عاجل
الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إنها الخيانة ...

إنها الخيانة ...

بقلم : هناء عبد الفتاح

معروف للجميع أن الشئ الوحيد الذى إستثناه الله سبحانه وتعالى من مساحات كرمه وغفرانه وسماحته تجاه عبيده من بنى الإنسان هوة الشرك به ، فى قانونه إعتبر أن كل المعاصى والذنوب والخطايا وأيضا الكبائر مهما بلغت هى فى النهاية أمور طبيعي أن تصدر من النفس البشرية التى خلقها _ أمارة بالسوء _ والصفح عن مرتكبها متاح جدا فى حالة أن يتوب ويستغفر ، حتى الكافر الذى يعتقد عدم وجوده أصلا شمله أيضا بغفرانه فى حالة أن يفيق من غباؤه وينظر إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الأرض كيف سطحت ، كل هذا كان عنده مقبولا .. والتجاوز عنه متاحا .. أما الشرك به _ وهو الإعتقاد بوجود إله أخر شريك له فى خلق هذا الكون الفسيح ويستحق أن يعبد معه _  فهو الأمر الذى رفض الصفح عن عقوبته شكلا وموضوعا ولا جدال فى حتمية خلود من يفعل ذلك فى العذاب ، إعتبر الله أن الشرك به هوة الإهانة التى  لا تغتفر والتجاوز الغير ممكن التجاوز عنه ، إعتبر أن عبده الذى يستحضر أى شئ أخر سواء كان جماد أو حيوان أو نبات أو ما إلى ذلك  ويضعه فى نفس مكانة الإلوهية معه هوة مخلوق خائن وصلت به الوقاحة لأن يقارن شئ بمن ليس كمثله شئ  ، ويعبده معه فى حين أن حق العبادة حصرى له فقط ..



هذا  موقف إله الكون بكل سماحته وعظمته ورحمته من الخيانة ، وهذا مدى غضبه منها الذى جعله يقرر أن لا غفران فيها أبدا ، إذن معتوه هو من  ينتظر من البشر أن تغتفر بينهم الخيانة  ، سأتحدث عن خيانة الأزواج لأنها الأكثر تصدرا للمشهد والأكثر شيوعا من خيانة الزوجات التى هى الأقل والأندر ، الخيانة هى أكبر إهانة ممكن أن توجه لأنثى ، عندما تكتشف هى أنك أتيت بإمراة أخرى ووضعتها فى نفس مكانتها وأعطيتها من قلبك وعقلك أو حتى من جسدك لو تطور الأمر لهذه المرحلة ، تكون أنت بذلك سددت لأنوثتها طعنة فى مقتل ، تكون سحقت كرامتها وثقتها بنفسها ، تكون أوجعتها حقا وبكل المقاييس ، هى تشعر وقت أن تكتشف شركك بها بوجع يظل يلازمها حتى أن ينعم الله عليها بالصبر والنسيان وهذا فى الغالب يحتاج سنين وسنين ، هى تكرهك جدا وقتها وتطلب الإنفصال لو كانت ظروفها الإجتماعية بعد الإنفصال ستسمح لها بالحياة بشكل طبيعى ودون الحاجة إليك ، أما لو كانت لن تستطيع الإنفصال لإعتبارات تتعلق بالبيت والأولاد ولعدم توفر من يكفلها بعدك _ وهى الحالات الأكثر  شيوعا _ فهنا تضطر هى أن تكمل حياتها معك كرها رغم كل القهر والمراراة والألم الذى شحنتها به ، وهذا الوضع بالطبع لن ينتج عنه إلا حياة زوجية مشوهه لا تعرف المودة والرحمة ولا تقترب منهم فى يوم من الأيام ، فلن تحزن عليك لو مرضت ، ولن توفى لك لو موت ، ولن تخاف عليك لو تعرضت لخطر ، ولن يتحرك فيها ساكنا لو ثبتوك حرامية ع الدائرى وخدوا منك كل اللى فجيبك وعلموا عليك بالمطواه !!!!

أن لا أدعى أن النساء جميعهن ملائكة ولا عيوب فيهم بالعكس ، أقر وأعترف أن هناك نساء لا تحتمل وعشرتهن لا تطاق والبعد عنهم فعلا غنيمة ، لكن عليك أن تعلم : الله أمر أن تعاشر بالمعروف أو تفارق بالمعروف  ،وإعلم أيضا أنك عندما تخونها لأنها نكدية أو زنانة أو لا تهتم بجسمها ومظهرها أو أى تصرفات لا تعجبك فيها بشكل عام  فأنت هنا تقوم برد فعل مليون ضعف فعلها ، والعدل يؤكد دائما أن رد الفعل يجب أن يساوى الفعل ، ويتضاعف الوجع بلايين المرات لو خونتها مع الأقل منها وضعا إجتماعيا ، فلا تكن داعشى الهوى وتقدم على هذا الفعل ، لا تذبحها بسكين الخيانة فهى التى أبى إله الكون أن يغفرها ..

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز