السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

مكاسب وخسائر 14 دولة.. نظام عالمي جديد يولد من رحم الحرب الروسية - الأوكرانية كما تراها "الجارديان"

الحرب الروسية - الأوكرانية
الحرب الروسية - الأوكرانية

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا تحليليا، لسيمون تسدل، الكاتب والمحلل السياسي، حمل عنوان "كيف أصبحت أوكرانيا بوتقة النظام العالمي الجديد"، مستعرضا خلاله أبرز الرابحين والخاسرين من الحرب، ومظاهر التغيير في النظام العالمي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وصف تسدل الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه لحظة فاصلة في التاريخ الحديث، ونقطة تحول يمكن مقارنتها من حيث الأهمية بهجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة في عام 2001، وسقوط جدار برلين في عام 1989، واغتيال. جون إف كينيدي عام 1963.

 

وقال التقرير: إن النظام الدولي القائم اهتز بقوة بعد الغزو، وانقلب في بعض النواحي بشكل غير عادي وغير متوقع، خاصة مع أن التهديد الروسي باستخدام النووي في حال تدخل الغرب لوقف الغزو، كسر أحد المحرمات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، عام 1945، وتسبب التهديد في إعاقة الردين الأمريكي والبريطاني، مع التعبير عن مخاوف بشأن "حرب عالمية ثالثة".

-  جو بايدن:  قد يكون الصراع في أوكرانيا بمثابة تفكيك للرئيس الأمريكي جو بايدن، فبعد أن تمت الإشادة داخليا بفترة حكمه لتجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا، إلا أنه قد يواجه انتقادات كما حدث في أفغانستان العام الماضي، بسبب فشله في منع وقوع كارثة إنسانية، أو إيقاف بوتين عند حده، بجانب الغضب المحتمل من ارتفاع أسعار الطاقة المحلية الناتجة والتضخم في التجزئة.

- الصين:  الرابح الاستراتيجي الأكبر إذا أصبحت أوكرانيا، كما يبدو مرجحًا، ساحة حرب مطولة بين روسيا والغرب، يبدو أن رئيسها، شي جين بينغ، أعطى الضوء الأخضر لبوتين عندما التقيا قبل الغزو مباشرة، وهو الآن يدعم جهود السلام، ويعتبر تضرر الاقتصاد الصيني من ارتفاع تكاليف السلع الأساسية، ثمنًا ضئيلًا يجب دفعه مقابل زيادة الهيمنة العالمية.

- رجب طيب أردوغان:

وصفه التقرير بالرئيس الاستبدادي الذي لا يحظى بشعبية في تركيا والغازي المتسلسل لسوريا والعراق، مضيفًا: هو واحد من بين الوسطاء المحتملين في الأزمة، ومن أهم المستفيدين أيضا، اشترى أردوغان صواريخ من روسيا، وباع طائرات بدون طيار لأوكرانيا، وبلاده تنتمي إلى الناتو. ربما لهذا السبب لا يثق به أحد. كانت المحادثات رفيعة المستوى الأسبوع الماضي في تركيا بمثابة تدريب روسي على تضييع الوقت. لكن من خلال لعب دور الوسيط، يأمل أردوغان في الحصول على دفعة قبل الانتخابات الرئاسية الصعبة العام المقبل.

- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: 

أضاف زخما حاسما إلى معركة إعادة انتخابه للرئاسة الشهر المقبل من خلال جهوده الدؤوبة للحوار مع بوتين. في المقابل، ترك المرشحان اليمينيان المتطرفان المتوقع أن ينافساه في الانتخابات المقبلة، وهما مارين لوبان وإريك زمور، يسقطان في فخ الدفاع عن علاقاتهما بروسيا، وهو ما يقلل شعبيتهما في فرنسا لصالح ماكرون.

-المستشار الألماني أولاف شولتز:  علق بعد فترة وجيزة من الغزو خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 مع روسيا، وأسس صندوقا بقيمة 85 مليار جنيه استرليني لتعزيز القوات المسلحة في البلاد. لتكون هذه هي المرة الأولى منذ الحقبة النازية، التي تبدأ فيها ألمانيا إعادة تسليح جيشها.

-الشرق الأوسط: الجوع والاضطرابات السياسية اللاحقة التي تؤثر على البلدان الفقيرة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا تزداد حدتها مع وقف صادرات القمح والحبوب والزيوت النباتية من أوكرانيا وروسيا توقف، في تونس مثلا، مسقط رأس ثورات الربيع العربي، وصلت أسعار الخبز مؤخرًا إلى أعلى مستوى منذ 14 عامًا.

-إسرائيل:  على الرغم من أنها خيبت آمال الحلفاء في الغرب بالوقوف على مسافة واحدة بين الغرب وروسيا، مبررة ذلك بحاجتها لبقاء العلاقة مع روسيا من أجل التنسيق في سوريا،  إلا أن حكومتها اليمينية ستكون سعيدة إذا ألغت الحرب الاتفاق النووي الذي اقترحه الغرب مع إيران.

-بوريس جونسون:  رئيس الوزراء البريطاني كان على وشك الانتهاء سياسيًا في الأيام التي سبقت الغزو، بعد تشويه سمعته بسبب إقامة حفلات غير قانونية في داونينج ستريت انتهك خلالها قواعد إغلاق كوفيد، لكن الحرب، التي سمحت له بلعب دور رجل الأزمات الدولية، أعطته قبلة الحياة سياسيًا في الوقت الحالي على الأقل.

-الاتحاد الأوروبي:  اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في قمة فرساي الأسبوع الماضي على أن أوروبا بحاجة ماسة إلى أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بشكل أفضل، ما يعيد للسطح مطالبات ماكرون السابقة بضرورة تأسيس جيش أوروبي موحد، ليضمن لأوروبا السيادة  والاستقلال الاستراتيجي وامتلاك قدراتها العسكرية والأمنية المستقلة عن الولايات المتحدة. 

-الناتو:  يبدو موحداً وأقوى، حتى الآن، وهناك حديث عن انضمام فنلندا والسويد، لكن التحالف الذي يضم 30 دولة وتقوده الولايات المتحدة يواجه انتقادات لعدم القيام بالمزيد لمساعدة كييف. وأعادت الحرب إحياء الجدل حول ما إذا كان توسع الناتو باتجاه الشرق بعد الانهيار السوفياتي خطأ فادحًا ساهم في الأزمة الحالية أم لا.

-تايوان:  تراقب أوكرانيا بقلق عميق، إن رفض الولايات المتحدة مساعدة كييف بدعم عسكري مباشر أمر مخيف بشكل خاص لتايوان، بالنظر إلى تهديد الغزو الذي تواجهه الجزيرة من بكين. كما هو الحال مع أوكرانيا، ليس لدى واشنطن أي التزام قانوني أو معاهدة للقتال من أجل تايوان. موقفها غامض عن عمد، وغير موثوق بطبيعته. والصين تراقب أيضا.

-الهند:  تشكل الهند التي يرأسها ناريندرا مودي، "أكبر ديمقراطية في العالم"، خيبة أمل كبيرة للغرب هي الأخرى، بسبب موقفها المتوازن من الحرب. ولن ينسى الغرب هذه المواقف، وقد تؤثر على العلاقات المستقبلية.

-فنزويلا:  الدولة اليسارية المتشددة بالنسبة لأمريكا منذ سنوات، قد تصبح صديقا قريبا جدا، فعندما زارها المسؤولون الأمريكيين مؤخرًا لمناقشة استئناف إمدادات النفط مقابل تخفيف العقوبات، وجدوا ترحيب شديد. على عكس السعودية، التي رفض ولي عهدها، الأمير محمد بن سلمان الرد على اتصال هاتفي من جو بايدن لإقناعه بزيادة إنتاج النفط والتعويض عن الصادرات الروسية المحظورة.  

تم نسخ الرابط