عاجل
السبت 9 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
هل يغلق الرئيس مرسي روز اليوسف

هل يغلق الرئيس مرسي روز اليوسف

بقلم : عبدالجواد أبوكب

 



لم يعد هذا السؤال نوعا من الرفاهية في وطن أدمنت صفوته التغييب وعشقت تحويل كل أمر مهما كانت خطورته إلي نكته،وبينما يتفرغ البوب لتويتاته وتعكف جبهة الانقاذ علي وضع الخطة وينهمك المواطنون الغاضبون في توقيع استمارات تمرد رفضا للرئيس ويطلق المؤيدون وفق قاعدة "الشعب ضد الشعب"حملة تجرد لتأييده،تمارس حكومة هشام قنديل الفعل وتقطع الكهرباء يوميا،وتتقاعس عن الفعل فتزأر اثيوبيا  وتعلن منفردة البدء في بناء سد النهضة رغم الموت الذي غيب "زيناوي"أقوي رجالها وأكثرهم دهاءا ،فتنفجر ثورة المصريين من جديد ،ولكن علي فيس بوك وتويتر فقط.
 
ووسط كل هذا تتوه خطورة ما يحدث في ملفات مفصلية ثمثل صلب هيكل الوطن، وهكذا الحال في"روزاليوسف"مؤسسة التنوير الأولي في مصر والشرق الأوسط، والتي تسير نحو العام المائة في عالم الصحافة، لكنها قد لا تعيش  لتري هذا اليوم فالأوضاع فيها تتدهور يوما بعد آخر بسبب عملية خنق ممنهجة تقودها حكومة الدكتورهشام قنديل بقصد أو بحسن نية، بدأت علي عكس ما كان متوقعا مع ولاية الدكتور مرسي بتحميل الجيل الحالي كل الخطايا والمخالفات المالية والإدارية التي تمت في عهود سابقة، وتوقف دعم ومنعت مستحقات واستقطعت أموال وأصبحت الصورة رمادية وهو ما دفع الزميل محمد جمال الدين رئيس مجلس الادارة السابق لتقديم استقالته، وتولي المسئولية المهندس عبدالصادق الشوربجي الذي حاول وهو رجل الادارة الخبير وضع الامور في نصابها الصحيح ، لكن المشكلة ظلت مستمرة لانها لا تتعلق بمن يدير ولكن بمناخ يضيق الخناق علي روزاليوسف ويمارس كل الطرق بقصد أو بدون لوقف دوران مطابع ظلت عصية علي التوقف منذ 90عاما.
 
صحيح أن لدينا مشاكل في بعض الاصدارات، وسوء توزيع في العمل بين الادارات، لكننا نجري أكبر عملية هيكلة واعادة توزيع تشهدها الصحف القومية في تاريخها للاستفادة من كل شخص وفق كفاءته وما يناسب امكاناته، ولدينا أيضا ثروة لا تقدر بثمن متمثلة في عمالة ماهرة في مختلف قطاعات العمل وكتيبة من الصحفيين يستطيعون تصدر المشهد اذا ما أتيحت لهم الفرصة والمناخ المناسب، ولعل اجتماعا شهدته مجلة صباح الخير قبل أيام  يؤكد أن في روزاليوسف عبقرية  بشر موهوبون نادرة التكرار حيث ضم  مجموعة شملت الرعيل الاول للاصدار الذي شارك الراحل أحمد بهاء الدين الطلعة الاولي في عالم الصحافة وكلهم حماس لمشاركة محمد هيبة رئيس التحرير ونجوم جيل الوسط والجيل الحالي الاعداد للعدد رقم 3000 وهو ما يؤكد علي انتماء حقيقي يجب أن يستغل في التطوير بدلا من اجهاضه بالتضييق والخنق .
 
والأهم أن لدينا تجربة "بوابة روزاليوسف" ووحدة الخدمات الاخبارية الخاصة التي أكدت أن الاصدارات تستطيع النجاح اذا ما أديرت بشكل جيد ووفرت لها بعض الامكانيات، وقد استطاع زملائي في التجربة سواء كانوا من الاصدارات الزميلة بالمؤسسة (صباح الخير، وروزاليوسف المجلة والجريدة) أو الوافدين من المبدعين الجدد أن يصمدوا طوال 6 شهور بامكانيات متواضعة وأن يتقدموا في الترتيب المصري متجاوزين 125ألف موقع، وأن يحققوا دخلا وهامش ربح يحدث ربما للمرة الأولي منذ فترة طويلة في قطاع التحرير رغم أنهم يعملون في ظروف صعبة ولنصف الوقت الذي تعمله البوابات والمواقع الالكترونية الأخري، وبدأو قبل أسبوع خطة تطوير شملت اطلاق أول تلفزيون انترنت بمؤسسة صحفية قومية ويطلقون الاسبوع المقبل توسعا جديدا  في الخدمات الاخبارية الخاصة.
 
وصحيح أن المجلس الأعلي للصحافة قدم بعض الدعم للمؤسسة لكنه دعم تسيير الأمور واطفاء الحرائق، وليس دعم  الاستقرار والتطوير، ونحن هنا لا نستجدي من أحد لكن نطلب التساوي مع باقي المؤسسات خاصة أننا الأقل ديونا والأكثر التزاما في دفع المستحقات المدينة ونمتلك خطة تطوير حقيقية تنفذ علي الأرض، وكل ما نطلبه من الشوري باعتباره المالك مرونة في التعامل وتصفير "العداد"، لأنه لا يعقل أن نحمل أوزار الآخرين وندفع ديونا قام غيرنا بالتمتع بانفاقها، وعلي مجلس الشوري التعامل بشكل اقتصادي مع الأمر ودعم مؤسساته لتحقيق التطوير بدلا من الاتفاق مع القطاع الخاص علي هدمها.وأن السيد خيرت الشاطر اتخذ القرار فعلا وأن عملية التنفيذ بدأت بالفعل ، ومن حق العاملين في روزاليوسف أن يصدقوا هذا الطرح  لأن الواقع العملي لا يقدم لهم غيره.
 
وهنا أسأل الرجل الذي يفترض أنه صاحب الكلمة الأولي والأخيرة في هذا الوطن، هل ستغلق "روزاليوسف" فعلا أيها الرئيس أم أنك تتحدث الحق في كونك تدعم الاعلام ولن تغلق صحيفة ولن يقصف قلم وكل هذا الكلام الذي لا يعرف له العمال طعما الا اذا اقترن بتطبيق علي أرض يغير الأوضاع الي الأفضل.
 
فإذا كانت الثانية فنحن في انتظار الفعل واسقاط الديون وكل الاستحقاقات التي ترتبت علي عهود سابقة وسنثبت بعدها أننا قادرون علي التطوير والنجاح من أصغر الفرص،واذا كانت الأولي وقررت اغلاق"روزاليوسف"، فأقولها لك وأنا لا أريد ذهب المعز ولا أخشي سيفه أنك لن تستطيع ولن يفلح غيرك لأن هناك رجال في هذه المؤسسة  صنعوا  مجدها رغم كل الظروف الصعبة منذ أيام الملك فاروق وحتي عهدك وهم قادرون علي الدفاع عنها مهما تطلب الأمر  .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز