عاجل
الأحد 28 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
ماما نعم الباز

ماما نعم الباز

بقلم : سهام ذهنى
 ماما نعم الباز ليست فقط صاحبة قلم شهير فى دنيا الصحافة والأدب بشكل عام وفى عالم الطفل بشكل خاص، فماما نعم الباز حالة أمل وتوثب نحو التفاؤل مهما كان ما يخفيه الجسد والفؤاد من أوجاع.
 
ما الذى جاء بـالفؤاد إلى هذه السطور، ربما كى أتذكر أنها أرملة المرحوم المهندس «فؤاد كامل» الذى كان يقف باستمرار خلفها خلال مشوار نجاحها، والذى كان يتميز بنظرة خاصة مليئة بالحنان الذى يجعل من يصافحه يشعر أنه يربت على كتفيه عبر نظرة عينيه.
 
ابنتها الكبرى الكاتبة الصحفية «أمل فؤاد» صاحبة القلم الرشيق والأفكار العميقة.
 
و«دينا فؤاد» صاحبة الأحلام التى لا تشيخ، و«أحمد فؤاد» بتوهجه وبريق سكتاته.
 
حفيدتها البكرية «مريم» تمثل جيلها المتواصل مع أدوات العصر، كما أنها جزء من جيل ثورة 25 يناير بأحلامه التى تم بترها، وبإصراره الذى لا يمكن بتره.
 
أما الصغير «حمزة» فهو البسمة والحلاوة، والضجيج المنعش والشقاوة.
 
هل هؤلاء فقط هم أبناء وأحفاد ماما نعم الباز؟ بدون شك الإجابة هى: لا.فبالإضافة للأبناء والأحفاد بالدم هناك أعداد بلا حصر من الأبناء والأحفاد الذين كانوا يتواصلون معها عبر بابها الأسبوعى الشهير «أخبار الأطفال» بجريدة الأخبار فى عز فترة أمجاد الجريدة منذ أيام العملاقين مصطفى وعلى أمين. هؤلاء الأبناء والأحفاد لم يكتفوا بالتواصل معها أثناء الطفولة عبر سطور باب «أخبار الأطفال»، إنما كثيرا ما يظهر العديد منهم فى طريقها وجها لوجه بعد مرور السنين، حيث تجد من يتقدم منها بابتسامة واسعة ويقوم بتعريفها بنفسه ثم يروى لها كيف كان قد أرسل لها خلال طفولته عملا فنيا بريشته فنشرته باسمه، أو كتب لها وقامت بالرد عليه، وهى أمور تحقق بالطبع لماما نعم الباز حالة من البهجة والانشراح والشعور بأن الكلمة الطيبة هى بالفعل كما وصفها الله سبحانه وتعالى كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء، وأنها تؤتى أكلها كل حين بأمر الله سبحانه وتعالى.
 
وهذه الكلمة البناءة من ماما نعم الباز لم تقدمها عبر القلم وحده، إنما هى تداوم على غرسها فى الأرض، فما أن تجد موهبة متميزة حتى تسارع بتقديم صاحبها إلى من ترى أنه مناسب لرعايتها، كما أنها بمجرد أن يظهر شخص تستطيع أن تمد له يد المساعدة فإنها تحرص على مساعدته فورا بلا تردد أو تكاسل، فى حالة من الأمومة المتدفقة والمنسابة والمستدامة، الأمومة التى تعطى دون افتعال، وتسأل مهما كان الانشغال، وتؤنس وتدافع وتنكر الذات، ولا يسعدها شىء قدر سعادتها بابتسامة تساهم فى بعثها على وجه القريب أو البعيد.
 
بيت ماما نعم الباز جزء من شخصيتها، حيث يتضح عبر محتوياته وعبر جدرانه كيف أنها محبة بشدة للفنون التشكيلية، لكن تظل أجمل لوحة تزين تلك الجدران هى بورتريه لماما نعم بريشة الفنان «بيكار»، لوحة فيها سمو وروحانية. حيث يبدو فيها وجهها كروح هائمة، لا تقف على الأرض، إنما تحلق فى السماء برومانسية، وعلى الرغم من الحزن الدفين خلف نظرة العينين، فإن الشفتين يطل من بينهما مشروع ابتسامة، كأنها تحرص عبرها على تجاوز الحالة التى تنطق بها نظرة العينين. إن هذه اللوحة هى أعمق تعبير عن شخصية ماما نعم الباز.

 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز