قبل أن أبدأ بالكتابة عن عزبة طاهر أبوزيد أوضح أولا أنني أري في حسن حمدي رئيس النادي الأهلي كل العبرحتي لا يزايد أصحاب المعلومات اللوذعية ودراويش "السبوبة" .
 
ومن هذه القاعدة أنطلق للحديث عن طاهر أبوزيد "مارادونا النيل"ومعشوق المصريين جميعهم وقت أن كان لاعبا وقبل أن تجرفه دوامة السياسة ويتدثر بعباءة السيد البدوي رئيس حزب الوفد،فطاهر اللاعب المحبوب لم يكن كذلك في السياسة وأصبحت له حساباته التي لا يتسع المجال هنا للحديث عنها.
 
ومن الساسي للوزير لم أكن متفائلا بإختيار طاهر أبوزيد ليعتلي قمة القرار الاداري في الرياضة المصرية،لكني قررت التأني لربما تكون وجهة نظري خاطئة ،ومع مرور الأيام اكتشفت أن الكابتن طاهر لا يختلف أبدا عن سابقيه بل زاد عيهم في "المنظرة"والتبذير والبحث عن"شو" إعلامي بأي وسيلة.
 
ومعه تحولت الوزارة إلي ما يشبه  العزبة الخاصة للوزير الذي تعالي هو ومساعده وأصبحت العلاقات بينه وبين الوسط الرياضي وقياداته هي الأسوأ علي مر التاريخ في مصر الحديثة،وجاء قراره بإقالة مجلس ادارة النادي الأهلي برئاسة حسن حمدي  غريبا وغامضا ويحمل كل شبهات تصفية الحسابات.
 
فمجلس حسن حمدي  معين ومدته انتهت منذ يوليو من العام الماضى، والوزير طاهر أبوزيد هو من مد له،ولذلك كان غريبا أن يقيله ويصدر قرارا بتعيين لجنة مؤقتة لإدارة النادى برئاسة عادل هيكل لحين إقامة أقرب جمعية عمومية وانتخاب مجلس إدارة جديد.
 
ولعل أهم شبهة تحيط بالوزير أن الاقالة جاءت بعد رفض الأهلي دخول حظيرة البث التلفزيوني برعاية أبوزيد وبيعه مبارياته منفردا،وهو ما جعل الوزير يبدو صغيرا وغير مسيطر أمام من وعدهم بإنجاز الأمر.
 
 وبعد القرار تحركت دولة الأهلي،وبدأ حسن حمدى رئيس النادى الأهلى فى اتخاذ كل الخطوات التصعيدية ضد أبو زيد بتقديم شكاوى رسمية ضده إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء واللجنة الأوليمبية الدولية والاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" يتهم فيها وزير الرياضة بالتدخل الحكومي فى شئون الأندية، ويطالب تلك الجهات الدولية بالتدخل لإنقاذ الرياضة المصرية من بطش أبو زيد.
 
وجاءت رصاصة الرحمة من شارع القصر العيني حيث مقر الحكومة،وصدم الوزير في مربع الثقة ومثلث الاحساس بعد ايقاف الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء قراره بحل مجلس ادارة النادى الأهلى،وفي نفس المناطق صدمت اللجنة المعينة والتى تضم عادل هيكل رئيسًا، وطاهر الشيخ نائبًا، وطارق ثابت أمين صندوق، وفى العضوية، مصطفى يونس وعماد فاروق، ومنى الحسينى، ومحمد سرحان، ومهند مجدى، وإيناس أبو العلا، ومحمد جمال أحمد، وصالح فرج.
 
لكن الوزير كان أشرسهم في الرد وسرب عبر رجاله لوسائل الاعلام أنه سيستقيل احتجاجا علي ما حدث،وصدق أنه أبوزيد وقرر أن يركب الناقة و"يشرخ"،لكن كوبا واحدا من العصير في مكتب رئيس الوزراء كان كافيا لتنتهي غزوة أبوزيد وتنتصر دولة الأهلي.
 
وبعيدا عن كون حسن حمدي فاسدا أم لا ودون التفات لشبهة تصفية الحسابات،كان قرار طاهر أبوزيد أشبه بمغامرات الرئيس المعزول وقراراته العنترية منزوعة الذكاء،فالموائمة السياسية وبعض الذكاء لدي أصغر فراش في الوزارة كانا كفيلين بعدم اصدار مثل هذا القرار لأن الأهلي ليس مركز شباب جرجا الرياضي،ويقف وراءه دولة كاملة من المشجعين تفوق من صوتوا في الدستور،والأخطر أن مصر يفصلها عدة أيام عن ذكري ثورة 25 يناير وهو ما يحتم التهدئة وليس اثارة الناس في ظل شارع محتقن وجامعات مشتعلة بسبب مظاهرات الاخوان وشغبهم.
 
 
 والأهم أنه وقريبا جدا سيرحل حسن حمدي ومجلسه من النادي الأهلي وسيخرج الوزير من التشكيلة لأن مصر لا تحتمل ألاعيب الصغار وكنت أتمني أن يشرب الوزير أي شيء ويثبت علي موقفه اذا كان يري أن من يديرون الأهلي مجموعة من الفسدة،وكنت أتمني أن ينهي الفساد في وزارته أولا وأن يحاسب دراويش من سبقوه وكوارثهم التي تمتليء بها تقارير الجهات الرقابية... وللحديث بقية.