عاجل
السبت 28 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
حمدين صباحى يواجه ذاكرة السمك

حمدين صباحى يواجه ذاكرة السمك

بقلم : هناء عبد الفتاح

إختلف أو إتفق مع المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى كيفما تشاء ، لكن أن تتطاول عليه وتدفعك ذاكرة السمك التى تملكها لنكران أنه فى لحظة من اللحظات وضع حزام ناسف على تاريخه السياسى والنضالى كله فقط من أجل عيون مصر الحبيبة فإسمحلى أخبرك بأنك شخص غير منصف وغير موضوعى ولا تعرف شئ عن قواعد التقييم والحيادية  ، كم هائل من السباب والسخرية تعرض إليه الرجل عقابا له على الظهور فى برنامج العاشرة مساءا مع الإعلامى وائل الإبراشى وإبداء رأيه فى حال البلاد والعباد بعد تولى السلطة الجديدة ولا أفهم الداعى والسبب لكل هذا ، حمدين صباحى سياسى له ما له وعليه ما عليه لكنك لا تملك إلا أن تحترمه وأنت تقيمه فى المجمل ، وكيف لا تحترمه وقد كان يملك أن يضرب كرسى فى الكلوب ونحمل الطين جميعا بقرار الإنسحاب من السباق الرئاسى لكنه لم يفعل ؟ ، كيف لا تحترمه وقد إلتزم كامل الإلتزام بتغليب مصلحة الدولة العليا على طموحه الشخصى وعلى  مشوار عمره الذى قضى منه أيام طويلة فى السجون يحلم بأن تأتى فرصة القيادة والتغيير وعندما جاءت الفرصة إستغنى عنها لأنه أدرك أن الواجب الوطنى أكبر منها وأن الثمن سيكون غالي جدا لو تمسك بها ، كيف تغفل أن خمسة مليون مواطن أيدوه  فى الإنتخابات الرئاسية لعام 2012 _ وهو رقم لو تعلم عظيم لشخص بنفس إمكانياته فى الحشد والدعايا _ وتتذكر فقط أنه جاء الثالث بعد " باطل " فى إنتخابات الرئاسة التالية ؟ ، صحيح أن ليس كل ما قاله الرجل فى اللقاء سليم ويصلح عمليا للتطبيق على أرض الواقع فى الوقت  الحالي لكن هذا لا يعنى أبدا إهانته بهذه الطريقة وتشويهه لهذا الحد ، صحيح أن المرحلة الحالية أصلا لا تحتمل ما قاله لكن هذا لا يعنى أبدا أنه أجبرك على سماعه وأن تهلل لإنقطاع البث عنه على الهواء مباشرة ، وصحيح أن الدعوات للتظاهر وتجديد الثورة للمرة الثالثة على التوالى هى دعوة مجنونة يروج لها أشخاص على درجة عالية من التهور والخبلان لكن هذا لا يعنى أن حمدين صباحى هو زعيمها  بدليل أنه من البداية فضل الصالح العام على صالحه الشخصى ، هذه السطور ليست دفاع عن شخص حمدين صباحى بقدر ما هى إستنكار لذاكرة السمك وشجب وإدانة لسوء مستوى الخلاف الذى وصلنا إليه ، أرى أن الأذى لحق بالرجل من كل الإتجاهات ، فالمختلفين معه سبوه رفضاً لكلامه ومؤيده سبوه لأنهم كانوا ينتظروا منه المزيد ورأوه لا يعبر كما ينبغى أن يكون ، وفى كل الأحوال هذا لن يغير شئ فى واقع أنه الآن يجلس فى بيته بعد أن أحرق نفسه بنفسه سياسيا من أجل الجميع " رافضيه ومؤيديه " ، يقول الفيلسوف نيتشه " من يذهب إلى وليمة الذئاب عليه أن يصطحب كلبه معه " ولكن حمدين صباحى ذهب إلى الوليمة بدون أى كلاب ، بدون أى شئ ، ذهب منفرداً ، وهذا فى حد ذاته بطولة على المستوى الوطنى وخيبة على مستوى قواعد الحسابات السياسة أليس هذا فى حد ذاته يدعو لإحترامه ويخرس ألسنة المزايدين على وطنيته ؟ ، من هذا المنطلق يمكننا إعتبار حمدين صباحى من أنظف ما أنجبت الساحة السياسية حتى لو صرح بما لا تحتمله المرحلة من تصريحات ، سأذكرك أخيراً بأن عليك دعم إرتفاع سقف الحرية الذى روى بالدم خلال ثورتين متتاليتين فقدنا فيهم الغالى والنفيس ،  إدعمه ولو بأضعف الإيمان وستكون أنت المستفيد لأن التطبيل والتهليل على مدار السنون الكثيرة الماضية لم نجنى منه إلا الضياع والخيبة ودولة بحجم مصر وبعدد سكانها لا يمكن أن تستقيم لو تم إدارتها  بمبدأ " بالروح بالدم نفديك يا زعيم " ، لا تقف فى طريق حرية التعبير حتى لا تكون أول النادمين ولا تدعم تكرار نفس تجربة " موافقون " بنفس التفاصيل وتنتظر نتائج مختلفة ، ولتعلم جيدا أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وأن صوت المعارضة لو غاب عن المشهد ستحدث نفس الكوارث التى تخشى حدوثها من إرتفاعه والمبالغة فيه ..



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز