عاجل
الخميس 7 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
"الكبيرة" ..عيد الأم نفسه

"الكبيرة" ..عيد الأم نفسه

بقلم : عبدالجواد أبوكب

 



 
قبل عام من الآن ،كانت المرة الأولي  التي يجبرني الزمن فيها علي التغاضي عن تهنئة  ست الحبايب بعيدها عندما تزامن مع وفاة زوجتي"أم عمر وملك"رحمها الله حيث سبقت المناسبة بأسبوعين،وعلي مدي عام حاولت تعويض ما فاتني وكنت أسعي لجعل الأمر مختلفا هذه السنة.
 
ولأنها كانت أما للجميع أشقائها وأبنائهم وأبناء الجيران في مسقط رأسي بسوهاج حيث "العوامر قبلي-جرجا"تلك القرية التي اشتهرت بكونها "بلد العلماء"وعوملت بشكل خاص حتي من الانجليز ايام الاحتلال لدرجة أن مدرستها الابتدائية أنشأت عام 1910،وكان بها تليفون أرضي مباشر مثلها مثل المدينة،ولعبت دورا في حماية "أم المصريين"صفية زغلول وقت نفي سعد زغلول خارج البلاد بقيادة المناضل الكبير فخري باشا عبدالنور أحد رموز جرجا الوطنية .
ولعل هذا التراث هو من أكسب شباب القرية-علي صغرها – مكانة وطباعا مميزة عن باقي الشباب،ومن هذه الطباع كان تقدير الأم بشكل أكثر مما يوجد في الصعيد بشكل عام،وكنا نستعد لأن يكون هذا العام مميزا بالنسبة لها،لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.
فقبل عيد الأم بثلاثة أيام توفي خالي الأوسط والأصغر من والدتي بعد معاناة مع المرض ،فتحولت الدفة من التجهيز لعيد الأم الي ترتيبات العزاء واستقبال المعزين القادمين من كل حدب وصوب وارتضيت أن أظل للعام الثاني بلا طقوس تهنئة لـ"الكبيرة"في عيدها.
 ووقفت الكبيرة كما الطود الشامخ تتلقي العزاء في شقيقها الأصغر تمنع النسوة اللابسات السواد من أن تعلو أصواتهن بالنحيب تارة،وتتابع تفاصيل القادمين من السفر وتجهيزات الطعام المرسل بلا انقطاع لـ"لدًوار" حيث يجتمع الرجال ثلاث مرات لتناول الطعام يوميا تارة أخري،وثالثة تنشغل بوضع مستقبل أبناء أخيها والأمر ساخن منعا لأي تفاصيل مزعجة...ووسط كل هذا كله إكتشفنا جميعا أننا لا نحتاج لتهنئتها بعيد الأم،لأنها ببساطة العيد نفسه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز