محمد يوسف العزيزى
ضحكنا وهيصنا .. نشتغل بقي !
بقلم : محمد يوسف العزيزى
راهن الكثيرون من المتشككين ، وراهن بعض من النخبة علي أن مصر لن تصل إلي تشكيل البرلمان لتكتمل خارطة المستقبل التي أعلنتها قرارات 3 يوليو بعد نجاح ثورة 30 يونيو واسترداد الوطن المخطوف .. هؤلاء بعد أن خسروا الرهان وبعد أن أكملت الدولة شكلها الدستوري والقانوني تعمدوا إهالة التراب علي هذا الإنجاز الذي تحقق ومصر تخوض معركة شرسة مع الإرهاب ومع تحديات إقليمية ودولية كبيرة ..
شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع السوشيال ميديا نصبت سيركا حول الجلسة الإجرائية للبرلمان لحلف اليمين وانتخاب الرئيس والوكيلين ، وأطلقت أحكاما متسرعة جاءت معظمها من النخبة المثقفة ورددها المتابعون .. معظمها يعبر عن خيبة أمل في النواب ، وعن سوء إدارة الجلسة ، وعن الظهور اللافت لبعض النواب في غير محل ، وعن التخبط في سير عمل الجلسة ، وعن تضارب وجهات النظر بين رئيس البرلمان وأحد النواب من فقهاء القانون ، وعن استعراض عضلات البعض في مواجهة البعض ، وأشياء أخري كثيرة يري المتابعون أنها خروج عن السياق والتقاليد البرلمانية !
أطلق البعض أحكاما متعجلة علي رئيس المجلس، وأحكاما غير مدروسة علي النواب، وأحكاما ظالمة عن مستقبل البرلمان لدرجة أنه ( البرلمان ) مرشح للحل في القريب، وأحكاما تحمل وجهات نظر ومواقف شخصية من البعض !
ذكرني ذلك بما حدث في انتخابات البرلمان عندما خرجت الأبواق تعلن وتنشر وتصور اللجان الانتخابية في الساعة الأولي وهي خاوية من الناخبين وبدأت تروج لضعف المشاركة وتسوق المبررات الكاذبة وتضلل الرأي العام وكأن مجموعة اللجان التي يتم تصويرها بالكاميرات هي كل اللجان التي تصل إلي 13 ألف لجنة ، وسقط الجميع في دائرة عدم المهنية وقصور الرؤية ، وجاءت النتيجة النهائية طبيعية في مثل هذه الحالات رغم كل الظروف غير الطبيعية التي تمر بها البلاد !
البرلمان جاء بعد طول غياب ، والنواب بعد عذاب ، وكان من الطبيعي أن يحدث ما حدث ، وكان الجميع يتوقع أن يصدر عن البعض المعروف عنهم الانفلات الدائم بعض التصرفات غير المسئولة حبا في الظهور وتسجيل بعض المواقف التي لا تخلو من كوميديا .. !
حلفنا بالطلاق .. وقلنا أنا حر أحب أو أكره.. وحلفنا تانى بالطلاق لازم تقسم .. وغيرنا في القسم ، وحلفنا بالقسم الصحيح , وحلفنا القسم وإحنا ماسكين المصحف .. هيصنا وضحكنا ، وضحّكنا علينا العالم الذي كان يتابع برلمان مصر وختام خارطة الطريق .. وتصورنا سيلفي .. وأكلنا ( كراملة ) وكان ناقص نجيب ليمون عشان القعدة تبقي حلوة ، وكمان اتخانقنا واختلفنا وتصالحنا !
يعني من الآخر عملنا كل حاجة حلوة وكل حاجة ( عفشه ) وعلي عينك يا تاجر .. الشيء الوحيد الذي نسيناه هو احترام البرلمان وتقاليده ونسيان من أعطونا الثقة وجابونا وقعدونا علي كرسي البرلمان !
كل هذا يمكن قبوله لأسباب كثيرة .. لكن الأهم والذي لا يمكن التساهل فيه هو نسيان المهمة الأساسية والعمل الجاد من أجل مصر والمصريين.. وإياكم أن تخذلوا الشعب فهو صاحب السيادة ومالك الحصانة ومانحها.. الكرة في ملعبكم إما تسجلوا بها الأهداف وإما تلقوا بها خارج الملعب وأنتم معها.. اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد
بقلم محمد يوسف العزيزي
















