

محمد نوار
جزيرتان وبينهما ريجيني!
بقلم : محمد نوار
عادة ما تتعرض الحكومات لأزمات داخلية تكون فيها في مواجهة شعبها، أو لأزمات خارجية تكون فيها في مواجهة دولة أجنبية.
وفي الأسابيع الماضية حدثت أزمة خارجية مع دولة إيطاليا نتيجة لمقتل جوليو ريجيني، وأزمة داخلية خاصة بجزيرتي تيران وصنافير نتيجة ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية.
وبسبب الأزمتان أصبحنا فى حال لا نحسد عليه داخلياً وخارجياً، فالأمر تجاوز الأفراد، وأصبح قضية وطن ومصير شعب ومستقبل أجيال قادمة، وعلينا أن نكون على قدر المسئولية بعد أن قصرنا فى حق أنفسنا وتكاسلنا عن العمل والإنتاج والتأثير، ومارسنا الاستبعاد لكل الكفاءات المؤهلة، ووقع صنع القرار بين أيدي كثيرين ممن ليسوا مؤهلين للعمل العام، فتحول أداء الجهاز الإداري للدولة فى أغلبه لأداة لا تلبي طموحات الشعب.
والدولة صارت بحكم تلك الممارسات في مأزق، فنحن لا نكاد نفيق من صدمة حتى ندخل في أزمة، فنهدر كثيراً مما أنجزناه ولا نعمل بالشكل الكافي لإنجاز ما نريده، ويظل أملنا في أن تنقذنا العناية الإلهية في الوقت المناسب.
المشهد العام يحيطه الغموض، والألسنة لم تترك غالياً أو عزيزاً إلا طالته وحاولت الغمز واللمز فى مواقفه، ما حدث لا يناسب مصر وهى الدولة الكبرى والمحورية فى المنطقة العربية تاريخياً وحضارياً، ولا يصح أن نترك البعض من المتربصين لينالوا من قدر مصر، ثم إذا كانت هناك ضرورة لكل ما حدث، فقد كان الأفضل أن يتم الإعلان عنها بطريقة غير هذه الطريقة المسيئة.
وإذا كان بين مصر والسعودية خلاف على حدود وجزر فليتم التفاوض بشكل معلن كما فعلنا فى مشكلة طابا، بدلاً من عقد المفاوضات فى الخفاء، التوقيت خاطيء، والتصرف متعجل ويفتح الباب لعدم الثقة والشك.
مناقشة الحق فى ملكية الجزر والسيادة عليها أمر يملكه الشعب، وتحكمه قواعد يعلمها المتخصصون، وعلى الدولة أن تفعل ما تراه فى صالح مصر، لكن بما تقتضيه ضوابط الدستور والقانون، واحترام عقول الناس، فهذا وطن نحن نملكه، والشعب والحكومة شركاء في إدارته والعمل من أجل مصر فى إطار مايشرفها لا ما يسيء إليها.