
عبدالجواد أبوكب
أخطاء نقيب الصحفيين
بقلم : عبدالجواد أبوكب
كنت أول المهنئين للزميل ضياء رشوان عقب فوزه بمنصب نقيب الصحفيين،وكنت قد اتفقت قبيل الانتخابات وعدد كبير من الزملاء علي دعم مجلس النقابة المنتخب أيا كان إعلاء للمهنة التي تكاد أن تضيع وتتداعي عليها الأطراف المختلفة من كل حدب وصوب.
ورغم يقيني أن رشوان والمجلس يجب أن يأخذوا وقتهم قبل تقديم كشف حساب للجمعية العمومية خاصة أن إجتماعهم الأول لم ينعقد بعد-حتي كتابة المقال- الا أن ما قاله الدكتور ضياء رشوان في حديثه الأول والموسع مع قناة "أون تي في" وما حمله من جملة أخطاء وأقوال غير مبشرة أجبرتني علي الكتابة له وعنه ليصحح وضعا ملتبسا وخطة أراها غير سليمة لتكون قاعدة ينطلق منها آدؤه خلال الفترة المقبلة.
وأول هذه الأخطاء تمثل في ظهور النقيب لأول مرة عقب فوزه بالمنصب علي قناة"أون تي في"وهذه علامة غير جيدة لأنها قناته التي أطل علي المشاهدين منها مذيعا وتقاضي راتبا مقابل ذلك،وثانيها أن رشوان تحدث عن الصحافة الالكترونية باعتبارها نوع مغاير لطبيعة النقابة وطالب بإنشاء نقابة للعاملين بها ،وهنا بالتحديد تحول الأمر من الخطأ إلي الكارثة فممثل الصحفيين المصريين يحاول إقصاء صحافة تعد تطورا عالميا للمهنة وهو ما أعطي انطباعا بأنه لا يتابع حركة الصحافة العالمية ولا تطورها،وغاب عنه أن ربع من منحوه أصواتهم يعملون بالاعلام الالكتروني،والأكثر كارثية أنه لا يعرف بوجود نقابة للصحفيين الالكترونيين قائمة بشكل رسمي منذ أكثر من عام وهو جزء من تقصي نقابة الصحفيين وعجز القوانين الحاكمة لها عن استيعاب الزملاء العاملين بها.
تحدث نقيب الصحفيين أيضا عن فتح باب الانتساب للجميع بمن فيهم الموظفون والاطباء والمزارعين عبر لجنة من شيوخ المهنة،وكنت أتمني أن يختص به آلاف الشباب الذين تقوم عليهم الصحف الورقية التي يعترف بها النقيب، في حين أن النقابة لا تعترف بهم حتي كمنتسبين للمهنة مع أن بعضهم تجاوزت فترة عمله العشر سنوات.
وخلال الحديث تورط النقيب في السياسة،وكنت أتمني أن يعطي انطباعا بالحياد وأن تكون رسالته أنه يقف علي مسافة واحدة من جميع القوي حتي يستطيع أن يخرج السياسة من النقابة بعد أن طغت علي كل شيء وأولها مصالح الأعضاء وحقوق الصحفيين وأصبحت تصنف الزملاء قبل التعاطي مع قضاياهم،علي أن يكون الحديث النقابي في السياسة لصالح الوطن والمهنة وليس للفصائل كما يحدث الآن.
أخطأ النقيب عندما قال أنه سيفرق في أحاديثه بين رأيه كنقيب وبين رأيه كباحث سياسي،وهنا لا تستقيم الأمور لأنه نقيب الصحفيين بكل الأحوال والا لغفرنا للمسئولين أحاديثهم وأخطائهم اذا قالوا أنها خرجت بصفتهم الشخصية.
أما أكبر أخطاء النقيب ضياء رشوان فكان في التعاطي الهين –من وجهة نظري- مع قضية الاعتداء علي الزملاء عمرو الديب "فيتو"ومحمد حجاج "اليوم السابع"ومحمود شعبان بيومي "الوطن"ومحمد طلعت "المصري اليوم" أمام مكتب الارشاد بالمقطم،وكان حديثه مجرد حديث في مواقف تحتاج إلي فعل،والفعل هنا لا يكون بمقابلة في"أون تي في"،أو بوقفة أمام نقابة الصحفيين،فليس مطلوبا من النقيب أن يقف احتجاجا،بل أن يتحرك علي الأرض حلا للظاهرة من جذورها حماية للصحفيين ولكرامة المهنة.
ملحوظة:أكتب لضياء رشوان من موقف الداعم والناصح لوجه الله ووجه المهنة ومن أجل حقوق زملاء لا يربطني بمعظمهم سوي الزمالة،ولم أتصيد للنقيب الأخطاءوالا كنت تطرقت لموقفه من صحفيي الاعلانات وغيرها وهو أول العارفين بمدي تقديري له،لكننا في وقت الفعل ،وفي وقت الأفعال لا مجال سوي للمصارحة ،وقد فعلت..اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.