

عبدالجواد أبوكب
الشارقة تنتخب وتحقق الحلم
بقلم : عبدالجواد أبوكب
لم يكن إعلان اللجنة العليا لانتخابات المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة نتائج الانتخابات وأسماء الفائزين الـ 21 الذين خاضوا انتخابات المجلس للمرة الأولى في منافسة بين 195 مرشحاً، لشغل نصف مقاعد المجلس بعد أربعة أيام من التصويت الحر، مجرد إجراء انتخابي، لكنه كان وبكل المقاييس تجربة تستحق الرصد والاشادة، والتهنئة لصاحب التجربة الأكثر ابداعا ورقيا وخدمة للانسانية في كل المجالات، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي كان حريصا على مشاركة أبناء الإمارة في صنع القرار.
ومثلت التجربة التي ولدت ناضجة وكانت امتدادا حقيقيا لتجربة دولة الامارات الشقيقة في انتخابات المجلس الوطني، وكانت الانتخابات التي أدارها مجلس رأسه أحمد الجروان خطوة أولي في حياة برلمانية تخدم برامج الامارة وتحقق تطلعات أبناء الشارقة، الذين كانوا علي قدر المسؤلية حيث بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 67٪.
وعكست التجربة التي تشهدها الإمارة للمرة الأولي في تاريخها حرص حاكم الشارقة علي الارتقاء بمواطنيه واشراكهم في اتخاذ القرار واستكمال كل أذرع العملية الديمقراطية، والعمل كعادته دائما علي كل ما يدعم عملية التطور والتقدم للامارة وأهلها، وهو الأمر الذي تؤكده آلاف الأنشطة والفعاليات والمشاريع التي جعلت الشارقة واحدا من الأرقام المهمة عربيا ودوليا في مختلف المجالات، من الثقافة للفنون، ومن الطب للتعليم، ومن الفلك للرؤية الوسطية للاسلام الوسطي وكلها بدأت بأحلام مدروسة للدكتور سلطان القاسمي نجح بصدق نية وجهد متواصل وجنود مخلصين في تحقيقها كعلم علي أرض الواقع.
وكانت هذه التجربة الديمقراطية واحدا من أحلام الشيخ القاسمي رسم علي خارطة مستقبل الامارة قبل ثمانية عشر عاماً، عندما بدأت الشارقة تدريب أطفالها من طلاب وطالبات المدارس على الانتخابات، وعلى الحياة البرلمانية، من خلال برنامج صمم لطلاب المدارس ممثلا في برلمان الأطفال الذي كان أعضاؤه في أعمار ما بين السادسة والثانية، وكان البرلمان الصغير يتيح لهم مناقشة رجال الحكومة في كل ما يرغبون مناقشته ويقترحون مل تجود به قريحتهم خاصة في القضايا والأمور المتعلقة بهم.
وبعد نحو ١٨عاما تحقق الحلم، وكان من بين الناجحين في الانتخابات من كانوا أعضاء في برلمان الأطفال، ليبدأوا مع زملائهم العمل علي دعم تقدم إمارتهم وتلبية طموحات مواطنيها وقاطينها ومساندة حاكمهم الذي يبهر الجميع يوما بعد آخر بانجازات لا تعد مفخرة للشارقة والامارات العربية المتحدة فقط، بل لكل العرب والمسلمين، فهنيئا للشيخ القاسمي بتجربته المميزة الراقية، وهنيئا لكل من في الشارقة بحاكم يتجاوز بسمو فكره ودعمه للانسانية كل الحدود.