عاجل
الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الاختيار والقرار

الاختيار والقرار

للعام الثالث على التوالي، تنجح ثلاثية الاختيار في فرض نفسها في أعلى السلم الدرامي، حيث إنها تعبير حي وملموس لواقع عشناه جميعًا من بعد ثورة ٢٥ يناير، وحتى الآن، لكن الذي يميز الجزء الثالث أنه لا يتناول أحداث ما بعد يناير، وسرقة وسطو الإخوان على الثورة علنًا والسيطرة على مقاليد الحكم بالترهيب والدم والقتل، من أجل إرساء دعائم دولتهم الفاشية تناولًا دراميًا فقط، ولكن بالتوثيق الدامغ لجرائمهم وعنفهم بالصوت والصورة، حتى يتميز الحق من الباطل، ويثبت بالدليل القاطع ما الذي كان ينتظر مصر الدولة والشعب، لو استمر حكم الإخوان يومًا واحدًا بعد ٣٠ يونيو و٣ يوليو، وهو اليوم الذي اتخذ فيه القرار التاريخي بإنهاء حقبة الإخوان إلى غير رجعة، وإلقائها في مزبلة التاريخ. 



 

الجزء الثالث الذي يوثق أحداث ما بعد تولي مرسي الرئاسة، وكيف وصل إليها، وتهديده المشير طنطاوي في حضور مدير المخابرات الحربية، اللواء عبد الفتاح السيسي، ومحاولات الضغط عليه لإلغاء تنفيذ حكم المحكمة بحل مجلس الشعب الإخواني، وكيف حاول مرسي بعد توليه الرئاسة إلغاء حكم المحكمة وإعادة مجلس الشعب للحياة، لكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وعلى رأسه المشير طنطاوي، ومن بعده الفريق أول عبد الفتاح السيسي، رفضا ذلك تمامًا. 

 

أيضًا وثق الاختيار العديد من الأحداث خلال العام المظلم، الذي حكم فيه مكتب الإرشاد، وأبرز دور المرشد وخيرت الشاطر في إملاء القرارات على الرئيس، بداية من محاولات إقالة النائب العام، ثم الإعلان الدستوري المفاجئ الذي جمع فيه مرسي السلطات التشريعية والتنفيذية، وما تلاه من أحداث الاتحادية، ثم حصار المحكمة الدستورية العليا، ثم مهزلة الجمعية التأسيسية للدستور، التي قدمت دستورًا ظلاميًا طائفيًا انتقاميًا، وأيضًا مؤامرة الإخوان عن طريق مؤسسة الرئاسة لبيع أراضي سيناء لغير المصريين، وهو القرار الذي أوقفه وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بعدم بيع الأراضي إلا بعد موافقة القوات المسلحة، وأن يلغي وزير الدفاع قرارًا سياديًا من رئيس الجمهورية، هي سابقة تحدث لأول مرة، وهو ما أفسد خطط الإخوان والجماعات الجهادية في السيطرة على سيناء، وأفسد أيضًا مؤامرة الإخوان مع الأمريكان وإسرائيل لضم سيناء إلى قطاع غزة، لتكون دولة فلسطين.  

 

كل هذه الأحداث لا تدور بمعزل عما يحاك حول مصر من مؤامرات في الداخل والخارج، والتي يتصدى لها ببراعة المخابرات العامة والمخابرات الحربية والأمن الوطني، في تنسيق وسيمفونية وطنية رائعة تعكس اليقظة والحس الأمني العالي، للحفاظ على الدولة والشعب. 

 

"الاختيار والقرار"، أعاد إلى الأذهان ذكريات أسوأ حقبة في تاريخ مصر، لكنه أعاد أيضًا إلى الأذهان الدور البطولي للشعب الذي رفضهم ولفظهم، والدور التاريخي الوطني الرائع للقوات المسلحة حامية هذا الشعب، وأيضًا أعاد إلى الأذهان الدور الذي قام به الإعلام والصحافة القومية، وعلى رأسها "روز اليوسف"، بإصداراتها المتعددة، والتي كانت شوكة في حلق الإخوان، وكل ذلك ثابت وموثق على صفحات إصداراتنا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز