سياسيون: زيارة ولى العهد السعودى لمصرتعكس أهمية القاهرة
تعد العلاقات المصرية السعودية تاريخية وراسخة، على مر العصور، والتي شهدت تطوراً كبيراً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية .
وتأتى زيارة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان الى مصر ضمن جولة الى الأردن وتركيا، وبدأها بمصر يعكس أهمية القاهرة خاصة ولما تملكه من ثقل كبير في المنطقة .
سعيد: العلاقات المصرية السعودية تارييخية
من جانبه قال الدكتور عبد المنعم سعيد المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، إنه عندما نتحدث عن العلاقات المصرية السعودية لابد من النظر الى الخريطة، التي تقول إن مصر والسعودية شعبان ودولتان متلاقيتان على البحر الأحمر، ومن ثم العلاقات تاريخية وثيقة.
وأضاف سعيد في تصريح لـ" بوابة روزاليوسف"، الاتصال بين البلدين قديم، وفى الدولة الحديثة منذ عام 1926 عندما قامت المملكة بتأييد حق مصر ضد الاحتلال الانجليزى في ذلك الوقت لنجد سلسلة كبيرة من العلاقات الطيبة والجيدة.
وأشار المفكر السياسي إلى أن هناك أمرين جديدين في العلاقات بين مصر والسعودية، وهما مرحلة جديدة من العلاقات بدأت بعد ثورة 30 يونيو في مصر، حيث الموقف السعودى والخليجى كان موقفاً مشرفاً جداً.
ولفت سعيد، إلى أن، اسقاط حكم الاخوان في مصر من وجهة الاستراتيجية السعودية، كانت نقطة تحول ضد كل ما حدث في اعقاب ما سمى بالربيع العربي من خلل في المنطقة، وهياج وفوضى كبيرة وعدم استقرار، لافتا الى أن بداية المواجهة كانت مع اسقاط الاخوان في مصر، ثم بعد ذلك حدث أمر هام أن الرئيس السيسي تولى حكم مصر والملك سلمان اصبح عاهل المملكة العربية السعودية وكلاهما تقريبا في نفس العام، واشهرا عملية اصلاح عميقة للغاية تنموية مرتبطة ببرنامج 2030 سواء في مصر او في السعودية، والبرنامجان مكتملان تكاملاً كبيراً جداً.
وأوضح المفكر السياسي، أن الدولتين الآن يواجهان العالم من منطلق التطورات التي جرت خلال العامين الماضيين والسعى الى تهدئة المنطقة والى تحقيق الاستقرار فيها، ابتداء من بيان العلا الذي أدى الى انهاء الازمة مع قطر ودول التحالف الرباعى ثم العلاقات مع تركيا وفتح العلاقات مع ايران، حتى جاءت الحرب الأوكرانية في اعقاب الكورونا وما سببته من ازمة شديدة في العالم سواء ازمة طاقة، ولها آثارها السياسية والاستراتيجية بالنسبة للسعودية ودول الخليج، وأزمة الغذاء واثرها على مصر والدول العربية التي تستورد المواد الاساسية من الغذاء، اذا فنحن متأثرون سويا بهذه الازمة.
واستكمل: وهناك النقطة الأخيرة وهو الاجتماع الذي سوف يعقد خلال أسبوعين تقريبا مع الرئيس الامريكى في المنطقة وسوف يأتي بقائمة من الأمور التي يسعى اليها“.
بكر: اللقاء سيتناول ملفات زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف الشهر المقبل للسعودية
فيما قالت الدكتورة نهى بكر، استاذ العلوم السياسية في الجامعة الامريكية، أن زيارة ولي العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، تأتى في اطار استمرار التشاور الناجم عن العلاقات الاخوية الطيبة من البلدين في عالم يسوده حالة من التأزم الدولي الذي يلقي بظلاله علي المستوي الاقليمي.
وأضافت بكر، في تصريح لـ" بوابة روزاليوسف"، أن زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر هي الزيارة الرابعة خلال السنوات الخمس الماضية، بخلاف اللقاءات غير الرسمية التي جمعت الأمير محمد بن سلمان، مضيفة أن الزيارة تناقش العلاقات الثنائية وعدداً من الملفات الإقليمية والدولية.
وتوقعت أستاذ العلوم السياسية، أن تطرح ملفات زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف الشهر المقبل للسعودية، واجتماعه بقادة دول الخليج ومصر والعراق والأردن.
وأشارت بكر الى أن اللقاء يناقش قضايا أبرزها تداعيات العملية الروسية في أوكرانيا، والعلاقات العربية، العسكرية والأمنية والاقتصادية، علي المستوي الثنائي والدولي، والتعاون في مجالات النفط والطاقة النووية والأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، والتوترات مع إيران.
ولفتت، الى أن الزيارة هي لعدة دول وبدء الزيارة بمصر يعكس أهمية القاهرة خاصة ولما تملكه من ثقل كبير في المنطقة ولدورها على الصعيد العربي والدولي ونجاح العلاقات الثنائية بين السعودية ومصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي المصري، وإبرام حكومتي البلدين نحو 70 اتفاقية وبروتوكول ومذكرة تفاهم بين مؤسساتها الحكومية.
بيومى: اللقاء سيتناول الحديث عن التغيرات المناخية.. خاصة أن مصر ستستضيف قمة المناخ
ومن جهته قال السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة ولى العهد السعودى متوقعة لأننا مقبلون على مؤتمر مهم جدا وهو مجلس التعاون الخليج بالإضافة الى مصر والأردن والعراق وأمريكا.
وأضاف في تصريح لـ"بوابة روزاليوسف"، الى أن الزيارة جاءت لتنسيق المواقف، ومعرفة وجهات نظر مصر ومواقفها المختلفة، في ظل كورونا وتأثيرها الاقتصادى على العالم والأخطر الحرب الروسية الأوكرانية والاثار الاقتصادية للحرب.
ولفت بيومى الى أن اللقاء سيتناول الحديث عن التغيرات المناخية، وخاصة أن مصر ستستضيف قمة المناخ نوفمبر القادم ، بالاضافة الى المشكلات الإقليمية مثل الإرهاب وغسيل الأموال والهجر غير الشرعية وما يحرى في سوريا ولبنان وليبيا، والاهم بالنسبة للسعودية ما يجرى في اليمن كل هذه مشاورات ستحدث.
هريدى: أهم بعد في الزيارة أنها تسبق القمة الخليجية العربية الامريكية في جدة
وفى ذات السياق قال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة ولى العهد السعودى الى مصر اهم بعد فيها انها تسبق القمة الخليجية العربية الامريكية في جدة في الشهر القادم، بالإضافة الى تعزيزالتعاون الاقتصادى والتجاري والاستثمارى بين مصر والسعودية في اطار سعى الدولتين في تعزيز العلاقات بينهما ، والمصالح المتبادلة والمشتركة بين مصر والسعودية في حفظ الامن والاستقرار والرخاء الاقتصادى في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج .
وأضاف هريدى في تصريح لـ" بوابة روزاليوسف"، أن اللقاء سيتناول التشاور حول مجموعة من القضايا العربية والدولية وتأثير هذه القضايا الدولية على سبيل المثال وليس الحصر الحرب في أوكرانيا على أمن الدول العربية وعلى علاقتها الدولية.



