عاجل
السبت 6 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
الشاطر عبدالفتاح ..؟

الشاطر عبدالفتاح ..؟

بقلم : محمود الجمل
 
 يخطئ المصريون كثيرا لو اكتفوا بالقاء  كافة تبعاتهم فوق كاهل  القادم اليهم من رحم الأقدار   " عبدالفتاح السيسي "  الصاعد  من رتبة اللواء الي فضاء  رتبة المشير في اقل من عامين , في سابقه لم تحدث من قبل عبر خمسة عقود متتاليه ,  اذا استثنيا  حالة المشير عامر – رحمه الله- والتي كانت من بين استثناءات كثيرة تمت عقب ثورة يوليو ولاحاجه لتفصيلها الاّن 
من بين قائمة طويله تضم قيادات القوات المسلحة , ومنهم من هم اقدم في سنة التخرج واطول خدمه , بل  ويعرفه الناس  والنخب اكثر . الا انه عند ساعة اختيار البديل للمشير طنطاوي لكي يكون وزيرا لدفاع اقدم دوله علي ظهر الأرض  , كان الأجماع علي  " اللواء عبدالفتاح السيسي "  لكي يكون بديلا , ثم تتم ترقيته استثنائيا الي رتبة الفريق ثم الفريق اول . والسؤال .. لماذا كان اجماع  سائر القيادات عليه , هل كانوا مجبرين علي تزكيته ,  ومن اين  يأتي الجبر ولماذا , هل كانوا ابعد نظرا من الأخرين ورأوا في الرجل مالم نره جميعا . هل لأنهم خالطوه وعملوا معه عن قرب , كانوا يعرفون انه الرجل المؤهل لقيادة مصر , خاصة في تلك المرحله العصيبه من عمرها , والتي يصر فيها نفر من أهلها علي عدم الأمتثال لصوت العقل , والعودة مره اخري للأنخراط في الحياة السياسية والتنافس عبر وسائل ديمقراطيه للوصول الي السلطة او حتي المشاركة في الحكم  مثلهم مثل باقي المصريين , دون الحاجه الي انتهاج العنف وترويع الأبرياء والأستمرار في التصعيد السلبي الذي لن يثمر في النهايه  سوي مزيد من العزله  والغياب الأطول عن ساحة المشاركة في الحياة السياسية المصريه العلنيه المشروعه
 
 نخطئ كثيرا لو تعاملنا مع المشير عبدالفتاح السيسي  علي انه المخلص القادر علي انهاء مشكلات الدوله المصريه المتراكمه عبر ستين سنه متصله  خلال اسابيع او شهور قليله ,  وبالتالي فأننا لو  انتظرنا من الرجل  ان يأتي ومعه  عصا سحريه  قادره علي تحويل  النحاس الي ذهب  , والديون المقدرة بالمليارات داخليا وخارجيا  الي ارصده واحتياطي استراتيجي  , فأن انتظارنا سوف يطول كثيرا
 
علينا  ان نؤمن بأننا في انتظار رجل دوله  سوف يعمل  بجديه بالغه من اجل  انتشال الأمه المصريه مما هي فيه من تشتت وصراع  الي أمه موحده او علي الأقل  أمه  يحكمها القانون بلا أدني استثناءات  . رجل يؤمن بقدرات المصريين  وبعبقرية العلماء فيهم . رجل قادر علي توظيف كافة الطاقات بلا ادني استثناء لكفاءه أو لفكرة أو لأقتراح .  رجل يعمل من اجل الجميع حتي المعارضين له , طالما التزموا بالسلميه و بأدب الخلاف . رجل يؤمن بالأمه لا بالعشيرة
 
اذا انتظرنا من المشير السيسي -  والذي نرجوه رئيسا للدوله -   ان يحي الموتي  وان يأتي بالشمس من المغرب  وان يعيد الأبصار الي المكفوفين ,  فالمشكله سوف تكون فينا نحن  , فالرجل لم يقدم نفسه  باعتباره صانع معجزات , بل قال , لو جئت رئيسا  فسوف  اجعل المصريين يعملون منذ الصباح الباكر , والحقيقه ان معظم المصريين  وخاصة الفلاحين يبدأون عملهم من بعد اداء صلاة الفجر والعمال في المصانع يعملون بنظام الورادي  طوال اليوم . وبالتالي هو يقصد هؤلاء الكسالي  الذين تعج بهم الشوارع والنواصي والمقاهي  والمنتظرين لفرص عمل ذهبيه – صارت غير متاحه الاّن -  هؤلاء الذين تستغرقهم المكالمات التليفونيه التافهه بالساعات , مما دفعه للقول بأنه يفكر في ان يلزم من يتلقي مكالمة محمول ان يدفع هو الاّخر جزءا من تكلفتها .  يبدو الأقتراح  متشددا , لكن لو فكرنا قليلا في الفكرة , لوجدنا الجميع عند التطبيق اكثر حرصا علي سرعة انهاء المكالمه طالما  كانت المعلومات الضرورية قد تم توصيلها
 
نحن في انتظار رئيس دوله يرسي قواعد ديمقراطيه حقيقيه للحكم  . نحن في انتظار الرئيس الحكم بين كل المصريين , غير المنتمي لفصيل  او مؤيد لاتجاه علي حساب اخر  .  نحن في انتظار رئيس يعيد الدولة المصريه الي صدارة المشهد العربي والأفريقي والأسلامي مرة اخري , لكي يعود لنا تأثيرنا القديم  , بعد ان طال غيابنا  , مما دعا دول كانت تدور في فلكنا ويعين قادتها الدينيين بقرار من رئيس  الجمهوريه الي دول  مشاكسه  تنسق  مع اعداءنا التقليديين
نحن في انتظار  المشير عبدالفتاح السيسي , الرئيس المنتخب  للدولة المصريه , عبر  عمليات اقتراع حره وشفافه  وفي ظل منافسه  تتيح للجميع حرية الترشح  .  ونحن ايضا في انتظار برنامجه الأنتخابي الموضح  لطرق انتشال الدوله مما هي فيه الاّن صعودا نحو  نهضه حقيقيه علميه قائمة علي اسس ثابته لا علي توهمات
 
نحن ننتظر هذا الرجل ,  المشير عبدالفتاح السيسي  , الرئيس المنتخب للأمه المصريه . اما من ينتظرون  " الشاطر عبدالفتاح "  بكل مايعنيه الوصف في الموروث الشعبي وكتب الحكايات , فسوف ينتظرون طويلا
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز