الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

فضائل "جبر الخواطر" و"التكافل" في شهر شعبان

الرئيس السيسي - جابر
الرئيس السيسي - جابر الخواطر

يعد شهر شعبان من الأشهر التي حظيت بخاصية مباركة حيث يرفع فيه الأعمال، وتتقبل الدعوات الصادقة الخالصة باستثناء المتخاصمين أو المشركين.

وقد فرضت الزكاة في هذا الشهر مما يجعلنا أن نطلق عليه شهر التكافل الاجتماعي بالإضافة إلي أنه جابرا للخواطر ويبدل الله فيه أحوال المسلمين من حال إلي أحسن وافضل حال حيث جبر الله فيه بخاطر نبيه سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام وقد أكد العلماء أن نفحات الشهر لم تكن في ليلة واحدة وانما تشمل الشهر كله لذا يجب أن تتنافس في عمل الخيرات والطاعات والقيام علي شؤون المسلمين وإبراز دور المسؤولية المجتمعية حتي يدخل رمضان علي الجميع ولا يوجد جائع ولا محتاج.

في البداية يقول الدكتور سالم عبد الخالق السكري، وكيل كلية أصول الدين لشؤون الدراسات العليا، إن الحديث عن فضل ليلة النصف من شعبان يأتي ضمن الاحتفاء بشهر شعبان ذلك الشهر الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخصه بمزيد من العبادة فكان يصوم فيه أكثر من غيره، ولما سئل عن ذلك قال ذاك شهر يغفل الناس فيه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي الله، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.

 

 ليلة النصف من شعبان فضلها وجلالها 

وأوضح السكري أن ليلة النصف من شعبان لها فضلها وجلالها ولذا يستحب احياؤها بالصلاة والذكر والدعاء لما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها فإن الله تعالى ينزل فيه إلي غروب الشمس فيقول ألا من مستغفر فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه، ألا من مبتلي فأعافيه حتى يطلع الفجر.

 

وأضاف وكيل كلية أصول الدين لشؤون الدراسات العليا، أن هناك حديث آخر عن عائشة رضي الله عنه قال إن الله تعالى يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم.

 

لذا يجب علي المسلمين اغتنام فرصة هذه الليلة واحياؤها بالذكر والدعاء وقراءة القرآن اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح فإنهم كانوا يخصونها بمزيد من العناية والاهتمام، وأيضا يكون ذلك تخليداً لذكري من الذكريات الإسلامية، ألا وهي ذكري تحويل القبلة من المسجد الأقصى بفلسطين إلي الكعبة المشرفة بمكة المكرمة وصدق الله القائل قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام.

 

 وأوضح السكري أن الربط بين هذين المسجدين فيه دلالة على فضلهما وفضل الصلاة فيهما وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في المسجد الأقصى بخمس مائة صلاة والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة ومن جانبها توضح الدكتورة أماني عبد الصمد، استاذ مساعد في الشريعة والقانون وعضو المكتب الفني لأمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن ليلة النصف من شعبان من أيام الأمة الإسلامية التي تخلد لنا ذكرى تحويل القبلة من المسجد الأقصى المبارك إلى الكعبة المشرفة. 

 

ويقوم فيها المسلمون بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالعبادة وفعل الخيرات. 

 

وقد اتفق الفقهاء على استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان.. ولهم في صفة إحيائها قولان، الأول: أنه يُستحب إحياؤها جماعةً في المسجد، وكان فريق من التابعين يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويَتبخَّرُونَ ويكتحلون ويقومون في المسجد تلك الليلة. والقول الثاني: هو إحياؤها فرادى، لعدم ورود توقيف في ذلك، وإحياء ليلة النصف من شعبان سواء كان في جماعة أو فرادى يكون بالصلاة والدعاء وذكر الله سبحانه والصدقة. 

 

 وذكرت عبد الصمد أن الدعاء المشهور في تلك الليلة هو ما روي بأسانيد صحيحة عن الصحابيين الجليلين عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنهما ـ : اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ... اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ”يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ” ...أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ…

 

ويوضح الشيخ عباس صالح، إمام مسجد النور أن العلماء يؤكدون أن شهر رجب الغرس وشعبان شهر السقي ورمضان شهر الثمر  وقالوا رمضان شهر الغيم وشعبان شهر الريح ورمضان شهر المطر، أي يمطر الله فيه  النفحات أن لله في أيام دهركم نفحات إلا فتعرضوا لها فرب أحدكم أن تصيبه نفحة. 

 

وقال إمام مسجد النور أن هذا الشهر ترفع فيه الأعمال، لافتا إلي أن بعض العلماء يقولون إن رفع الأعمال يكون ليلة النصف وكثيراً منهم يقول إن رفع الأعمال يكون خلال شهر شعبان كله، لذا يجب أن نحرص أن تستغل كافة أيام الشهر في العبادة وليس ليلة النصف فقط مدللا علي ذلك بأفعال النبي صلي الله عليه وسلم كان يقوم الليل بدوام وكان أحب العمل الي الله ادومه لذا عظم رسول الله دعاء السوق لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شئ قدير ليكتب الله له الف ألف حسنة  احب البلاد الي الله مساجدها وابغض البلاد الي الله أسواقها اليمين البال والغموس فكان أصحاب النبي ينزلون في غفلة السوق ليس من أجل الشراء ولكن من أجل جلب الحسنات بقراءة هذا الدعاء لافتا وقال إمام مسجد النور أن شهر شعبان من فضائله أنه شهر القراء فكان كثير من السلف يتفرغون لقراءة القرآن استعدادا لرمضان  ولفت الشيخ عباس صالح الي أن شهر شعبان هو شهر التكافل الاجتماعي حيث فرض  فيه زكاة المال فكانوا يخرجون زكاة أموالهم في شهر شعبان شهر الغفلةحتي لايكون في رمضان فقير ولا جائع  لذا فالأمة تستر كلها في شعبان  ويوضح  صالح أن تحول القبلة في شهر رمضان له دلالة كبيرة وهو جبر خاطر النبي صلى الله عليه وسلم وتم  من قبلة لايرضاها إلي قبلة يرضاها حيث كان النبي يحزن من قول اليهود.  اليوم يتبعون قبلتنا وغدا يتبعون ملتنا فكان  يقلب وجهه في السماء لعل الله يستجيب دعائه لذا جاء الرد الشافي من رب العزة قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها، لذا أثر أن يدعو الناس في هذه الليلة لكي يتحول حالهم من حال إلي احسن حال  وعن التزام الناس بالعبادة في يوم واحد وهي ليلة النصف يشير أمام مسجد النور الي أن اهل الله لايعرفون عبادة الله في ليلة لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول  عليكم بقيام الليل فإنه دآب الصالحين قبلكم ومقربة إلي ربكم ومنهاة عن الإثم  ومبعدة  من الشيطان  ومطاردة عن الداء للجسد.

تم نسخ الرابط