عاجل
الأربعاء 10 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي
إعلام القبح وغسل السمعة !

إعلام القبح وغسل السمعة !

بقلم : محمد يوسف العزيزى

الإعلام نجح في تبني قضية سيدة المطار وفتاة المول وكلب الهرم حتى صاروا نجوما يشار إليهم بالبنان .. سطر في مقال مهم للأستاذ محمد أبو كريشة نشرته مجلة حريتي .. وأزيده من الشعر أبيات  .. والإعلام نجح عندما تبني عرض حلقات مطولة عن العلاقة الحميمة وممارسة العادة السرية ، وعن المتحولين جنسيا واندفع بقوة للحديث في مشاعر المتحول والمتحولة ، وعن الجن والعفاريت وأصول الشعوذة المقيتة ، وعن تكريس الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين ، وعن الخيانة الزوجية والعلاقات المحرمة ، وعن زنا المحارم بكل صورة وأشكاله .



الإعلام نجح في إظهار القبح في كل شيء حتى أصبحنا لا نري شيئا جميلا حولنا ، ونجح في فرض جهلاء اقتحموا علينا حياتنا وصاروا يعبثون في كل شيء حتى ثوابت الدين ، وجعل كل من استضافتهم شاشات هذا الإعلام نجوم مجتمع اقتحموا علينا بيوتنا ، وهتكوا ستر الأسرة المصرية ، وفضوا بكارة أطفالنا واغتالوا براءتهم بقصد وسوء نية بسبب ما يسمعونه من ألفاظ خارجة ومسفة تكفي عدد من قواميس السفه والانحطاط .. الإعلام يفعل كل ذلك ويناقش ويطرح الأسئلة .. لماذا تدهور الذوق العام ولماذا انحرفت الأخلاق ؟ يقتل القتيل ثم ينعاه ويسير في جنازته !!

الإعلام نجح في غسل سمعة الكثيرين عن طريق مذيعين ومقدمي برامج من أنصاف وأرباع المثقفين، وفتح المجال أمام النصابين وأصحاب السوابق لغسل سمعتهم كما يتم غسل أموال المخدرات وتجارة البغاء وكله بثمنه.. والثمن غالي حيث تنتفخ الجيوب وتتمدد الحسابات البنكية ويتنوع الاستثمار !

الإعلام فشل بامتياز في ترقية الذوق العام للمشاهد وهذه وظيفة من أهم وأقدس وظائفه ، وفشل في تحويل المجتمع إلي حالة من البهاء والجمال ، وفي تقديم القدوة الصالحة والنموذج الذي يحتذي ، وفي عرض الدين والتدين بشكل مبسط وصحيح ، وتجاهل الدين المسيحي ومشاكل الأقباط الحقيقية واكتفي بما يؤجج الفتنة والخلاف ، وبدلا من أن يساهم في رفع الزبالة من الشوارع .. ألقي بالزبالة في عقول الناس فزادهم تضليلا وأفقدهم القدرة علي الاستنتاج والفرز !

سقط الإعلام عندما تحول إلي ساحة حرب شخصية ومنصة لإطلاق النيران واغتيال السمعة وتصفية الحسابات في قضايا ومشاكل ليس للمواطن فيها ناقة ولا جمل، وسقط عندما اعتدي علي حق المشاهد وأقحمه في الخلافات بين أصحاب القنوات والدولة ، وبين أصحاب الشاشات وبعضهم البعض للفوز بأكبر مساحة للسيطرة وكسر إرادة الآخر .. ووصل الأمر إلي الردح الفضائي بألفاظ سوقية بين مذيعين ، وعندما يختلف اللصوص ينكشف المستور ويظهر المسروق ونعرف أن ما خفي أعظم وأكثر هولا وبشاعة .. كل فرد منهم ماسك علي زميله زلة .. وكل منهم يلوح للآخر .. سيب وأنا أسيب ! ، وعندما يصل الأمر لحافة الهاوية وكشف المستور تتراجع الأطراف وتقول.. كان الشيطان بيننا، وعفا الله عما سلف !! الله يعفو عما سلف في حقه .. فهو القادر الأعظم علي العفو والغفران لأنه الخالق .. لكن العفو في حقوق الناس فقد تركها الله للناس تعفو أو لا تعفو، ويبقي الذنب معلق إلي يوم الدين.

سقط الإعلام عندما حول قضايا الحق إلي باطل مثل الدعوة للاصطفاف الوطني .. البعض منهم فهم الرسالة بشكل صحيح لكنه لم يستطع توصيلها للناس ، والأكثرية حولوها عن عمد إلي طريق آخر .. الاصطفاف يعني الوقوف خلف الرئيس، ويعني العودة إلي الماضي التعيس.. الفكر الواحد، والرؤية الواحدة واللون الواحد، وتغييب المعارضة ( غير الموجودة أصلا ) ، ورغم أن الإعلام .. إعلام.. لم ير أو يستوعب المعني الواضح وراء الدعوة للاصطفاف خلف الوطن وليس شيء آخر ، ومن المؤكد أن المشهد الفرنسي ماثل أمام أعينهم ويكاد يعمي أبصارهم عندما اصطف الشعب الفرنسي بكل أطيافه وألوانه السياسية وراء الدولة ولم يخرج منهم من يطلب إقالة وزير أو عمدة أو يوجه اللوم لأحد ..لأنهم ببساطة في حالة حرب ومواجهة تستدعي تجاوز أي خلاف .. فالدولة ليست وجهة نظر .. كلها تحولت في هذا الظرف إلي لون واحد وتوجهت إلي هدف واحد هو حماية الجمهورية الفرنسية !

في حروب الجيل الرابع والخامس الإعلام هو سلاح المقدمة ورأس الحربة ومنصة الصواريخ الموجهة .. لذلك لا عجب عندما يسعي رجال المال والأعمال لامتلاك الفضائيات والسيطرة علي الإعلام لأنه السلاح الأشهر والأمضى في كسب الحروب وتربية وتسمين من يدافعون عنهم بالباطل

يا إعلاميو القبح وغسل السمعة.. إختشوا علي دمكم وتوقفوا قبل أن تدهسكم عجلات الشعب وتطفئ أنوار كشافاتكم وتغلق عدسات كاميراتكم   .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز