عاجل
الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
أخطر 10 اتهامات لاحقت السيسى

أخطر 10 اتهامات لاحقت السيسى

بقلم : حسام سعداوي

أحاديث الإفك الإخوانية        



 

حين تتصدى للعمل العام عليك أن تكون جاهزًا للمحاسبة عند التقصير، والأهم أن تكون مستعدًا ليصبح اسمك لوحة نيشان لسهام النقد الذى قد يكون موضوعيا حينًا ويصل حد التجريح أحيانًا، «من تصدر لخدمة العامة، فلا بد أن يتصدق ببعض من عرضه على الناس، لأنه لامحالة مشتوم، حتى وإن واصل الليل بالنهار». هكذا يقول الإمام ابن حزم الأندلسى. 

 

ماذا إذا لو كنت تخوض حربًا؟..

هنا عليك ألا تعبأ لدوى الرصاص، فالطلقة التى تصيبك لن تسمع صوتها، هكذا تعامل الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أن وضع روحه على كفه وقبل أن يخوض المعركة ضد تنظيم الإخوان، ليس داخل مصر وحدها وإنما فى عشرات الدول حول العالم، مضى الرجل فى طريق ليس منه رجوع وكان عليه منذ اللحظة الأولى ألا يلتفت خلفه.

لم يشهد التاريخ المصرى رئيسًا كيلت إليه كل هذه الاتهامات خلال حكمه وشنت ضده كل هذه الادعاءات ولم يرد عن نفسه وأصر على حمل صليبه على ظهره والمضى غير عابئ بما يوجه إليه مكتفيًا بالاعتماد على الوقت فى كشف الحقيقة، عادى الإخوان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكنهم لم يكونوا يملكون نوافذ إعلامية كالتى يملكونها اليوم، ولا منصات يطلقون منها قذائفهم يوميا فى ساحة السوشيال ميديا، تحمل كل هذا القدر من الغل والكراهية. 

لم تقف ماكينة الاتهامات الإخوانية عن العمل يوما منذ أن وصل السيسى إلى سدة الحكم وحتى يومنا هذا، والأهم أنها تجد صدى لدى قطاعات من التيارات السياسية والفكرية المعادية للإخوان أحيانا، بالعودة إلى الوراء قليلًا، سنجد أن السيسى منذ المشهد الأول لظهوره على مسرح الأحداث كان محط اتهام شهير بانتمائه للإخوان، لاسيما فى ظل ملابسات توليه السلطة خلفا لأستاذه المشير محمد حسين طنطاوى.

 

1 مرشح بلا برنامج

كان أول الانتقادات التى وجهت للمرشح عبدالفتاح السيسى قبل وصوله للسلطة أنه «مرشح بلا برنامج محدد»، والحقيقة أن الرجل منذ أن كان مرشحًا وهو لديه إدراك شامل لمشكلات مصر وحجم التحدى المفروض، حتى إنه قال ذات مرة «أنا شايف مشكلات مصر وعارف حلولها زى مانا شايفكم بالظبط»، غير أن طبيعة تفكيره كرجل مخابرات عمل فى عالم تحكمه السرية ربما جعلته يرى أن إعلان هذه المشروعات كاف لتعطيلها، خاصة فى الظروف التى عاشتها مصر قبل توليه السلطة.

الأهم من هذا أن السيسى جاء فى وقت لو خاطب فيه أى من المرشحين الشعب قائلًا إنه يعتزم حفر قناة جديدة وإقامة محطة للطاقة النووية، واستصلاح أكثر من مليون فدان، وبناء 12 مدينة جديدة من بينها عاصمة جديدة للبلاد، وعلاج مليون ونصف المليون حالة من مرضى فيروس الكبد الوبائى وفحص 5 ملايين حالة، علاوة على إقامة 3 آلاف كيلومتر من الطرق وخمس مطارات لما صدقه أحد، حتى كاتب هذه السطور.

 

 2  إهدار أموال المصريين فى مشروعات «فنكوش»

ما إن بدأ الرجل التحرك لتنفيذ خطته للنهوض بالحالة المصرية مستهلا مشروعاته بحفر قناة السويس الجديدة، حتى تكالبت عليه عناصر الجماعة يتهمونه بإهدار أموال المصريين وأشاعوا بأن القناة لن تكتمل وإن الممولين لن يستردوا أموالهم، غير أن الواقع كان كفيلا بتوضيح زيف الادعاء.

قال الإخوان وردد عنهم بعض المعارضين أن المشروعات بلا جدوى اقتصادية وأنها مجرد «فنكوش» وأنها لن تعود على الناس بالنفع فى المدى القريب وأنه كان الأجدر توجيه الأموال إلى أوجه إنفاق أخرى، لكن وعى الناس كان أعلى من هذا كما أنهم لمسوا بشكل مباشر حجم الإنجاز المتحقق والذى استفاد منه بعضهم بشكل مباشر والبعض الآخر بشكل غير مباشر. 

 

 3 الجيش يحتكر المشروعات لحسابه

فى محاولة لاستهداف الشعبية التى تتمتع بها القوات المسلحة لدى الشعب عمدت الجماعة إلى الادعاء بأن الجيش يحتكر تنفيذ كافة المشروعات التى تنفذها الدولة، وهو الادعاء الذى رحب بالترويج له أحيانا بعض رجال الأعمال سعيا منهم لممارسة نوع من الابتزاز عند ترسية بعض المناقصات، والخطير فى الادعاء أنه لا يستهدف شعبية الجيش داخليا فقط وإنما يستهدف تخويف المستثمر الأجنبى من دخول السوق المصرية.

وحدها الأرقام كانت كفيلة بالرد على هذه الكذبة، فإجمالى تكلفة هذه المشروعات تجاوز 2 تريليون جنيه وهو ما يصعب على أى جهة أن تتولى تدبيرها وحدها، كما أنه فى كل قطاع من المشروعات التى نفذتها الدولة ساهمت الشركات العامة والخاصة فى عمليات التنفيذ، فى الوقت الذى اكتفت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بدور المشرف على دقة التنفيذ ومواعيد التسليم.

 

 4   رئيس فى خصومة مع الشباب

عمدًا خلط المعارضون بين مصطلح الشباب وهو يضم فى جعبته قطاعات كبيرة من المنتمين للتيارات الفكرية والسياسية المختلفة علاوة على غير المنتمين أصلًا، وبين شريحة صغيرة من النشطاء السياسيين، فراحوا يقولون أن الرجل فى خصومة مع الشباب، غير أن الواقع يؤكد خلاف ذلك، فنظرة الرجل للشباب كانت أوسع من مجرد عشرات أو مئات النشطاء، فإذ به يؤسس الأكاديمية الوطنية للشباب، والبرنامج الرئاسى لتأهيل وتدريب الشباب.

نظم الرئيس مؤتمرا شهريا يستمع خلاله للشباب فى كل محافظات مصر وينفذ ما يقبل التنفيذ من مقترحاتهم فورا، حتى استطاع خلق ظهير شبابى قوى مساند له، كما تم الإفراج عن أكثر من دفعة من الشباب ممن يتبين أنهم مسجونون ظلمًا أو دون تهمة محددة، علاوة على تمكين الشباب من مؤسسات الدولة كافة.

 

 5   غلق المجال العام

يحتاج مصطلح المجال العام إلى تعريف أكثر تحديدًا، فلا يمكن اعتبار صدور قانون ينظم عملية التظاهر غلقا للمجال العام، قد تكون هناك مغالاة فى تنفيذ القانون أحيانا، لكن وجود قانون منظم للتظاهر ليس بدعة مصرية، كما يجب التفريق أيضا بين منظمات المجتمع المدنى والتى تضم أكثر من 50 ألف جمعية منتشرة فى ربوع مصر تقدم خدماتها فى مختلف المجالات وبين المنظمات الحقوقية العاملة فى مجال الحريات المدنية والسياسية، فالأخيرة لم تكن تمارس عملا حقوقيا بقدر ممارستها لنوع من المعارضة السياسية ولم تزل تمارسه حتى  اليوم بدرجة وأخرى ولكن فى السر.

 

 6 رهن مواقف مصر لصالح الخليج ثم روسيا ثم أمريكا

ما إن توافقت العلاقات المصرية مع دولة ما حتى رددت كتائب الجماعة أن الرئيس ارتهن مواقف مصر لصالح هذه الدولة، فى محاولة بائسة لضرب علاقتنا بها، استدارت بوصلتهم فى البداية صوب الخليج  تارة، ثم تحولت إلى روسيا، وأمريكا، إلا أن المواقف المصرية كانت دائما تدافع عن نفسها، وتثبت الأحداث والقرارات أن القرار المصرى كان ولم يزل مستقلاً 100 % كما أكد الرئيس فى كلمته بمؤتمر «حكاية وطن».

 اختلفت مصر فى مواقفها مما يجرى فى سوريا مع السعودية وأمريكا، واختلفت فى موقفها من إيران وتركيا مع روسيا، وبندية تعاملت مع كافة الأقطاب الدولية، واستطاعت بحنكة شديدة أن تنجو من كل محاولات جرها للتورط فى حرب تزيد من معاناة شعبها، وبرهنت على أن أصحاب هذه الأفكار إنما يعانون من نظرة دونية للذات ويفتقدون لأدنى درجات الإيمان بوطنهم.

 

 7  رئيس عاطفى ضعيف الشخصية

يمتلك السيسى قدرة كبيرة على التأثير فى الجماهير، وهو يتميز بأنه يعرف جيدًا متى يتحدث بصوت خفيض يمتلئ بالحنان، ومتى يتحدث لغة حازمة تضج بالصرامة، يعلم جيدًا أن الشعب المصرى عاطفى، تؤثر فيه جدًا «الكلمة الحلوة»، ومن ثم تعامل مع المصريين بلطف جم.. ترك السيسى فى قاموس المصريين مجموعة من العبارات التى صارت بمثابة أقوال مأثورة منها: «مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا»، «أنتو مش عارفين إنكو نور عينينا ولا إيه»، «قبل ما تتألموا إحنا نموت الأول»، و«ما تكسروش بخاطر مصر».

فهم بعض المعارضين هذا على أنه نوع من العاطفية وضعف الشخصية، حتى جاءت المواقف التى تبين للجميع خلالها الفرق بين التهذيب والضعف، وبين حسن الخلق واهتزاز المواقف، فلم يتعرض الرجل لموقف داخلى أو خارجى إلا وظهرت شخصيته القوية الحازمة ولكن بشكل ناعم.

 

 8  المصالحة مع الإخوان قادمة لا محالة

ردد هذا الاتهام معارضو السيسى لأنهم توقعوا مواقفه قياسا على مواقف رؤساء سابقين، وراح بعض الإخوان يروجون للفكرة أحيانا أملا فى أن تجد طريقها للتنفيذ، غير أن الرجل أثبت للجميع عزمه الأكيد على تخليص مصر والمنطقة من شرور تلك الجماعة، وارتبط بهذا التصور تصور مماثل وهو التصالح مع رجال الحزب الوطنى المنحل، حتى أفاق أصحابه على كل رجال الحقبة الماضية يخرجون من المشهد العام إلى غير رجعة.

 

 9  ضيع حصة مصر من نهر النيل

رغم كارثية الجرم الذى ارتكبه الرئيس الإخوانى محمد مرسى من خلال المؤتمر الذى عقده لمناقشة سيناريوهات التعامل مع سد النهضة وتمت إذاعته على الهواء مباشرة، فإن كتائب الإخوان لم تخجل من الادعاء بأن السيسى سوف يفرط فى حصة مصر من مياه النيل، لكن الحقيقة كانت خلاف ذلك، فالرجل يعمل على زيادة نصيب مصر من المياه من خلال محطات التحلية وتخزين مياه السيول وغيرها من الوسائل، بجانب المضى قدما فى مسار التفاوض مع إثيوبيا بشأن سد النهضة وهو قطعا ليس المسار الوحيد المطروح.

 

 10 حفر الأنفاق لنقل المياه لإسرائيل

دائما كانت سيناء موضوعًا للكثير من الشائعات، ففى البداية كانت شائعة التنازل عن مساحة منها لصالح الفلسطينيين لإقامة دولتهم، ومؤخرا شائعة أن مصر حفرت الأنفاق أسفل قناة السويس لتوصيل مياه نهر النيل لإسرائيل، وهى شائعات تعكس حالة تسامح مع إسرائيل لدى أصحابها قبل أى طرف آخر، فى الوقت الذى انتزعت مصر لنفسها حق ممارسة كامل أشكال السيادة على سيناء خلال حربها على الإرهاب. 

وحده الوقت صديق الحقيقة، يلوذ به المخلصون إذا ما لاحقتهم كتائب الزيف تنشر حولهم الاتهامات وتفجر قنابل الدخان، يجدون فيه مرفأ سفنهم إذا ما عصفت بها رياح الكذب، الفعل وحده كفيل بنسف جبال الكلام، والصمت يغنى عن كثرة القول أحيانًا، فحين يغيب العقل وتختفى الموضوعية يصبح النقاش جدلًا، ويغدو الحوار ضربًا من العبث. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز