الأنظار إليه، دون الاهتمام بما تسفر عنه هذه الشهرة.

مع انتشار التكنولوجيا، خاصة بعد ثورة التقنية ظهر وانتشر مصطلح "التريند"، الذي يشير إلى الحدث أو الموضوع الأكثر تداولًا ومتابعة على المنصات الرقمية، وكلما زاد عدد متابعيه أكد ارتفاع نسبة مشاهداته، مما جعله مادة خصبة تعلو قمة جدول اهتمامات الإعلام بجميع أنواعه.

وينقسم "التريند" إلى نوعين مختلفين، الأول من صنع البشر بمعنى أن هناك أشخاصا يفتعلون أشياء لجذب الانتباه "بقصد، أو دون قصد"، على سبيل المثال وليس الحصر، قيام ممثل أو ممثلة بارتداء ملابس مثيرة للجدل على السجادة الحمراء في المهرجانات الفنية.

وهنا يزداد النقاش والجدال حول هذه اللقطة من الجمهور والإعلام ثم تتحول اللقطة إلى "هاشتاج"، يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى اتجاه بعض الوسائل الإعلامية، لتبني هذه اللقطة وتفخيمها وتهويلها إلى أن تصبح "تريند".

والنوع الثاني من "التريند"، عبارة عن حدث يفرض نفسه على الساحة المحلية أو العالمية وربما يتربع على قمة هرم الأحداث ويصبح "تريند" دون تدخل أو مساعدة من أحد، ربما يرجع ذلك إلى أن الحدث يمس الجانب الإنساني أو يهم قطاعا كبيرا من الجمهور.

هنا يكون الحدث نفسه هو الصانع الأول لما يسمى بـ "التريند"، وعلى سبيل المثال وليس الحصر خبر سقوط الطفل المغربي "ريان"، ومحاولة إنقاذه، والحرب الروسية على أوكرانيا، وغيرها من أحداث حازت اهتمام العالم وتحولت إلى "تريند"، تفاعل معه الجميع، فأصبح بؤرة اهتمام إعلامي.

المؤسف والمرفوض أن الأمور العائلية والحياتية تحولت إلى مادة إعلامية تتناقلها برامج "الفيس بوك، التويتر، اليوتيوب، انستجرام)، والوسائل الإعلامية لكي تصبح "تريند"، ولم يتوقف الوضع المؤسف عند هذا الحد، بل نجد موضوعات ساذجة وسخيفة تتحول إلى "تريند".

ويزداد الأمر تعقيدًا عندما يتحول أصحاب التريندات إلى نجوم، يظهرون في الوسائل الإعلامية "المكتوبة، المرئية، الإلكترونية، المسموعة" لمجرد أنهم نجحوا في استقطاب أكبر عدد من المتابعين، متجاهلين مضمون وأهمية "التريند"، ومدى تأثيره على المجتمع "سلبا وإيجابا".

عندما نبحث عن الشخص المستفيد من "التريند"، نجد أن المكسب يصب في صالح صانع التريند والمنصات الرقمية، ووسائل الإعلام المهتمة بهذا الشأن، مما يدفع البعض إلى شراء عدد ضخم من المتابعين الحقيقيين والمزيفين (Fake )، أو تسخير عدد من اللجان الإلكترونية لزيادة نسب المشاهدة، وطمعا في زيادة المكاسب والعوائد المادية. 

والسؤال هنا.. هل تعلم أن مشاركتك في انتشار  "تريند"، ربما يكون معارضا لأخلاقنا وعاداتنا؟، وربما يعارض أيضا الرسالات السماوية، يعد جريمة أخلاقية وإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.

أنتبه قبل أن تساهم في نشر "هاشتاج"، ربما يخدعك في ظاهره، في حين يحمل في باطنه أمورا تشعل الفتن والشائعات وتحرض ضد البلد! 

وأخيرا وليس آخرا.. رسالتي إلى اللاهثين وراء التريند أو الباحثين عن الشهرة، النجاح والتميز في حياتك العلمية والحياتية والمهنية، هو أفضل أنواع الشهرة بكونها قائمة على الاجتهاد والمثابرة.

تم نسخ الرابط