إعداد القادة: مشكلة التطرف في الفهم الخاطئ للدين، وتأويله بعيدا عن مساره الصحيح
أوضح الدكتور يسري عزام، إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، خلال محاضرته لطلاب الجامعات لمواجهة التطرف، تعريف التطرف الديني بأنه الابتعاد عن الوسطية التي هي إحدى أهم خصائص الدين الإسلامي ومجافاة الصواب والتشدد بالدين بعيدا عن الفهم الصحيح للنصوص الشرعية، وقد حذر الرسول الكريم من هذا التطرف، وعبر عنه بكلمة الغلو وهو الزيادة في الشيء عن حده الطبيعي، حيث قال "إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين"، موضحا أن التطرف هو تعصب شخص أو جماعة لدين معين أو حتى لمذهب في دين معين، وقد انتشر هذا التطرف في الآونة الأخيرة بسبب الجهل واللامذهبية وتصدر المشهد لغير المتخصصين.
التعصب الدينى
كما تطرق عزام، خلال محاضرته للطلاب لمواجهة التطرف، إلي الأسباب التي تؤدي إلى التعصب الديني ومنها الانحراف عن معايير العدالة والعقلانية، والتشدد لمذهب أو جماعة، والتقليد الأعمى لدرجة أننا نجد المتطرف في الغالب يبقى مصرا على رأيه ولا يزن الآراء بميزان العقل، موضحا أن التطرف الديني يؤثر في تشويه صورة الإسلام أمام العالم، لذا يجب إيصال هذا الإسلام الوسطى إلى كل أنحاء العالم بلين ورحمة، مشيرا إلى أن الفكر المنحرف يعد من أخطر الأمراض العقلية والقلبية التي يجب معالجتها معالجة صحيحة، فالفكر المريض الذي يهدد سلامة الأمة اليوم هو الفكر المتطرف وانحراف هذا الفكر جاء نتيجة فهم خاطئ للدين، لذا يجب استخدام المنهج الوسطي الذي يعتمد على الرحمة واللين وهو المنهج النوراني هناك فارق واضح بين المنهج النوراني والمنهج الظلماني فالنوراني يقوم على الرحمة وهو دليل على الوسطية والاعتدال، والظلماني يقوم على الفظاظة والغلظة وهو دليل على التطرف الدينى، وشرح أنواع التطرف والمتمثلة في التطرف الفكري، والتطرف القولى، والتطرف اللفظى، مشيرا إلى أشكال التطرف، موضحا أن مواجهة التطرف تتمثل فى الولاء والانتماء.
وحدة المجتمع
وانتقل عزام إلي الآثار والنتائج السلبية لظاهرة التطرف والتي تتمثل فى تصاعد مشاعر الكراهية في مقابل التسامح، وسيادة التفكير السطحي وغياب الإبداع وانتشار الإلحاد والانحراف، بجانب انخفاض الإنتاج، وتراجع التنمية، وانتشار البطالة، وتراجع القطاع السياحي، كذلك التأثير على وحدة المجتمع وتماسك وقوة أجهزة الدولة، وأوضح أن مشكلة التطرف تكمن في الفهم الخاطئ للدين، والذهاب بتأويله بعيدا عن مساره الصحيح والحقيقي، ونظرا لكون التطرف قضية ذات طابع ديني في الأساس؛ كان من الطبيعي أن يكون الخطاب الديني سواء أكان دعويا أو إفتائيا هو المنوط به في المقام الأول للتصدي لتلك الظاهرة وطرح معالجة فكرية دينية مناسبة لتحجيمها والحد من انتشارها من خلال الاعتدال والوسطية.



