

محمود الجمل
السويس تطلب محافظ فوق العادة
بقلم : محمود الجمل
تبدو مدينه ناقمة علي الدوام , إحساسنا بالظلم يصل إلي حد العقدة , عقدة الاضطهاد ولعل سخونة أداءنا كسوايسه قبيل إحداث 25 يناير ,كان رد فعل لهذه المشاعر التي تري إن السويس بعد قرابة أربعين سنه من العودة لاتزال هي الأكثر تخلفا والأقل جمالا بالقياس لمحافظتي الأسماعيليه وبورسعيد . ولذا عندما جاءت الفرصة للثورة , احرقنا كل ماأمكن إحراقه , أقسام شرطه ومباني إحياء , حتى مبني ألمطافي , المفروض انه مبني محايد وايجابي , قمنا بإشعال النيران فيه . كان الغضب متأججا والوهج لامعا , ولم نفرق مابين الواجب احراقه وبين الواجب حراسته وحمايته .
قد يبدو الإحساس بالظلم صحيحا , لكن إشكال المقاومة له لم تكن في نفس المستوي صحيح ان بعض الوقفات الأحتجاجيه أفشلت بعض الأمور غير الصحيحة مثل محاولة بيع ارض بيوت الشباب , الا ان اشياء اخري ومظاهر فساد متأصلة في الديوان العام والأحياء لم تجد فعلا منظما يسعي لتقويمها او حتى إسقاطها .
وخلال الفتره التي تلت ثورة يناير تولي موقع المحافظ اكثر من جنرال , تفاوتت مسألة القبول بينهم , أولهم اللواء محمد عبدالمنعم هاشم , كان نموذجا في التعامل مع الجماهير التي تظهر في أعقاب الثورات ,كانت لديه القدرة علي امتصاص الانفعالات واستجاب لفكرة المجلس الاستشاري التي كانت من بنات أفكار الصديق ” حسن شلبي ” ونجح هذا المجلس الذي كان ممثلا لمعظم أطياف شعب السويس في ان يؤدي أدوارا معاونه للجهاز التنفيذي , وجاء تغييره مفاجئا وظالما له – عقب انتخاب محمد مرسي رئيسا – وتم تعيين اللواء سمير عجلان خلفا له , والذي تعاظم في عهده نفوذ قيادات حزب الحرية والعدالة وانتهت الأحداث الساخنة بإشعال النار في مقر الحزب , إلي أن غادر الرجل موقعه .
ثم أتي اللواء ” العربي السروي ” , وتعامل معه البعض باعتباره ممثلا لمرحلة مابعد 30 يونيو , وانتظر الجميع من المحافظ اداءا لافتا ومختلفا ومبهرا .
والرجل بالحساب الموضوعي نجح في إن يضيف للسويس قرابة عشرة ألاف شقه جديدة وان يتم تحسين شبكة الصرف الصحي داخل مختلف إحياء المحافظة , فضلا عن رصف مناطق داخليه وشوارع رئيسيه . لكن ظلت منظومة النظافة بحاجه لجهد مضاعف , لا لتقصير يمكن نسبته لجهاز النظافة , الذي يقوم بنقل قرابة 500 طن يوميا من النفايات والبقايا من مختلف الأحياء , إلا إن السلوك المتردي لقطاعات بشريه لايعنيها سوي التخلص من بقاياها بأي طريقه , داخل الصناديق المخصصة أو خارجها , لكي نظل نلعن جهاز النظافة والقائمين عليه , بل والتعدي بالضرب علي صغار العمال الذين لاتتوفر لهم أي حماية .
السوايسه عندما ينتظرون أفعال متقدمه ومبتكره من المحافظ , لايطلبون المستحيل , فقط بعض المرونة والأقدام والخروج من شبكة كبار الموظفين , هذه الشبكة التي طالما وقع في حبائلها اكثر من محافظ سابق .
عندما يطلب السوايسه شاطئا شعبيا وان يعاد تطهير منطقة ” الكبانون ” مره آخري , فهم لايطلبون المستحيل . عندما تطرح فكره تحويل شاطئ الخور إلي منطقة جذب سياحي , لايتم اقتطاع المساحة المسماة ” بلو بيتش ” وطرحها في المزاد بدعوي إن هناك إنشاءات لو تم إزالتها سوف تتعرض المحافظة ” لمناقضه ” من الجهاز المركزي للمحاسبات ” وإيه يعني ” نجيب موافقة رئيس مجلس الوزراء , مش نفزع من مجرد مناقضه ..!
نعم نحن السوايسه في انتظار محافظ فوق العادة , وإلا إن يحدث هذا , لن نكف عن الغضب النبيل وفي حدود الأدب الشفيف وان كان هذا لن يمنعنا من النقد الطفيف