السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أهالى سيناء يتذكرون أمجادهم وسلسلة رجال من ذهب لتسجيل بطولاتهم

بوابة روز اليوسف

مع حلول ذكرى تحرير سيناء فى الخامس والعشرين من كل عام .. يتذكر أهالى سيناء جزءا من تاريخهم الطويل الممتد عبر عشرات ومئات وآلاف السنين.

وفي الذكرى الأربعين لتحرير سيناء، وهو العيد القومى لمحافظة شمال سيناء، يتذكر الجميع الجهود الجبارة التي سبقت الانسحاب الإسرائيلي من أرض سيناء بعد نصر أكتوبر الذي يعد انتصارا للكرامة العربية، وحيث استطاع الجندى المصري أن يبهر العالم ويحقق المستحيل بعبوره أكبر مانع فى التاريخ وتحرير الأرض المحتلة فى ملحمة رائعة ما زالت تدرس خططها فى أعرق الجامعات والمعاهد العسكرية.

ففى مثل هذا اليوم يتذكر الجميع دور أبناء سيناء فى دعم قواتنا المسلحة والاعداد الجيد على أرض الواقع .. حيث قاموا باستيعاب مخططات القيادة سريعا، وبدأوا فى تنفيذها على أرض سيناء فى تلاحم عظيم مع القوات المسلحة التي استعانت بهم من أجل تحرير هذه الأرض المباركة .. مما أدى الى تحقيق النصر الذي تحدثت عنه الأجيال ، ولا تزال أصداؤه ترن فى الآذان لتذكير الجميع بها.

وأكد الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء على دور أهالى سيناء فى حماية الأرض ومساندة قواتنا المسلحة ، وأنهم كانوا بمثابة الأقمار الصناعية والرادار البشرى فى رصد كافة تحركات العدو ونقلها الى القيادة المصرية .

وبهذه المناسبة .. تؤكد الدكتورة سهام عز الدين جبريل ( عضو مجلس الشورى السابق وعضو الأمانة العامة ورئيس لجنة المحافظات فى المجلس القومى للمرأة وابنة المجاهد عز الدين جبريل ) على أهمية المناسبة كنتيجة للانتصار العظيم فى أكتوبر وضرورة الحفاظ عليه كمعلم وقيمة هامة للأجيال القادمة .. مشيرة الى أنها موجهة أساسا للشباب والأجيال التي لم تعش أحداث القرن الماضى التي استشرفت لنا هذا الواقع.

وتابعت " لقد اندلعت حرب أكتوبر 1973 لنجد الجميع حول المذياع يتابعون خبر إقتحام قواتنا المسلحة لخط بارليف فى الضفة الشرقية لقناة السويس ورفع العلم المصري على أرض سيناء الحبيبة .

ورأينا الناس فى الشوارع يرصدون حركة سيارات قوات الاحتلال المرتبكة على الطرق السريعة وفى مداخل المدن ، وكم السيارات المتجهة شرقا والتي تحمل الذخيرة ذهابا وسماع نواح أفراد قوات العدو على الطريق الدولى رفح / العريش / القنطرة ، والعائدة التي تحمل الجثث ، وتوالت أحداث العمليات وأخبار النصر الصادق الذي بدأ من جبهة القتال على الضفة الغربية للقناة ، وكان الدور الشعبى نموذجا عظيما .. خاصة أدوار أهلنا خلف خطوط العدو. 

من جانبه، أكد المؤرخ السيناوى عبد العزيز هندى الغالى ( عضو اتحاد الكتاب وعضو منظمة سيناء العربية وأحد شهود العيان على ما قام به أبناء سيناء ومن المشاركين فيه ومؤلف سلسلة : " رجال من ذهب " الذي تناول فيها بعض الأعمال البطولية التي قام بها عدد من أبناء سيناء ) على أهمية دور أبناء سيناء فى حرب أكتوبر المجيدة لدعم قواتنا المسلحة حتى تحقق نصر أكتوبر .. مشيرا الى تطوع أكثر من 850 من أبناء سيناء كفدائيين للعمل مع الجيش .. حيث قاموا بثلاث مهام رئيسية وأساسية ، وهى : جمع المعلومات ، تصوير مراكز وقواعد وارتكازات جيش العدو ، والقيام بالعمليات الفدائية والاعتراضية خلف الخطوط والمواقع المتأخرة لجيش العدو .. كما حصل أكثر من 750 فردا من أبناء سيناء على أنواط وأوسمة من الرئيس الراحل محمد أنور السادات تقديرآ لاشتراكهم وبطولاتهم ومساهماتهم فى احراز النصر .

واستعرض نماذج من البطولات التي قام بها أبناء سيناء دعما لقواتنا المسلحة .. حيث أمكنه تسجيل البعض منها على سبيل المثال فى سلسلة باسم : " رجال من ذهب " تناول فيها بعض الأعمال البطولية التي قام بها عدد من أبناء سيناء دعما لقواتنا المسلحة .. مشيرا الى تولى منظمة سيناء العربية اعداد وتنظيم عمليات المقاومة وتشكيل المجموعات الفدائية ضد قوات الاحتلال .

