الفنون في السعودية.. ازدهار قياسي يضع المملكة على طريق المستقبل
لم يكن الاستثمار في الفنون فكرة عادية بل كان أشبه بالمخاطرة التي لا يعرف مداها، هل سوف تنجح وتحقق العوائد المرجوة لأصحابها أم أنها ستفشل، فاليوم تشهد الفنون في السعودية زيادة ملحوظة في عددها وتنوعها ويعكس ذلك طموح القائمون على هذا الدور أن يكون أفضل في المستقبل بما يلبي الطموحات.
يجد الفنان اليوم المساحة الكاملة ليتنفس ويبدع بعد عدة عوامل ساهمت في ذلك، لتزدهر الأعمال الفنية وتأخذ الأفكار نصيبها من الانتشار ليرى العالم والمجتمع كيف نجحت المملكة في الصمود أمام كل التحديات في تقديم عمل فني مستمر ليس كالسابق لوجود محفزات تدفعهم لمزيد من الإنتاج.
ومع كل هذا الحراك، تطورت ثقافة اقتناء الأعمال الفنية في السعودية من مصر، فأصبحت في مسارها الصحيح، وأصبح الفنان المصري يجد منصة يستطيع من خلالها عرض أعماله، ولكن المملكة أصبحت لديها عدد من المعايير التي تبني عليها قبل أن تقدم على تقديم أي أعمال فنية، منها تتبع مشاركات الفنانين المصريين بسبب العمر الفني لمصر، ولكن الفنانين المصريين وجدوا في المملكة فرصة بنوا عليها، حيث تحتاج العملية الفنية في المملكة إلى مزيد من التنظيم وهو ما تجده في الخبرة المصرية بما يساهم في أن يكون عامل جذب ليس فقط للجمهور المحلي وأن تحجر لنفسها مكانا في خريطة الفن العربي، وإنما أيضا العالمي.
الفنون في المملكة انتقلت من هواية إلى أناس في مرحلة صناعة تعتمد على ذاتها وتساهم في دخول مردود مادي تمكن الفنان من الاستمرار والعطاء كغيرها من المهن التي تعتمد على العرض والطلب، وكذلك لتوفير الفرصة لسوق واعد يتوقع له أن يكون مساهما في الناتج المحلي القومي في إطار سعي المملكة إلى تعزيز أهداف رؤتها عبر مرتكزات ثقافية تؤسس وتنشر الفنون، ويأتي ذلك بالتزامن مع عودة الحديث عن بدء مرحلة جديدة لتفعيل إدماج الفنون المناهج الدراسية في المملكة.
الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، استهل حديثه، بقوله: "في البداية أبارك للمملكة العربية السعودية على القفزة الفنية والثقافية التي تحدث، لم يكن أحد يصدق من سنوات قليلة ماضية أن تحدث هذه النقلة الفنية، وبدأت أن في أن تكون منافس قوي جدا لكل البلاد التي تقدم ثقافة وفن، وأنا أراقب الجمهور السعودي ومدى استقباله للحفلات الموسيقية فوجدت أن الجمهور السعودي كما لو كنت في مصر وشعرت وكأني في حفل في القاهرة".
أما المخرجة السعودية هيفاء المنصور، فتقول: "بالتاكيد هناك انفتاح اجتماعي في السعودية، ونحن في السعودية نسير في اتجاه تكوين مجتمع جديد مختلف تماما عن المجتمع السابق، وتغير النظرة التقليدية للفن والمرأة، نحن الآن نحتفي بشخصية جديدة، وشيئا فشيئا نتوسع في حرية الحوار والكتابة، ولكن أنا أظل أحترم مجتمعي المحافظ".
وأضافت المخرجة السعودية: "وفيلمي الأخير "المرشحة المثالية"الذي كان الفيلم العربي الوحيد الذي شارك في منافسة مهرجان فينيسيا، كان يحتفي بعودة الفن إلى السعودية وبه العديد من الأغاني التي تربيت عليها في صغري".
وبينما يبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة إلى القاهرة، ننظر إلى العلاقات المصرية السعودية التي شهدت تطورا على مختلف الأصعدة، خلال السنوات الماضية، ولا يخلو ذلك من التعاونات الفنية وتعزيزها، حيث انتعشت المسارح السعودية بعروض مصرية كان أبطالها، محمد هنيدي ومحمد سعد وهاني رمزي وحسن الرداد وغيرهم.



