
الغمراوى –عزبة الصفيح – الكوبرى الوسطانى اخطر البؤر الاجرامية ببنى سويف
09:26 ص - الخميس 12 يونيو 2014
بنى سويف - مصطفي عرفة
تعد مناطق الغمراوي وعزبة الصفيح وعزبة بلبل والكوبرى الوسطانى اخطر البؤر الاجرامية فى محافظة بنى سويف ولعل اهم ما يجعل من تلك المناطق مناطق شائكة أو مصدرة للازمات هو التركيبة الجغرافية والسكانية لتلك المناطق والتي تتميز بالعشوائية في المباني وتدن في الخدمات كما تتمركز فيها الجريمة ويكثر فيها أعمال البلطجة ويسكنها كثير من الخارجين علي القانون لدرجة يصعب معها امكانية التدخل الامني لحل بعض تلك المشكلات وكذلك منيت محافظة ببني سويف بأفقر قريتين علي مستوي الجمهورية وهما قرية الفقيرة في مركز ببا وقرية الحرجة في مركز ناصر وهي قري تعاني من الفقر والجهل والمرض ولسنوات طويلة دونما تدخل من المسئولين ومع غياب للخدمات وتدني في المرافق وخاصة الصرف الصحي والمياه وهذا ما جعل قرية كالحمام تعد من اعلي نسب المرضي بالكبد والفشل الكلوي نتيجة تداخل مياه الصرف الصحي علي مياه الشرب
لعل قليلين هم من يعرفون ان بنى سويف هى مسقط راس ريا وسكينة اخطر مجرمتين فى القرن العشرين وورثتهما رائية الملقبة باميرة بلطجية الصعيد و معها ارطف وبيضا وكولمن اشهر بلطجية المحافظة الذين عاثوا فسادا فى الارض طوال الثلاث سنوات الماضية استولوا فيها علي المنازل والاراضي المهجورة حتى سقطوا فى قبضة الامن القوية
اولى البؤر الاجرامية منطقة الكوبرى الوسطانى حيث يعيش عشرات من أطفال الشوارع يتجمعون ليلا يدخنون البانجو ويشمون الكلة و يتقاسمون قيمة المسروقات التى قاموا بها نهارا وكان احتجاز سيارة الاطفاء التى استولى عليها البلطجية اثناء حرق المنشات الشرطية والحكومية فى اعقاب فض اعتصام الاخوان بميدانى رابعة والنهضة وظلت السيارة موجودة اسفل الكوبرى شهر كامل والغريب ان الاجهزة الامنية لم تهاجم هذا الوكر الا قليلا
منطقة المقابر شرق النيل لبنى سويف لا تقل خطورة حيث انتهك البلطجية حرمة الموتى واستباحوا مقبرة الفردوس شرق النيل وحولها الى وكر لتعاطى المخدرات ومخزن يخفون فية مسروقاتهم فى ظل غياب امنى غير مبرر
تعددت شكاوى سكان قرى بياض والعلالمة شرق بنى سويف من وجود تحركات مريبة تحدث ليلا فى منطقة المقابر وسيارات تدخل وتخرج دون ان تكون تحمل موتى حيث لا تجرى مراسم الدفن المتعارف عليها من قراءة قران ولا تتبعه صرخات النساء وعوليهن كالمعتاد فى مثل هذة الظروف الحزينة ليتم الكشف عن جريمة انتهاك كاملة للموتى
قال محمد ابو الشيخ مقيم شعائر باحد المساجد القريبة من المقابر انة منذ احداث ثورة 25 يناير والمقابر يتم نهبها وتنتهك حرمتها بعد ان استولى عليها البلطجية بالسهر ليلا وتعاطى المخدرات واصبح من المعتاد العثور على زجاجات خمر فارغة وحقن مستخدمة فى التعاطى ولا استبعد ان تكون المقابر مسرحا لممارسة الدعارة حيث يتم سماع اصوات ليلا ولا احد يجروء على الاقتراب خوفا من ان تكون عفاريت ولكنها اصوات ادمية واضحة
