محمد يوسف العزيزى
دعوة للكسب غير المشروع !
بقلم : محمد يوسف العزيزى
لا خلاف علي أن مصر في حاجة إلي كل مليم تم الاستيلاء عليه بطرق غير مشروعة ، ولا خلاف علي ضرورة وجود حل يعيد للوطن والشعب أمواله المسروقة سواء بطرق غير شرعية أو باستغلال ثغرات في القانون دفعت البعض للاستيلاء علي ثروات البلد بقوة قوانين تم صياغتها في غفلة من الرقابة التشريعية وتحت ضغوط نواب برلمان أنظمة حكم فاسدة في فترات سابقة كانت تكفيهم الإشارة بسبابة اليد الواحدة أو برفعة حاجب أو نظرة عين وينتهي كل شيء إلي حيث يريد هؤلاء !
أظن أن هذا العهد قضي نحبه أو ربما ينتظر النهاية قريبا مع نظام حكم يبني علي أساس من العدل والشفافية التي نتمناها .
لكن عندما نقرأ عن ما يسمي تصالح بين من تكسبوا كسبا غير مشروعا وبين الدولة ، فإن الموضوع يحتاج إلي وقفة أو تفسير أو إجابة عن بعض الأسئلة التي قد يطرحها القارئ المحترم أو أطرحها أنا بصفتي مواطن مصري تعرضت وغيري من المصريين لعملية سرقة بقوة القانون أو بقانون القوة !
الخبر كما نشرته الصحف وكما جاء علي لسان الحكومة يقول ( أكد المستشار عادل السعيد مساعد وزير العدل لجهاز الكسب غير المشروع أن قبول طلبات التصالح واسترداد أموال الدولة. يترتب عليه العديد من المزايا التي كفلها القانون للمبادرة بذلك منها انقضاء الدعوي الجنائية وكافة الإجراءات التحفظية "التحفظ علي الأموال والمنع من السفر" ووقف تنفيذ العقوبات المقيدة للحرية وامتداد أثر التصالح إلي جميع المتهمين وإلي جرائم العدوان علي المال العام وغسل الأموال المرتبطة بجريمة الكسب غير المشروع )
المعالجة بهذا الشكل تحقق الحماية الكاملة لكل من استولي علي المال العام بغير حق أو تحت سمع وبصر القانون ومساعدة أفراد ومؤسسات في الدولة عن طريق الرشوة أو المشاركة في المكسب أو في ما تم الاستيلاء عليه بحيث تنقضي عنه الدعوي الجنائية ويبرأ من أي ملاحقة قضائية وترفع عنه كل الإجراءات الاحترازية وتتوقف العقوبة السالبة للحرية ويزيد علي ذلك امتداد أثر التصالح إلي جرائم العدوان علي المال العام وعمليات غسل الأموال التي ارتبطت بجريمة الكسب غير المشروع .. يعني ببساطة شديدة يعود كما ولدته أمه ناصع البياض ، خالي من الذنوب ليبدأ حياة جديدة .. كل ذلك في مقابل رد أصل ما حصل عليه بشكل غير مشروع ، يعني ببساطة أكبر اكسب بأي طريق غير مشروع وتاجر واربح واستثمر وفي النهاية أكتب طلب للتصالح ورد ما أخذته فقط ، ويا دار ما دخلك شر ، وكمل حياتك ولا أروع ، ولا أحسن من كده في الدنيا كلها !
الحكمة التي تقول (من أمن العقاب أساء الأدب ) تنقلب بقدرة القانون والحكومة إلي ( من أمن العقاب .. كسب كسبا غير مشروع ثم كتب طلبا للتصالح وانتهي الأمر)
أما الحديث عن عزوف المستثمرين وفزاعة الاستثمار ولازم نخلق مناخ جاذب للاستثمار ونتصالح والصلح خير فهذا كلام العاجزين عن خلق حلول وطرق تستعيد بها الدولة ما كسبه هؤلاء بطرق غير مشروعه وتحاسبهم وتعاقبهم بالقانون أو نلغي القانون ونفض جهاز الكسب غير المشروع الذي يواجه الفساد ويبقي منه كرسي واحد لمسئول وسطر واحد يقول يا أهلا بالتصالح .. رد ما أخذته وحلال عليك الأرباح والفوائد التي حققتها من وراء هذا الكسب !
القانون يفتح الطريق لكل من يريد أن يكسب كسبا غير مشروعا والنهاية معروفة.. هذه ليست مصر الجديدة وهذه ليست دولة القانون .. هذه مصر القديمة وهذه دولة رجال المال والأعمال فقط ولا عزاء.... !!
