وأعلن أنه من خلال منظمة سيناء العربية شهدت مدينة العريش الباسلة ميلاد المقاومة ، والتي بدأ فيها أول اضراب ضد الاحتلال .. ففى 19 أغسطس 1967 خلت شوارع العريش من المارة وتم اغلاق المحلات التجارية استجابة لاضراب عام ضد الاحتلال ردا على مزاعم اسرائيلية أن سيناء قد باتت فى قبضة الاسرائيلين ، وأن ابناءها أصبحوا يدينون بالولاء للعدو الصهيونى .. فكان الاضراب ضد وجود هذا العدو بقيادة أعضاء منظمة سيناء العربية .. حيث استجاب أهالى العريش للمنشورات التي وزعتها المنظمة وتدعو الى اضراب شامل ضد الاحتلال الصهيونى الذي يزعم أن الشعب فى سيناء قد استكان لبطشه وارهابه ، وطالب الأهالى من موظفين وتجار وعمال وفلاحين وغيرهم بعدم التعاون مع المحتل وعدم التجول فى شوارع المدينة أو ميادينها تعبيرا عن الاحتجاج والاستنكار بوجود المحتل ، واستجاب الأهالى وأصبحت مدينة العريش مدينة أشباح ، وجاء هذا الاضراب متزامنا مع وصول وسائل الاعلام العالمية لتصوير مدينة العريش وأن أهلها يدينون بالولاء لاسرائيل فكانت اللطمة الكبرى للاسرائيلين ، وبعدها أمر الحاكم العسكرى لقطاع غزة وسيناء وقتها بتعقب رموز الاضراب أو اعتقالهم والكشف عن ماكينات الطباعة التي تطبع المنشورات .. وبعد ذلك خرجت المظاهرات فى مدينة العريش تندد بالاحتلال وأطلقت أول قنبلة فى ميدان البلدية بمدينة العريش لتعلن عن بداية المقاومة ضد المحتل . 

وأضاف أنه خلال فترة الاحتلال وبينما كان أبناء سيناء يجترون مرارة العزلة والهزيمة .. جاء الاحتلال الصهيونى ليفرض هيمنته على الأرض والانسان معا ، وحتى يقوم بعزل سيناء عن مصر وأمتها العربية بدأ فى مخططه الشيطانى بتدويل سيناء فى عام 1968 ، وبدأ فى ترويج هذه الفكرة .. وفعلا قام بطرحها فى مؤتمر الحسنة بوسط سيناء الذي تم اعداده خصيصا لذلك ، ودعا اليه المحتل جميع وسائل الاعلام المقروءه والمسموعة والمرئية ونخبة من أبرز المهتمين بشؤون سيناء فى العالم ، وتم تجهيز وتدشين كل امكانيات العدو فى ذلك الوقت من أجل انجاح هذا المخطط .. حيث تم الاتفاق مع مشايخ سيناء على عقد المؤتمر ، وأن يقوم المشايخ بالاعلان عن اقامة دولة فى سيناء تحت رعاية اسرائيلية ومظلة أمريكية ، ولكن المشايخ فاجأوا العدو والعالم كله برفضهم لهذا المخطط جملة وتفصيلا وكانت كلمتهم التي هزت عرش هذا الكيان الصهيونى واضحه ومجلجلة وقالها الشيخ سالم الهرش : ( سيناء مصرية وستظل مصرية تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر وأن باطن الأرض أكرم لنا من ظهرها اذا ما وافقنا على هذه المخطط الاسرائيلى ) ، وتمسك أبناء سيناء بانتماءهم المصري ورفضهم التعاون مع العدو الصهيونى بأى شكل من الأشكال لينجح أبناء سيناء فى أول اختبار للوطنية بدرجة امتياز ، وتحطمت فكرة التدويل الصهيونية على صخرة وعى البدوى بوطنيته وقوميته ، وبسبب هذا الرفض تعرض أبناء سيناء من مشايخ وشباب ونساء الى أبشع أنواع التعذيب وكبت الحريات ، وفتحت المعتقلات لأبناء سيناء وحرموا من المواد الغذائية وأبسط حقوق البشر ليبدأ أبناء سيناء مرحلة المقاومة الحقيقية والتي أزعجت الصهيانة طوال فترة الاحتلال الاسرائيلى لسيناء ، وكان لمنظمة سيناء العربية السبق فى هذه المقاومة .. كما كان لأعضاء منظمة سيناء العربية دورا بارزا فى نقل الأخبار الدقيقة للقيادة العسكرية فى القاهرة بالاضافة الى الكفاح المسلح .. حيث قام عدد من المجاهدين من أعضاء المنظمة بتنفيذ عدة عمليات فدائية .. فتم ضرب احدى القواعد البحرية للعدو بصواريخ موقوتة ، وكذا ضرب مقر الحاكم العسكرى فى العريش بصواريخ الكاتيوشا وعدد من المواقع العسكرية فى مصفق ورمانة والقنطرة والعريش ، ومن خلال أعضاء منظمة سيناء العربية أصبحت سيناء كتابا مفتوحا للقيادة المصرية بفضل خبرة أبناء سيناء .

وأضاف أنه مثلما كان الوضع فى العريش العاصمة كان فى باقى مراكز ومدن المحافظة .  وقبل أن تبدأ حرب أكتوبر كان لدى القيادة المصرية كل المعلومات الدقيقة عن العدو وعدد المعدات العسكرية الاسرائيلية على الجبهة بفضل أعضاء منظمة سيناء العربية وكل أبناء سيناء ، وقد قالها أحد القيادات العسكرية بأن كل بيت فى سيناء كان له دورا فى تحرير سيناء .

وأكد أنه بالرغم من مرور أكثر من 55 عاما على احتلال سيناء عام 1967 مرورا بحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر 1973 وعودة سيناء عام 1982 وحتى الآن .. فلا يزال أبناء سيناء هم القاسم المشترك الأعظم لما لهم من دور كبير فى دعم ومساندة قواتنا المسلحة حتى تحقق النصر ، وكما كان لأبناء سيناء من دور كبير فى تحرير سيناء .. فان لهم نفس الدور فى تنميتها والزود عنها ضد أية مخاطر فى الوقت الحالى .

 

 

تم نسخ الرابط