واشار محمد حسن عبد الله عامل الى ان المقابر تحولت الى مكان مثالى لاختفاء اللصوص وقطاع الطرق ليلا والغريب ان منهم من استحلى العيشة فى المقابر وقاموا ببناء غرف داخلها بل والمضحك انهم احترفوا استغلال هيبة المكان باقناع اهالى المتوفين بقراءة اجزاء من القران او الدعاء للترحم على الموتى نظير تقاضى مبالغ مالية منهم واعرف واحد من هؤلاء اللصوص يتقاضى جنية واحد نظير قراءة الفاتحة للسيدات
واوضح سامى ياسين ان البلطجية والخارجون علي القانون يلجأون لمنطقة المقابر باعتبارها بعيدا عن المناطق السكنية كما ان الاهالى لن يجروء على الاقتراب منها خاصة ليلا
واكدت سناء عبد العظيم ربة منزل اننا نرى البلطجية يدخلون المقابر ليلا وحاولنا اكثر من مرة الاتصال بالشرطة دون جدوى
تحولت عزبة الصفيح وحى الغمراوى الى مسرح للمعارك اليومية والتى شهدت احداها استشهاد النقيب هشام كمال الدين طعمة معاون مباحث قسم شرطة بني سويف متأثراً بإصابته بطلقتين نارييتن فى الفخذ أثناء فضه مشاجرة بالاسلحة الالية بين عائلتين لوجود خلافات جيرة حيث انتقلت قوة من ضباط وأمناء وجنود قسم بنى سويف برئاسة النقيب هشام طعمة معاون مباحث القسم لفض المشاجرة والقبض على مثيري الشغب وخلال تبادل اطلاق النار بين المتشاجرين استقرت طلقتين في فخذ الضابط فارق على اثرها الحياة
منطقة العجرة بمركز الفشن جنوبا اتخذتها عصابة ابو قطية التى يتزعهما الشقى محمد محمود على طه الشهير (بابوقطية ) مقرا لها نفذت 10فيها عشرات الجرائم تراوحت ما بين قتل ونهب وسلب وسرقة سيارات وخطف مواطنين للمساومة على اطلاق سراحهم مقابل دفع مبالغ مالية بالالاف
وعليه داهمت الشرطة مصرعه لمكان اختباء العصابة فى الزراعات بقرية الحيبة مركز الفشن شرق النيل وإطلاق الأعيرة النارية علي ابو قطية بعد مبادرته بإطلاق النار على القوات ومحاولته الهرب فى منطقة الهيش المجاورة للزراعات، ونتج عن المطاردة إصابته فى البطن والفخذ وتم اصطحابه إلى المستشفى وتعيين حراسة مشددة على غرفته وقام الأطباء بإجراء عملية جراحية لاستئصال القولون وجزء من المعدة ولكنه فارق الحياة عقب الجراحة مباشرة
جرائم الثأر تنتشر فى بنى سويف بصورة خطيرة وتتركز في 3 مراكز هى (ببا – الفشن – ناصر) ويتصدر مركز الفشن حوادث الثأر وتؤكد احصاءات صادرة من جهات رسمية نجاح جهاز الامن بالمحافظة في انهاء كافة النزاعات بعقد جلسات صلح والتي نجحت بنسبة 99% في انهاء المنازعات
وتأتي الأسلحة وخاصة الأسلحة الألية وبنادق نصف آلي وطبنجات حكومية وأيضا هناك أسلحة جاءت عبر الحدود الليبية خاصة مع انتشار حالة فوضى السلاح في ليبيا الامر الى جعل قرى بعينها كالديابيات وكفر ابو جمعة مرتعا لتجارة السلاح
حمى البحث عن الاثار جعلت من منطقة الحيبة الاثرية بؤرة اجرامية للجريمة المنظمة مثلما حدث في الجريمة البشعة التي وقعت بها بعدما قام الجاني بقتل ضحيته ودفن الجثة تحت بئر السلم وأقام عليها حائطا من الطوب والأسمنت
ترجع وقائع الجريمة عندما تقدمت زوجة المجني عليه حميدة قرني زكي ببلاغ إلي رئيس مباحث مركز الفشن يفيد باختفاء زوجها المدعو رجب سيد حسن حداد واتهمت أحمد ابوبكر طه بالتسبب في اختفاء زوجها وقالت :حضرت سيدة منتقبة إلي الورشة التي يعمل بها وطلبت منه أن ينتقل معها إلي منزل لأخذ مقاسات للقيام ببعض أعمال الحدادة وعندما وصلا للمنزل خرج أحمد ابوبكر واتفق مع رجب علي القيام بأعمال حدادة داخل المنزل إلا أن زوجها لاحظ وجود حفرة داخل المنزل وبعدما عاد لمحل عمله بالورشة قص علي شقيقه هشام ما حدث استيقظ المجني عليه علي مكالمة هاتفية من أحمد ابوبكر يطلب منه الحضور إلي المنزل للقيام بأعمال الحدادة المتفق عليها وتوجه المجني عليه لمنزل أحمد ابوبكر وقد دارت الشكوك حول أحمد ابوبكر وطلبنا منه الذهاب لمنزله كما تقول الزوجة في بلاغها - ولاحظنا وجود حفرة مغطاة داخل المنزل ورائحة بخور وأكد أحمد ابوبكر أن هذا المنزل كان مغلقا منذ عام تقريبا، ولكننا لاحظنا وجود أشياء تدل علي أن هناك من تردد علي المنزل منذ فترة قريبة وتلاحظ انبعاث راحة كريهة من أسفل السلم فتوقفوا عن الحفر وتوجهوا ناحية السلم وقاموا بإزالة التراب الموجود بجانب السلم فازداد انبعاث الرائحة ووجدوا حائطا صغيرا كبيرا بالطوب والاسمنت أسفل بئر السلم وعندما بدأوا في إزالته اكتشفوا وجود جثة المجني عليه وتوصلت جهود البحث الى أن الفتاة المنتقبة التي اصطحبت المجني عليه لمنزل المتهم قبل واقعة قتله بيومين تدعي آلاء ربيع أمين عبدالوهاب (15 سنة) طالبة بالصف الثالث الإعدادي وذكرت أنها متزوجة عرفيا من المتهم وهو الذي طلب منها إحضار المجني عليه للمنزل قبل واقعة قتله بيومين وبعد ذلك أحضره الجاني في اليوم الذي تم فيه التخلص منه وروت تفصيلياً كيف قام المتهم بقتل المجني عليه وقالت إن الجاني قام بارتداء جوارب اليد وأخذ شومة وأبلغها بأنه سيقوم بالتخلص من المجني عليه ولما سألته لماذا ستفعل ذلك لم يرد.
وبعد ذلك سمعت صوت المجني عليه وهو يستغيث بأصوات مخنوقة وعندما خرجت من الغرفة لأشاهد ماذا يحدث فوجدت المتهم ينهال بالضرب علي المجني عليه وهو ملقي علي الأرض وغارق في دمائه وبعد ذلك قام بدفنه تحت السلم في حفرة قام بإعدادها مسبقا وهددني لعدم إفشاء الجريمة، وكأنني لم أر شيئاً وانصرفت من المنزل
من جانبة اكد اللواء ابراهيم هديب مدير أمن بنى سويف إن المديرية قامت بالعديد من الحملات المكبرة فى مراكز بنى سويف من الواسطى شمالا إلى الفشن جنوبا ألقى خلالها القبض على عشرات المسجلين والهاربين من السجون ومن تنفيذ الأحكام الجنائية لتجفيف البؤر الاجرامية والقضاء على البلطجة
تابع بوابة روزا اليوسف علي