في عالم البيزنس حكايات كثيرة عن رجل الأعمال الأبرز في عالم الثقافة ابراهيم المعلم وكيف صنع امبراطوريته ،وهناك حكايات أخري عن مشوار الرجل مع عالم الصحافة والاعلام ،وتراتيل الثورة،ولانني لا أتصيد له  ولست متربصا به،ومن موقع الحياد المهني والدفاع عن حقوق زملاء المهنة  سأتحدث فقط عن ضحايا الرجل الذي لا يعرف كيف يعد ثروته ،ولا أعرف أنا كيف ينام هانيء البال قرير العين وهو يأكل عرق شباب أقصي طموح لهم الاستقرار وبعض الراحة في مهنة أصلها المتاعب ولا تحتاج لمن يزيد المعاناة.
خلال الفترة القصيرة الماضية  بدا الرجل لا يختلف عن غيره من آكلي حقوق الصحفيين ليس في التعيين والتأمين عليهم فقط،ولكن فيما يتعلق برواتبهم أيضا،وبدأت القصة بالزملاء في جريدة التحرير وانتهت بالشروق حيث يرأس الرجل مجلسي ادارة الصحيفتين  ويكسب كثيرا من ورائهما فقد نجحتا في حمايته وقت الثورة من أن يستهدف ،ولم يقترب منه أحد وصار واحدا من رموز الاعلام،لكنه وهو الذي تلبس روح الثوار رغم قصصه الشهيرة مع مكتبة الاسكندرية وسيدتها الأولي لم يلتفت لشباب ساهموا في صنع نجاح تجاربه الاعلام ،وصبر الشباب في "بوابة الشروق "طويلا لكن عامهم الرابع كان  آخر صبرهم فطالبوا الادارة بالتعيين والانتظام في نيل حقوقهم لكنها رفضت فقرروا الاعتصام.
واليوم ،ووسط تهديدات من قبل الادارة بفض الاحتجاج بالقوة ،واصل صحفيو بوابة "الشروق" اعتصامهم لليوم الثاني، احتجاجاً على تخفيض مرتباتهم إلى النصف بعد تأخر صرفها لمدة 15 يوما، فضلاً عن انعدام التعيينات أو توثيق عقود للصحفيين.
وأكدوا في بيان لهم أن كل المفاوضات مع رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير والمدير العام باءت بالفشل، لذا قرروا بدء اعتصام كامل وإضراب جزئي أمس الأربعاء الموافق 12 يونيه 2013، على أن يتم التصعيد إلى إضراب كامل ، ما لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
وتمثلت مطالب الصحفيين بـ "الشروق" في تعيين جميع العاملين بالبوابة بعقود صحيحة، بما يضمن التحاق الصحفيين منهم بلجنة القيد بالنقابة، على أن يتم التعيين بتاريخ مسبق حتى لا يتم التراجع عنه بعد فض الاعتصام، ووضع لائحة عمل تضمن حقوق الصحفيين في الإصدار الورقي، والموقع الإلكتروني، فضلًا عن تأسيس لجنة نقابية يتم اختيارها عن طريق الانتخاب الحر المباشر بين العاملين، بما يضمن وجود كيان قانوني يحافظ على حقوقهم المكتسبة.
وقال الصحفيون المعتصمون أنهم سيتخذون الإجراءات القانونية كافة لحفظ حقوقهم التي أهدرت طوال أربعة أعوام من العمل والجهد المستمر، والذي كان وراء تقدم البوابة، وجعلها قادرة على المنافسة"
وتشمل الخطوات تشكيل لجنة للتواصل مع الهيئات الإقليمية والدولية للتعريف بأزمتنا، وذكر المعتصمون إنهم لن يغادروا مكانهم ، وستكون لديهم خطوات أخرى للتصعيد، سيعلن عنها في حينها، ولن يتراجعوا عنها حتى تحقيق المطالب كاملة دون نقص
وقد واجه المعتصمون خلال الساعات الأخيرة تهديدات عنيفة من قبل الادارة بفض الاعتصام بالقوة باستخدام أفراد الأمن الموجودين في المبني والتابعين رأسا لمكتب ابراهيم المعلم رئيس مجلس الادارة،وردت الادارة بفصل أحد الزملاء.
وبعيدا عن بيع الجريدة لمستثمر قطري أو وجود صفقة للمعلم مع النظام الحاكم تبقي عدة اسئلة أبرزها متي تتحرك نقابة الصحفيين لحماية الزملاء حتي ولو لم يكونوا أعضاءا بها،ومتي يتحرك المجلس القومي لحقوق الانسان ،ولماذا يصمت المثقفون وداعمي الحريات علي هذه الانتهاكات،وأخيرا..اذا كانت هيئات عربية ودولية بدأت التحرك فمتي يتحرك من يجب عليهم التحرك لحماية ضحايا ابراهيم المعلم.