

بقلم
محمود الجمل
حسن البنا وجمال عبدالناصر؟
12:00 ص - الإثنين 3 يونيو 2013
بقلم : محمود الجمل
باستثناء الامام حسن البنا والزعيم الخالد جمال عبدالناصر , لم تنجح مصر في ان تصدر للعالم سواهما . الهند انتجت غاندي , لكننا لم نري في دول العالم مايمكن أن نسميهم " غانديون " الرجل كان حاله هنديه خالصة . حتي بوذا , ظلت فكرة عبادته , مشروع اسيوي غير قادر علي الخروج الي القارات الأخري . الثائر العظيم مانديلا , رغم كل الألق وعنفوان تجربته وحالة الاحترام الواسعه لنضاله في كافة دول العالم , لم نسمع عن حركات سياسية ترفع صورته او تتبني مقولاته , فقط فكرة المصالحة التي اطلقها بين مختلف الأعراق في جنوب افريقيا , كانت هي انجازه الكبير , لكنها ظلت فكرة محلية ولم نشهد لها تطبيقات اخري في مناطق العام الملتهبة , خاصة في الدول التي بات فيها ذبح صغار الأطفال عملا مقدسا , وصرنا نسمع ونشاهد توسلات اطفال - يحدث في سوريا – يرجون القتلة ان يقتلوهم بالرصاص بدلا من الذبح بالسكين .!
فقط حسن البنا وجمال عبدالناصر , رغم كيد الكائدين وغياب الانصاف , ولنختلف كما شئنا حول الرجلين ولتشتعل حلقات النقاش ولتتراكم دراسات وابحاث التقييم , لكن دعونا نتفق انهما كانا ملهمين , ونجحا في ان يصنعا – كل علي حده – تجاربهما الخاصة , والتي سرعان ماصارت تجارب عامة وغير محدودة ولايستطيع احد ملاحقتها او تحجيمها . حسن البنا انتشرت دعوته وصارت جماعته ممثله في قارات العالم الست , ولم يقتصر الانتماء للأخوان علي المصريين فقط , بل باتت هناك طبعات محلية لها خصوصيتها , ورأينا احزابا تنتمي لفكر الجماعه تشارك في الحكم , ولسنا هنا في مجال الرصد الرقمي لعدد الدول و حجم التمثيل النيابي واشكال المشاركة في الحكومات , يعنيني فقط التأكيد علي انه من بين كل الحركات الفكرية والسياسية المصرية لم تنجح سوي دعوة الأخوان المسلمين في الخروج من ضيق التجربة المصرية الي فضاء العالم المتسع , وهو ايضا ماحدث مع التجربة الناصرية بكل مافيها من تفاصيل وماعليها من ملاحظات .
الانصاف – ونحن في زمن الكيد – يقتضي الاشارة الي انه باستثناء جمال عبدالناصر – المتهم بالاستبداد وقتل الخصوم واعدام المنافسين , لم يحدث ان تحول اسم لقائد سياسي الي رمز لحالة سياسية لها احزابها وجماهيرها , وصرنا نري ونتابع حركة الاحزاب الناصرية في الدول العربية , وهي تشارك في الحراك السياسي بقوة , بل رأينا " هوجو شافيز " الرئيس الراحل لفنزويلا – تغمده الله بعظيم رحمته جزاءا لموقفه المعادي لأسرائيل والصهيونية العالمية والاستكبار الأمريكي – وهو يعلن عن ناصريته في اعتراف فريد منصف , ونسأل الله تعالي ان يضع هذا الانصاف في ميزان حسناته يوم القيامه . لاداعي للدهشه , الله فقط هو الذي يحدد من يجتاز ابواب الجنة ومن يقذف في ظلمات الجحيم ..؟
اما هؤلاء والذين يملأون الفضائيات بترهاتهم , فهم برغم بذاتهم الغالية ولحاهم المحلوقة جيدا ومقولاتهم المنمقه , مجرد قادة محليين , بل لعلي اتجاوز في وصف بعضهم بالقادة , هم مجرد تفاصيل سياسية او لنقل قصاقيص , والقصاقيص لاتصنع اثوابا محترمة , لدينا هلاهيل مشغولة بالكيد وباعمال الكهانة , ليس لمعظمهم وجود او جذور حقيقية علي الارض , هم ارتضوا ان يتحولوا الي كائنات فضائية , يعتقدون جميعا - او لنقل معظمهم - انهم يحلقون كالملائكة ويقدرون علي الطيران , والحقيقة ان الشياطين ايضا لديها القدرة علي الطيران .
فقط حسن البنا وجمال عبدالناصر , الواجب اخراجهما من دائرة الكيد والملاسنه , هما فقط اللذان يستحقان الاحتفاء , لم ننجح عبر مائة عام في ان نصدر غيرهما للعالم , ليست هذه دعوة للتقديس , فقط هي محاولة للانصاف , فهل من مستجيب؟
تابع بوابة روزا اليوسف علي