عاجل
السبت 27 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
التاريخ يُعِيدُ نفسه

التاريخ يُعِيدُ نفسه

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

دائمًا ما نسمع جملة "التاريخ يُعيد نفسه" ، وهذا يحدث في المواقف والحياة ، فالإنسان قد يتعرض للموقف أكثر من مرة ، وهنا يجد لسانه يُردد هذه العبارة بدون وعي منه ، ولكن الأغرب من ذلك أن يُعيد نفسه بطريقة مخالفة ، بمعنى أن يجد الإنسان نفسه في لحظة يطلب النصيحة في أمر ما ، وبداخله خوف ورعب وهزة نفسية ، في حين أنه في اللحظة التالية لها مباشرة يجد من يطلب منه النصح في ذات الأمر ، فيجد نفسه ينصحه ولديه كل الثقة في أقواله ، ويندهش من تصرفات هذا الشخص ، ويستنكر عدم قدرته على التوصل لهذا الأمر من تلقاء نفسه ، فهنا فقط يقف مع نفسه ويدرك أنه يُغيب عقله بكامل إرادته ؛ لأنه احتاج النصح والإرشاد في أشياء له القدرة أن ينصح فيها ، وبمنتهى القوى والثقة .



كثيرون يرددون أن الإنسان يفقد القدرة على الوقوف مع نفسه ، في حين أنه ينجح ببراعة في الوقوف مع الآخرين ، ولكن رغم صحة هذا الأمر ، إلا أنه لابد لكل إنسان أن يُغير من نفسه ، ويتعلم أن يقف مع نفسه أولاً ، ويُجرب فيها ويُساندها ، قبل أن يفعل ذلك مع الآخرين .

وهذا لن يحدث إلا إذا تعاملنا مع أنفسنا على أنها شخص آخر مُستقل ومُنفصل تمامًا عنا ، فهنا سوف تتجلى الحقيقة أمامنا ، ونستطيع تكثيف الأمور ووضعها في نصابها الصحيح ، بالرغم من أن ذلك سيجعلنا ننفصل عن مشاعرنا ، ولكن وما المشكلة في أن نفعل ذلك للحظات لكي نصل بأنفسنا إلى بر الأمان .

فالواقع أننا بالفعل ننفصل عن مشاعرنا مع غيرنا ؛ لكي نستطيع أن نفكر معهم بعقلانية ، فما الداعِ إلى أن نكيل الأمور بمكيالين ، فعلينا أن نفعل ذلك مع أنفسنا ؛ حتى لا نكتشف أن التاريخ يُعيد نفسه معنا مرة ، ونحن ضعفاء نستجدي عطف الآخرين ، ومرة ونحن أقوياء ، نمنح العطف بمنتهى القوة والثقة للآخرين .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز