تفاصيل حكاية شارع يعقوب آرتين باشا ضمن مشروع «التنسيق الحضارى»
تنشر "بوابة روز اليوسف" تفاصيل حكاية شارع يعقوب آرتين باشا ضمن مشروع "حكاية شارع" الذي أطلقة الجهاز القومي للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد ابوسعدة، حيث تم إطلاق عليه اسم شارع يعقوب آرتين بأحد أشهر شوارع مصر الجديدة بالقاهرة.
ويعد يعقوب آرتين باشا، هو أديب مصري من أصل أرمني، ويعتبر أول من كتب الحكايات الشعبية المصرية، ودونها وسجلها، وأحد أبرز رجال التعليمِ فى مصر خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وللأديب شارع يحمل اسمه، حيث تم إدراجه من قبل الجهاز القومى للتنسيق الحضارى ووضع لافتة تحمل سيرته.
تحمل سيرة يعقوب آرتين باشا أنه ولد فى عام 1842، وتعود أصوله إلى الجالية الأمنية التي استوطنت مصر فى زمن مضى، وأسهمت بشكل كبير فى الحياة السياسية والثقافية. فوالده أرتين بك تشراكيان الذي كان من تلامذة البعثة الأولى، التي أرسلها محمد على باشا إلى فرنسا، وكان من نوابغ البعثات المصرية، وتولى منصب وزير الخارجية فى حكومة محمد على باشا، درس بين تركيا وفرنسا، واهتم بالقانون والأدب، فقه اللغة، عندما عاد إلى مصر عام 1870، عينه الخديو إسماعيل سكرتيرًا أوروبيًا للقصر، وبعد ذلك تولى منصب الوزير مرتين.
كما شغل يعقوب أرتين منصب وكيل نظارة المعارف المصرية منذ عام 1884 وحتى عام 1906 وقام بدور كبير وبارز فى مجال التعليم، حيث امتلك رؤية مختلفة وعَصرية للمنظومة التعليمية المصرية؛ حيث عمل على أن تهتم المَدارس بتعليم اللغات الأجنبية، وأن تركز مناهجها الدراسية على الكيف لا الكم، وقد بذل جهودًا ملموسة لتطوير المدارس المصرية، كما كان من أوائل الداعين لإنشاء جامعة مصرية.
إسهاماته الثقافية
ومع أنه كان يجيد ويعرف اللغات الأرمنية والتركية والعربية والفارسية واليونانية واللاتينية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية، إلا أنه استغرق فى الثقافة الأخيرة وكتب كل نتاجه بلغتها. وتجدر الإشارة إلى أنه قد اشتهر بعملين كبيرين هما: (القول التام فى التعليم العام) الذي كتبه بالفرنسية وطُبع فى باريس عام 1890، وترجمه على بهجت إلى اللغة العربية، وكتاب (الأحكام المرعية فى شأن الأراضى المصرية) بالفرنسية أيضًا، وطبع بالقاهرة 1908، وترجمه “سعيد عمون” إلى العربية.
كما كتب أرتين بعض الدراسات المتخصصة بعمق، مثل دراسته عن "السياق" الذي يتناول نوعا من الكتابة المستعملة فى إدارات مصر المالية إبان الحكم العثماني، وخط "السياقت" هو نوع من الكتابة التي كانت تستعمل بواسطة "المباشرون" فى الإدارات المالية فى مصر العثمانية كديوان الروزنامة.
كما أنه من أوائل من كتبوا الأدب العربى باللغة الفرنسية، من بين أعماله "الممتلكات العقارية فى مصر" عام 1883، و"حكايات شعبية" عام 1883، و"16 حدوتة" عام 1903، و”حكايات شعبية سودانية” عام 1909، وبعد حياة حافلة بالعطاء فى مجال الإدارة والثقافة والتعليم المصرية، رحل عن عالمنا فى عام 1919.



