نورا علي الفرا تكتب: حرب روسيا أوكرانيا.. هل انتهى علم إدارة الأزمات؟!
منذ أزمة الصواريخ الكوبية (أزمة خليج الخنازير) في الستينيات وتجنب القوتين العظميين آنذاك المواجهة وحل الأزمة سياسيا؛ ومن هنا نشأ علم إدارة الأزمات وأصبحت الدول تتجنب الصدام المسلح، وتلجأ لإدارة الأزمات في خلافاتها مهما كانت وأصبحت البلاد تسلح جيوشها للردع وليس للاشتباك، حتى وإن كانت المعركة ستكون محسومة لصالح دولة ما، فحتى المنتصر في الحرب يتم تدميره اقتصاديًا جراء تكلفة الحرب.
وتدرج علم إدارة الأزمات من الدول للمنظمات للهيئات الدولية والشركات.. ونشأ معه علم التفاوض بأنواعه، وإن اختلفت التعريفات، فالاتفاق الضمني دوليا أنه لا مواجهات حربية مهما كانت الأسباب.
فما الذي حدث في حرب روسيا أوكرانيا؟!
الذي حدث أن الأزمة ليست بين روسيا وأوكرانيا، بل الأزمة في حقيقتها هي سعي بوتين لإعادة الاتحاد السوفيتي كما كان قبل أن يتفكك واستعادة قوته ووضعه دوليا، وبالفعل استطاع أن يصنع لبلاده اقتصاد حرب.
الأزمة أن حلف الناتو وأمريكا وأوروبا لم يتوقعوا أن يتدخل بوتين عسكريا.
الأزمة أنه عندما يتعرض الأمن القومي للخطر فلا علم ولا معاهدات والغلبة للأقوى.
فالأمن القومي خط أحمر.. فمثلًا مصر لا تحارب خارج حدودها ولكن عندما تم قتل مواطنين أقباط في ليبيا توجه الطيران المصري في نفس اليوم لضرب معاقل تنظيم داعش الإرهابي داخل ليبيا.
هنا الأمن القومي واعتباراته كانت لها الغلبة، وأيضًا وقبل كل شيء القوة هي التي تفرض نفسها لحماية الأمن القومي للدول.
حقيقة الأزمة أن بوتين- كرجل مخابرات محنك- يريد استعادة الاتحاد السوفيتي كما كان قبل البروستريكا والتفتيت واستعادة القوة الاقتصادية والمكانة الدولية، ولديه ثأر مع أمريكا التي كانت وراء هذا التفكيك والتفتيت، والتخطيط له، وزرع من جنّدتهم لتحقيق مخططها داخل الاتحاد السوفيتي.
وسيعود الاتحاد السوفيتي كما كان قبل نهاية هذا العام.
نورا علي الفرا
عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع



