
عيسى جاد الكريم
رسالة إلى وزير التربية والتعليم
السيد محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم في مصر المحروسة أود أن أبعث لكم بهذه الرسائل لعلها تفيد في ظل سعيكم الدؤوب لإصلاح التعليم في مصر رغم كل الصعوبات.
ولتكن البداية برسالتي الأولى من المدرسة فالمدرسة واحدة من أهم مصادر ترسيخ الهوية الوطنية والمعرفة، ولذلك أطرح رؤيةً لتحويل المدارس إلى فضاءاتٍ تحيي الهوية المصرية، وتُعزز الانتماء، وتضمن الشفافية في الحقوق والواجبات.
ولكي تكون المدارس جسرا بين الماضي والحاضر، ينبغي أن يصبح بمدخل كل مدرسة لوحةً تعليميةً تُحيي تاريخ اسم أي مدرسة وتحوله إلى قدوةٍ للتلاميذ الذين يدرسون فيها، فالمدارس المُسماة بأسماء أعلام لهم مكانه دينية وتاريخية إن كانت المدرسة تحمل اسم صحابي مثل سيدنا أبي بكر الصديق أو عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وغيرهم من إعلام الأمة، يجب ان تُوضح اللافتة دور هذه الشخصية في نشر الإسلام وعدالته الاجتماعية وإنجازاته الحضارية.
كما أيضاً لو كانت المدرسة تحمل اسم شهيدٍ مثل أحمد حمدي (شهيد العبور) وغيرهم من شهداء الجيش والشرطة، يجب أن توضع لافتة كبيرة في مدخل كل مدرسة تُبرز اللافتة بطولاته ودوره في حرب أكتوبر وخدمات التي قدمها للوطن ومكان استشهاده وأن كان درس في هذه المدرسة يكتب أنه أحد أبناء هذه المدرسة، ونفس الأمر بالنسبة للمدراس التي تحمل اسماء علماء مصر يجب أن تكتب نبذة عنهم وعن ما قدموه للإنسانية من علم ودورهم الحضاري بداية من على مبارك وحتى مجدي يعقوب وذويل وعلى مشرفة وجمال حمدان وغيرهم.
المدارس المسماه بأسماء القرى والمدن يجب أن يتم كتابة لافتة أيضاً توضح تاريخ القرية والمدينة التي بها المدرسة وما تشتهر به القرية من صناعات أو آثار أو معالم تاريخية والإعلام الذين ولدوا في هذه القرية والذين تخرجوا في هذه المدرسة، ونفس الأمر بالنسبة للمدارس العريقة أو التي أنشأت منذ أكثر من مائة عام كالخديوية (أول مدرسة ثانوية في مصر، أنشأها محمد علي عام 1836) أو المدرسة السنية (أول مدرسة حكومية مجانية للبنات)، ومدرسة السعيدية التي قاد طلابها النضال ضد الاحتلال البريطاني وكان لهم دور عظيم في مقاومة الاستعمار وتُذكر إنجازات هذه المدارس في تخريج رموز مثل أحمد شوقي وفيكتوريا رياض وعبد الوهاب وغيرهم.
وأتمنى أن تكون هذه اللافتات جاهزة في استقبال الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين بداية العام الدراسي الجديد وعمل لجنة من المؤرخين ووزارة الآثار بكل مديرية لوضع محتوى موحد ودقيق لهذه اللافتات، مع تخصيص مسابقة طلابية لتصميمها إذا أمكن.
ورسالتي الثانية لوزير التربية والتعليم أنه في ظل انتشار التطبيقات التعليمية الخارجية والتحول الرقمي الكبير في التعليم وفي ظل قيام وزارة التربية والتعليم بانشاء تطبيق تعليمي متميز "مدرستنا" يساعد في تقليل اعتماد أولياء الأمور على الدروس الخصوصية يواجه تطبيقات تعليمية أخرى مثل "نجوى كلاس" و"أبواب" وغيرهما من التطبيقات الخاصة والتي يدار بعضها من دول خارج مصر مثل الأردن ننبه أنه يجب خضوعها للرقابة ومراجعة محتواها التعليمي لأنها قد تحوي معلومات مغلوطة للتلاميذ خاصة في مواد الدراسات الاجتماعية، وسبق ونبهت هذه التطبيقات بأنهم يبثون خرائط مغلوطة لحدود مصر بالفيديوهات والمواد التعليمية.
لذلك يجب مراجعة محتوى هذه التطبيقات بشكل جيد ومراجعة المحتوى الرقمي على المنصات الخارجية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المتخصصة لضمان عدم تضمنها معلوماتٍ تُروج لمغالطات تاريخية، مع العمل على نشر تطبيق الوزارة الرسمي وتثبيت كود QR على مدخل كل مدرسة بما يسهل وصول أولياء الأمور والطلاب مباشرةً إلى تطبيق "مدرستنا" ويكون بجواره QR كود لبنك المعرفة المصري بما يساهم في سهولة الوصول للتطبيق، وكذلك العمل على طباعة الكود الخاص بتطبيق مدرستنا وبنك المعرفة المصري على الكتب المدرسية بما يضمن تفعيل التطبيق الحكومي وانضمام ملايين الطلاب للاستفادة من خدماتهم وبما يساعد في شرح المناهج مجانًا بجودة عالية وبشكل سهل، وبما يخفف الأعباء المالية عن أولياء الأمور والأسر المصرية ويقدم خدمة تعليمية حقيقية فعالة، تتضمن اختبارات تفاعلية أسبوعية تُحفز المذاكرة المستمرة للطلاب بما يرفع في النهاية مستوى التحصيل ويقوي العملية التعليمية.
رسالتي الثالثة ضرورة وضع لوحات في كل مدرسة توضح الحقوق والواجبات للطلاب والمدرسين وأولياء الأمور ضمان اجراءات الانضباط والعدالة بالمدارس والمؤسسات التعليمية، حيث كفلت لائحة الانضباط المدرسي الصادرة عام 2023 حقوقًا وواجباتٍ واضحةً، لكنها تحتاج إلى نشرٍ أوسع، سواء للطلاب بالحق في بيئة تعليمية آمنة.
مع القدرة على التظلم من العقوبات خلال 5 أيام والواجبات بضرورة الالتزام بالزي المدرسي عدم إحضار الهاتف المحمول. وكذلك حقوق المعلم بالعمل في ظروف آمنة والحماية من الاعتداء اللفظي أو الجسدي واستخدام أساليب تربوية بعيدًا عن الإهانة مع ضرورة توضيح حقوق ولي الأمر بالاطلاع على سياسات الانضباط والتظلم من قرارات العقاب، متابعة الواجبات المنزلية، والتعاون مع المدرسة لتعديل سلوك الطالب.
وختاما ً نتمنى أن نجد مدرسةٍ تُعيد صياغة المستقبل فالمدرسة ليست فقط جدرانًا وفصولًا، بل هي وعاءٌ للهوية وأرضٌ تُزرع فيها أخلاق المستقبل. هذه المقترحات ليست كماليات، بل ضرورة لبناء جيلٍ يعتز بماضيه، ويتسلح بمعرفةٍ حاضر ويدرك حقوقه ومسؤولياته وبتطلع لمستقبل يحقق للأمة المصرية الانتصار والرفعة في كافة ميادين العلم والمعرفة. مصر التي تُعيد طلابها إلى مدارسها، وتُحيي هويتها في عقولهم، هي مصر القادرة على المنافسة العالمية.