عاجل
الأربعاء 10 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي
أسامة كمال .. وفتاة ( المول ) !

أسامة كمال .. وفتاة ( المول ) !

بقلم : محمد يوسف العزيزى
يبدو أنه مكتوب علي مصر في وقت الشدة أن تعاني من نسبة كبيرة من نخبتها السياسية التي تتخبط يمينا وشمالا بحثا عن المصالح بطرح كل ما هو شاذ من أفكار ، وبخلق حالة من الشجار والنباح الزاعق بينها وبين نفسها ، وبينها وبين خصومها ، فيقرر الشعب استرداد أدواته الأصيلة ويتحول إلي قائد ومعلم ويعطي هذه النخبة دروسا في الوطنية واليقظة والانتباه ويجعلها خلفه مكشوفة عارية وقد سقطت عنها أوراق التوت .
ويبدو أكثر أنه مكتوب علي مصر في وقت الدعوة للبناء والانطلاق أن تعاني من نسبة أكبر من فساد إعلامييها ، وانحراف أخلاقهم الذين تطفلوا علي المهنة وكسروا أبوابها ودخلوا بيوت المشاهدين بلا استئذان فكان منهم الممثل والممثلة والمهندس والطبيب ولاعب الكرة والمحامي والشيخ والناشط وكلهم بارت تجارتهم وكسدت فقرروا البحث عن تجارة أخري تضاعف أرباحهم في مقابل التنازل جزئيا أو كليا عن الأخلاق والضمائر .
كما تعاني مصر من قدرة هؤلاء علي ابتزاز المشاهدين وإشاعة الأباطيل بينهم بكل الطرق والوسائل بحثا عن نسب مشاهدة عالية تفتح شهية المعلنين لرعاية برامجهم ، والإعلان علي شاشات محطاتهم التي يعملون فيها ، ولتسقط كل معايير الإعلام الهادف ، ولتذهب كل مواثيق الشرف الإعلامي - حتى وإن لم تكن مكتوبة – إلي الجحيم !
ففي الوقت الذي تجري فيه عملية سياسية لانتخاب مجلس نواب مصر ، وبعد كل الفضائح والسقطات التي وقعوا فيها من تسرع واستعجال في الحكم علي الإقبال ونسب المشاركة ، وتخويف الناخبين بالدعوة للحشد حتى صاروا أضحوكة الشعب المصري فسقطت مصداقيتهم في الوحل ، وفي الوقت الذي يجري فيه الرئيس مباحثات في دولة الإمارات والهند والبحرين حاملا علي عاتقة ملف مصر الاقتصادي باحثا عن فرص استثمار لمصر يخرج علينا بعض هؤلاء الإعلاميين ( مجازا ) بموضوعات لا علاقة لها بما يجري وتضخيمها وفرد مساحات هواء للجدل حولها ( وهات لت وعجن وفضائح ) في الوقت الذي لا تحظي به قضية مهمة تخص الوطن بمثل هذه المساحة ، ويتفرع هؤلاء الإعلاميون للردح والخناق فيما بينهم علي الشاشات دون أدني مسئولية تجاه المشاهد والوطن ، وينبري بعض من النخبة لعمل استقطاب بين المشاهدين ..) من مع النحنوحة..  ومن ضدها ؟! (
لكن يبدو أننا أيضا نري دائما ضوءا في آخر النفق ، ونري في وقت العتمة شمعة قادرة علي إضاءة مساحة لا بأس بها في هذا الظلام الإعلامي ، ففي الوقت التي تعلن فيه فضائية عن حوار مع المذيعة صاحبة المشكلة لتبييض وجهها مما يجعل المحطة تحوز نسبة مشاهدة جديدة لاستكمال إفساد الذوق العام نجد الإعلامي المتميز أسامة كمال يخرج بمهارة من دائرة هذا العهر الإعلامي منذ بدأ برنامجه القاهرة 360 ليؤكد أن الإعلام الجاد يستقطب المشاهد الجاد وربما هذا يكفيه من نوعية المشاهدين ، فبينما كانت الشاشات مشغولة بفتاة ( المول ) وبمذيعة الحلقة الأزمة كان أسامة كمال يستضيف المهندس سامح نعماني المتخصص في طاقة الرياح وتوليد الكهرباء منها وأدار معه حوارا يستحق المشاهدة والمتابعة .. حوارا لمصر ومستقبل مصر .. حوارا يبحث عن حلول لمشاكل مصر وليس حوارا لخلق مشاكل لمصر كما يفعل دخلاء مهنة الإعلام !
أسامة كمال أطلق في نهاية الحلقة رسالة مهمة كما فهمتها أنا  فقال للمشاهدين وهو يختتم الحلقة فيما معناه ( كان يمكن أن نتحدث عن فتاة المول لكن أزعجناكم بموضوع ثقيل يتعلق بالطاقة ومستقبل مصر ) ! أعتقد أن المشاهدين فهموا الرسالة جيدا .. لكن للأسف لن يفهمها من أعنيهم من أنصاف وأرباع الإعلاميين الذين تخصصوا في الفضائح تحت راية حرية التعبير والرأي
تحية لأسامة كمال وللإعلام الهادف ولو كره الكارهون وثارت ثائرة  ( النحانيح) الذين تنضح منهم كراهية هذا الوطن .



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز