12:00 ص - السبت 14 يونيو 2014
في الموت لا يوجد خلاف أو اتفاق،توجد فقط دعوة مغفرة ومطلب رحمة ومساحة سماح حتي مع من نختلف معهم... تلك القاعدة الأبرز في الحياة والأسمي في التعاليم الدينية كانت حاضرة بقوة منذ اللحظة الأولي لانتشار خبر وفاة الزميل والكاتب الصحفي الكبير عبدالله كمال،رئيس تحرير مجلة وجريدة روزاليوسف الأسبق حيث سارع المختلفين معه قبل المتفقين في رثائه والاشادة بمهنيته العالية ،حتي الشامتين وجدوا من يرد غيبته لديهم.
رغم الزمالة في "روزاليوسف" الا أن العمل لم يجمعني مع الزميل عبدالله كمال لا في المؤسسة ولا خارجها،لكنني كنت دوما علي شفا رصد تجربة جيله التي أراها الأبرز في مسيرة روزا الحديثة حيث ضمت تجربتهم مع عادل حمودة مجموعة نجوم انطلق كل واحد منهم ليغرد مهنيا علي طريقته وضمت القائمة محمد هاني ووائل الابراشي وابراهيم عيسي وعمرو خفاجي وابراهيم منصور، ورغم اختلاف التوجه السياسي بينهم بقيت المهنية سمة مميزة في كل واحد منهم.
وتميز عبدالله كمال بكونه صاحب التجربة الأبرز داخل روزاليوسف من بينهم حيث أعاد اصدار الجريدة اليومية التي كانت متوقفة منذ عشرات السنين،وقد يختلف البعض أو يتفقون حول توجهها،لكن أحدا لا يستطيع انكار أنها والمجلة في عهده قدمتا كتيبة من الصحفيين المميزين علي اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية ساهموا بجهد لافت في ظهور اصدارات عديدة خارج المؤسسة للنور ولمع نجم عدد منهم في الفضائيات اعدادا وتقديما، وبالاضافة لهؤلاء نجح في اعادة اكتشاف أسماء عديدة من داخل وخارج المؤسسة من جيله والأجيال السابقة واللاحقة .
وكنت علي مدي فترة طويلة أحاول الكتابة عن تجربته مع هؤلاء الشباب الذين أراهم وزملائهم ثروة "روزاليوسف" الحقيقية، لكن حرج شبهة المجاملة كان ينهي الكتابة قبل أن تبدأ، أما الآن فلا شبهة مجاملة ولاشيء الا تقرير واقع مهني وشهادة حق لرجل أري نجاحاته متمثلة في أسماء كثيرة أصبحوا نجوم كبيرة تحت اسم "روزاليوسف"مثل أحمد الطاهري ورجب المرشدي وأحمد خيري وايمن عبدالمجيد وعبدالوكيل أبوالقاسم وسيد اسماعيل وديانا الضبع وابراهيم رمضان وابراهيم جاد ومحمد سويد وهاني النحاس وهاني دعبس وسيد دويدار ومروة مظلوم وياسر صادق ووليد العدوي ، وسعد حسين وأحمد عبدالعليم ومحمد عثمان وعمر عبدالحفيظ ومصطفي أبوجبل ومنيرفا سعد ونشأت حمدي وحمادة الكحلي وصبحي مجاهد وولاء حسين، وأحمد امبابي وأحمد عبدالعظيم،ومحمد هاشم وطه النجار،ومحمد ابوالليل ونسرين الزيات،وأحمد دياب، وفريدة محمد، ومنال السعيد ، وهبة فرغلي، وهيثم دهمش وعيسي جاد الكريم وأحمد قنديل وعادل عبدالمحسن وعلياء ابوشهبة ومروة فتحي وايهاب عمر وحنان عليوة وعلا الحيني وغيرهم من الأسماء التي لا تتسع المساحة لذكرها وأعتذر لكل من غفلت عن أسمائهم.
وهذا الآداء الذي حاول عبدالله كمال الاستمرار عليه صانعا لنجوم جدد في المهنة كان السمة الكبيرة في مشروعه المهني الكبير"دوت مصر"الذي بدأ كبيرا ومميزا، ولأن "كمال" كان منظما جدا ويمتلك قدرة فائقة علي التحليل والكتابة الغزيرة والممنهجة وكان من أسبق رؤساء التحرير الذين تعاملوا مع التكنولوجيا علي المستوي الشخصي ، لم يكن غريبا أن يصبح لقبه المميز "السيناتور"، ومن هذه المنطقة بقي بعد ثورة يناير كما هو، ثابتا في نفس مربعه، محافظا علي قناعاته ومدافعا عنها.
ورغم كل شيء سيبقي "عبدالله كمال" اتفق البعض او اختلفوا حوله واحد من القيادات الرئيسة في تاريخ"روزاليوسف" ، وله رصيد انساني كبير أعرف جزءا كبيرا منه، وكيف أنه كان صاحب فضل علي كثيرين منهم رموز في صفوف المعارضة والعمل الاعلامي والصحفي، لم يتحدث يوما عنها رغم أن بعضهم أرسل لي مقالات تهاجمه فور أن توليت منصبي كرئيس لتحرير "بوابة روزاليوسف"التي لم تكن موجودة وقت توليه المسئولية، ورغم أني رفضت نشرها فورا الا أن أحدا لم يعرف بالأمر سوي زملائي بالبوابة واحتفظت بالواقعة علي مدي نحو عامين في صندوق الكتمان لأن ذكرها الآن لن يقدم أو يؤخر لكنه يوضح الفرق بينه وبينهم.
وبكل مشاعر الحزن أتقدم للزميل والصديق اسلام كمال والزميل عمرو كمال بخالص العزاء في الفقيد طالبا من الله أن يرحم الفقيد ويلهمهما ووالدتهما واخواتهم وزوجته وابنتيه زينة وعالية الصبر والسلوان.