عاجل
الجمعة 4 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
قصة ولا مناظر ؟!

قصة ولا مناظر ؟!

بقلم : جورج أنسي

يأتي انطلاق مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ٣٩، اليوم الثلاثاء، متزامنًا مع الدعاوى القضائية المرفوعة ضد أغنية لمطربة وصور لتماثيل أوروبية من عصر النهضة عرضها طبيب وكاتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بتهمة التحريض على الفسق وإشاعة الفجور ومخالفة الآداب العامة وغيرها من الكلمات الرنانة (المجعلصة)، بدعوى الحفاظ على قيم وتقاليد وأخلاقيات المجتمع المصري !



وبطبيعة الحال ؛ فإن هذا التزامن أو الصدفة البحتة، تأتى مناقضة لطبيعة مهرجان سينمائي حاصل على الصفة الدولية والتي تجعل الأفلام المعروضة في أي من دوراته خارج نطاق الرقابة، أو بالأحرى لا تتعرض لمقص الرقيب.. وهو الإستثناء الوحيد الذي يسمح بعرض الأعمال السينمائية المقبولة في المهرجان كما أرادها مخرجها، وهو ما جعل هذا الحدث محل اهتمام الكثير من شبابنا حيث راجت مقولة ( قصة ولا مناظر) طوال سنوات طويلة، كناية عن الحرية التي تتمتع بها هذه الأفلام خاصة فيما يتعلق بالأفكار الجديدة والمشاهد الجنسية شبه الصريحة!.

ومن هنا، ومع تزايد الدعاوى القضائية في هذا الإتجاه، إستغلالًا لمواد في القانون تتيح لأى شخص تحريك دعاوى قضائية بهدف حماية الأخلاق ووووو، يجعل من وزارة الثقافة نفسها -أى الدولة المصرية ككل- في مرمى دعاوى قضائية لإيقاف المهرجان العريق ؛ إتساقًا مع ذلك الهدف الأسمى الذي يؤرق المدافعين عن الفضيلة والأخلاق الحميدة بصورة ربما تفوق اهتمامهم بحل قضايا المجتمع الكبيرة والتي تقل في أهميتها- من وجهة نظرهم- عن رغبتهم الدفينة في الشهرة والإعلام ومغازلة الجماعات المتشددة دينيًّا بل والمزايدة عليهم !.

.. إن مثل هذه الدعاوى وإستمرار وجود مواد قانونية تشجع على هذا العبث مع الهاء وتكديس أروقة القضاء بقضايا تعطل مصالح البشر الحيوية وفي ظل إستسلام الدولة لتوغل أفراد وجماعات متشددة في جميع أركانها ؛ يجعل من المستقبل قاتمًا والصورة سوداء، فالمفترض أن كل فرد منا مسؤول عن تصرفاته..وحريته تقف عند حدود حرية الآخرين، أما جعل وجود أوصياء ومقيمين للتصرفات والأفكار وإختراع قوانين تخطتها غالبية الأمم منذ زمن بعيد..فهذا هو العوار والبقاء محلك سر !.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز