الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

شريف حافظ: نفسي أكون من "طباخين الفن"

شريف حافظ
شريف حافظ

تفاعل جمهور السوشيال ميديا مع الفنان يعد سلاح ذو حدين.. وتنوع أدوارى مقصود

المشاركة فى الاختيار3 فرصة.. ولم أتعرض حتى الأن لتهديدات بسببه

تعلمت تقبل الأمور ببساطة فى "خيانة عهد".. والكواليس كانت لطيفة فى "راجعين ياهوى"

 

الفنان الشاب شريف حافظ، ممثل موهوب، شديد الوسامة، ويمتلك الكثير من أدواته الفنية.. قدم هذا العام شخصيتين فى مسلسل "الاختيار3" و"راجعين ياهوى"، والأخير قدم من خلاله شخصية النرجسى ببراعة شديدة، دون أن يهاب نجوماً كبار فى المسلسل الذي كتبه الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، وتم تصويره هذا العام.. التقت "بوابة روزاليوسف" بشريف حافظ للحديث عن رؤيته لمستقبله الفنى، لكنه بالإضافة إلى ذلك تطرق إلى مناطق جديرة بالاهتمام.   

 

ما الذي ينقص شريف حافظ ليصبح نجم شباك؟

 

صناعة نجم شباك ليست بالأمر السهل، الأمر يتعلق بتكاتف الأجيال الفنية لتسليم الراية من جيل لأخر، مؤخرًا تحدثت مع الفنانة "نور" حول إعجابي بأفلام من نوعية "شورت وفانلة وكاب" و"الرهينة"، وقلت لها: "انتوا حببتونا في السينما، وخليتوا لها طعم جميل"، وأتصور أن القائمين على أفلام كتلك قدموا علامة تميزهم أو مذاق خاص لهم، ما يجعل المشاهد ينتظرهم بشوق للاستمتاع بفنهم، وأنا أحلم بالمشاركة في أعمال لها طابع يخصها، بمعنى أوضح أحلم بأن أصبح أحد "طباخين الفن"، وأن أقدم أكلات حلوة لا ينساها جمهور السينما، بل ينتظر الاستمتاع بطعمها الحلو.. نعم، نحن في أشد الحاجة للسينما لأنها تترك بصمة لا تمحى، وهي الأبقى، نحن نعيش تحت تأثير السوشيال ميديا التي جعلت صناعة نجم عملية صعبة، والحل يكمن في تركيز المنتجين على السينما، والتخفيف من المسلسلات. 

 

جسدت  عمرو أبو الهنا في مسلسل "راجعين ياهوى"  أمام الفنان خالد النبوي، وشخصية علي في "بيت المعادي"، ووقفت أمام الفنانة يسرا فى "خيانة عهد"،  وصدقنا شخصية "ابن صوفيا" التي قدمتها فى "ليالي أوجيني"، هل تختار أدوارك، أم أن هذا التنوع يعد مصادفة؟

 

اليوم ليس كالأمس، في بداية اشتغالي بالتمثيل لم تكن موافقتي على الدور المعروض مرهونة بالكثير من الشروط، لكن بعد عدة تجارب أستطيع أن أقول بثقة "نعم" أحرص على اقتناص دور  يحررني من التكرار والمحدودية، والانتقاء هنا بالمناسبة ضرورة، والتنوع مقصود وليس من باب الصدفة، وساعدني فى ذلك فهم المخرجين، لأن لديهم غريزة لا تخطئ إذا تعلق الأمر بتسكين الأدوار، أتذكر شخصية نينو التي اختارنى لها المخرج الكبير هاني خليفة، هو استشعر معاناة نينو في ملامح وجهي، وأمام يسرا تخيلنى المخرج سامح عبد العزيز فى شخصية مصطفى، ورآني أيضاً المخرج محمد سلامة كوميديانًا في مسلسل "ستات بيت المعادي" و"راجعين ياهوى".

 

هل يمكن أن يشتت هذا التنوع طريق الفنان؟

 

هناك نوع من الفنانين بحاجة إلى إثبات أنفسهم، لكننى على العكس أرى أن تغيير جلدي خدمني، وفتح أمامي أبوابًا متعددة، وأتاح لي أعدادًا من القصص الخصبة للاشتغال عليها كما أظهر قدراتي لنفسي وللصناع، والفضل في ذلك للمخرجين بعد توفيق الله .

 

المشاهد يصدق الفنان إذا أحب الأداء والتقمص، فيتضامن ويكره، يبكي ويفرح مع القصة..كيف تلقيت تفاعل الجمهور على أدوارك الأخيرة فى "راجعين يا هوى" و"الاختيار3" خلال موسم رمضاني واحد؟ استقبلت تعليقات الناس على شخصية عمرو أبو الهنا في "راجعين يا هوى" وشخصية ضابط المخابرات في "الاختيار3" بسعادة غامرة، لقد صفق الناس للضابط، بينما أحاطوا عمرو بالنقد إلى حد السباب واللعنات، وهذا نجاح للممثل لكن التفاعل معه عبر السوشيال ميديا سلاح ذو حدين. 

