"مسعد نور".. بوشكاش الكرة المصرية
بطل إمساكية اليوم الـ 24 هو أحد أساطير كرة القدم، وبالأخص كرة القدم البورسعدية، اللاعب الذي تمكن بحبه وتضحياته للفريق المصري البورسعيدي من تخليد اسمه كأحد أساطير الخضر، قبل أن يخلد بمهاراته، أنه بوشكاش الكرة المصرية، والكاستن مسعد نور.
لعب للزمالك.. وعندما عاد للمصري البورسعيدى أهدى لقب الدوري للمارد الأحمر
نشأته
ولد الكاستن مسعد نور في 23 إبريل 1951 ببورسعيد، البلد التي شهدت شوارعها و ميادينها ولادة ونشأة أحد أساطيرها بعالم كرة القدم، حيث اكتسب مسعد حبه ومهاراته للساحرة المستديرة من لعبه مع شقيقه الأكبر سعد نور- الذي أصبح هو أيضا أحد لاعبي النادي المصري - من خلال لعبهما كرة التنس وتدريبهما كل يوم بالشوارع حتى يأتي عسكري الدورية ويعيدهم للمنزل.
حارس مرمى بقدرات مهاجم
عقب انضامه لنادي بورفؤاد بدأ مسعد نور مشواره الكروي بمركز حارس المرمى، المركز الذي شهد علي مهاراة اللاعب وتألقه في صد الكرات والتسديدات الصاروخية ليشتهر اسمه ببورفؤاد، بحراسة عرين فريق رديف، وفى إحدى المباريات الودية كشف عن موهبته و قدراته المتميزة كماهجم، ويعود الفضل في كشفها إلي علي عوف - أحد مهاجمي بورسعيد - اللاعب الذي لم يتمكن مدافعي فريق بورفؤاد من التصدي له نظرا لسرعته، وقرر مسعد خطف الكرة من المهاجم في حدود منطقة الجزاء وراوغ لاعبي الفريق المنافس وأسكنها في الشباك، ونزل مدربه جابر موسي إلي أرض الملعب وأمره بخلع ثياب حارس المرمى وارتداء القميص رقم 10، لتكون تلك المباراة بمثابة المحطة الأولى التي كشفت قدرات مسعد نور الهجومية، وليبدأ رحلته بعالم كرة القدم من جديد مرتدياً القميص رقم 10.
قصة انضمامه لناشئي المصري
مباراة رديف بورفؤاد والمصري، كانت كلمة السر في انضمام مسعد نور إلي ناشئ المصري البورسعيدي، والتي شهدت علي تألقه وإحرازه هدف التقدم لينتهي اللقاء بنتيحة 2-1 لرديف، وأعجب عادل الجزار أحد أعضاء الفريق المصري بمهارة مسعد نور، ليطلب من مدربه جابر مرسي ومن إدارة نادي بورفؤاد ضمه لقطاع الناشئين فريق المصري، إلا أن الحظ يكشف لمسعد نور عن وجه آخر، فلم يمضي سوى عام واحد علي انضمامه للمصري حتى اضطر إلي ترك بورسعيد مع أهله بسبب معركة التحرير التي خاضها الجيس المصري عقب نكسة 1967، وزحف مسعد نور مع عائلته إلي المنصورة.
مسعد نور لاعب الزمالك
وعلي الرغم من الظروف الصعبة التي عصفت بالعائلة، إلا أن تلك الظروف لم تكن عائقا أمام حب مسعد نور لكرة القدم، واستمر مشواره بالانضمام إلي نادي المنصورة، كانطلاقه ثانية بعد ناديه بورفؤاد، وخاض مسعد نور مع الفريق مباراته أمام الزمالك، وقبل أن تنتهي المباراة عرض نور الدالي، نائب رئيس نادي الزمالك آنذاك، علي مسعد نور الانضمام لصفوف الفريق الملكي، ووافق الأخير ولعب للفريق الأبيض عامين، عام بقطاع الناشئيين وعام بالفريق الأول.
تضحيته بالأموال
علي خلاف أساطير كرة القدم فإن تضحيات مسعد نور لم تبدأ عقب احترافه لكرة القدم، بل بدأت بقطاع الناشئين بالمصري البورسعيدي أثناء فترة التهجير، والتي كانت خير شاهد علي حب وولاء مسعد نور لفريقه، حيث كان يقترض مسعد نور وزملائه الأحذية لخوض المباريات من أثرياء جماهير الفريق، ثم إعادتها بعد المباريات، وفي ظل احترافه لكرة القدم فضل الرجوع إلي ناديه عقب استقرار الأوضاع ببورسعيد، والحصول علي راتب لا يتجاوز ثلاثة جنيهات، تاركاً الزمالك وكان راتب 30 جنيهاً، وهو مبلغ كبير فى ذلك الوقت، ليسجله تاريخ النادى البورسعيدى بتضحياته قبل مهاراته، كأحد أساطير كرة القدم ببورسعيد.
اهداء بطولة الدوري الممتاز للمارد الأحمر
عام 1972 شهد لقاء المصري مع الزمالك، بمشاركة مسعد نور مع المصري، واستطاع أن يحرز هدف التعادل في الدقائق الأخيرة ليضيع علي الزمالك، فريقه السابق بطولة الدوري، وأهدي مسعد نور بطولة الدوري إلي الفريق الأحمر. و علي الرغم من رحلته مع المصري وتألقه الذي نتج عنه حصوله علي ثالث هدافي الدوري، بعد حسن الشاذلي، ومحمود الخطيب، ثاني هدافي المصري البورسعيدي، بإحرازه 87 هدفاً وأقل بهدفين من السيد الضظوي، صاحب المركز الأول. إلا أن رصيد بطولاته التي توج بها مع الفريق كان "صفر "، لكن مكانته في قلوب جماهير بورسعيد لا يشاركه فيها أحد.
مشاركته مع المنتخب
انضم مسعد نور للمنتخب المصري في عدد من البطولات الدولية، أبرزها دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975 في الجزائر، ودورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1979 في يوغوسلافيا، و كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 1980 في نيجيريا، وهي البطولة التي حل فيها المنتخب المصري في المركز الرابع، ليبلغ عدد المباريات الدولية التي شارك فيها مسعد نور 22 مباراة، أحرز خلالها 5 أهداف، 4 منها في منتخب تنزانيا في 3 مباريات مختلفة.
ألقاب في حياة مسعد نور
لقب بوشكاش يعود إلي حب اللاعب للأسطورة المجرية بوشكاش، ولهذا أطلق مسعد علي نفسه لقب بوشكاش. كما اشتهر بلقب الكاستن، والكاستن هي فاكهة أبو فروة في بورسعيد، ولسمار بشرته لقبه أحد أصدقائه بالكاستن، واقترن به الاسم طوال مسيرته الكروية .
اعتزاله
قرر مسعد نور الكرة اعتزال كرة القدم في مهرجان كبير لم تشهده بورسعيد من قبل، وذلك في أكتوبر عام 1985، وهو المهرجان الذي شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، فضلاً عن مشاركة واسعة لنجوم الرياضة، مثل حسن شحاتة، وبوبو، وحمادة إمام، ونجوم الفن كنور الشريف، ومحمود ياسين، وصلاح السعدني، لتنتهي بذلك قصة أسطورة مسعد نور بالمستطيل الأخضر.