 

مَن الذي رشحك لدور ضابط المخابرات في الاختيار3؟ 

 

المخرج بيتر ميمي، وقد تعلمت منه أشياء كثيرة، منها ما أشرت وهو التعامل بحذر مع التفاعلات علي السوشيال ميديا، وبالطبع يعتبر سيل الآراء مقياس لأداء الفنان الناجح، لكنه قد يشكل خطورة على من لديهم طموحات للصعود. 

 

شاركت في مسلسل "الاختيار3"، الذي حمل على كتفيه التدوين التاريخي والسياسي لمرحلة حكم الإخوان وانتهازيتهم، وما أعقب ذلك من أحداث، هل قبلت بالدور لدوافع فنية فقط، أم أن بداخل كل فنان رسائل أعمق بالضرورة؟ 

 

أعتقد أن مناهضة الإرهاب رغبة أصيلة في الضمير الجمعي بداخل أي إنسان، وهناك أعمال كثيرة تشير إلى أثر القوى الناعمة وتعزز دور الفن، وبالطبع يقع العبء الأكبر على عاتق القوات المسلحة والشرطة، ولهما النصيب الأكبر فى الحرب المطولة في مكافحة تلك التيارات، والشعور بمقاومة الإرهاب ينبع تلقائيًا من أي فرد أو مواطن ضد التطرف الديني أو غيره، جميعنا نكره تلك الكلمة، فمفردة الإرهاب تعني الترهيب وإشاعة الخوف بين الناس، كلمة مقيتة وتوحي بالكثير، كلنا نود التخلص من ذلك الخطر ونبحث عن الأمان، وأظن أننا تقدمنا إلى الأفضل “كنا فين وبقينا فين”.

 

هل تعرضت لتعليقات جارحة أو تهديدات متطرفة مثلما حدث مع نجوم مسلسل "بطلوع الروح" الذي سلط الضوء على جرائم "داعش"؟

 

منذ أفلام وحيد حامد وعادل إمام، وحتي اليوم يتعرض أي فنان يسهم في فضح التطرف الديني وتعريته إلي بعض المضايقات أو حتى التهديدات الصريحة، ورأيت ذلك يحدث مباشرة مع بعض نجوم الاختيار المحوريين، عن نفسي لم أتعرض لمثل تلك المواقف، لكن لا مشكلة لدى في التعرض والتصدى لها أيضًا، وأعتبر مشاركتي في "الاختيار3" مقدمة لأدوار مستقبلية في تلك المسلسلات السياسية الهامة، المشاركة في عمل يعتمد على كبار جسدوا أدوارهم بإتقان مثل ياسر جلال، أو صبري فواز وغيرهما، أجدها فرصة وإن لم أقابلهما في لوكيشن التصوير مباشرة، أو لو لم تجمعنا مشاهد. 

 

من رشحك لشخصية عمرو أبو الهنا ؟ 

 

لون جديد رشحني له المخرج محمد سلامة، بعد توجيهاته للاستعداد بتغيير الصوت والشكل حتى يخلق الاختلاف فى الشخصية، تجربة رائعة مع نجم عالمي يحب الممثل الشاطر ويشجعه، واستمتعت بهذا الدور والكواليس كانت لطيفة في مسلسل "راجعين ياهوى". 

 

هل تتأثر بالشخصيات التي تجسدها ؟ 

 

كل شخصية تركت لدى بصمة فنية وخبرة، والسابق استثمره في اللاحق، وعلى سبيل المثال أخذت من شخصية “علي”  في "ستات بيت المعادي" حلاوة طباعه، وشخصية د.مصطفى في "خيانة عهد" علمتني تقبل الأمور ببساطة، وعشت مع نينو في "ليالي أوجيني" الإحساس بالندم بعدما بتر ذراعه في الحرب العالمية، وأفادتني تجاربي المتنوعة في أدواري الأخيرة، فالتنوع لا يشتت الفنان وإنما يصقله ويعكس للمخرجين فكرة تجسيدي لأي دور مفترض، ما يمهد لظهور قصص وسيناريوهات كثيرة أمامي، لأنتقي ما يناسبني وما أتوقع أن أستفيد منه في العمل الفني، من المهم التأكيد على ذلك.

 

عملت مع مخرجين كبار أبدعوا للشاشة المصرية، مثل هاني خليفة، ومحمد شاكر خضير، وسامح عبد العزيز، بيتر ميمي، وتعاملت مع محمد سلامة وأشاد بك في "ستات بيت المعادي"، وفي المسلسل الجاري عرضه حاليًا "راجعين ياهوى"، مَن من هؤلاء تعتبره عرابك الذي أضاف لك الجديد؟ 

 

 صراحة تعلمت الكثير من كل مخرج، ولكن ساعدني على تغيير جلدي المخرج محمد سلامة، فلم يسبق لأحد غيره ترشيحي لشخصيتين عكس بعضهما البعض كلياً، لقد نقلني من شخصية زوج يشك في تعلق زوجته بحبيبها السابق ويحصر ذاته في هاجس إثبات الأفضلية في "ستات بيت المعادي" بإطاره الكوميدي، إلي شخصية (السيكوباتي والأناني) في "راجعين ياهوى"، هذا أدهشني شخصياً قبل أن يفاجئ أي أحد.  

تم نسخ الرابط