

عصام ستاتى
الأغنية الوطنية الشعبية
بقلم : عصام ستاتى
الشعب المصرى العظيم عبرا تاريحه الممتد أنتج ثورات وبطولات ومقاومة شعبية لا حصر لها وربما لاتسعفنا المراجع والكتب أن نقدم أغتنيه الشعبية فى التاريخ الفديم من الثورة الاجتماعية الأولى ضد بيبى الثانى وأنهاء حكم الولة القديمة وأخر أسرها الأسرة السادسة مروراً بسبع ثورات فى عصر البطالمة وسبع أخرها ضد الرومان وثورات عصر الولاة وأهمها ثورة البشمورى التى امتدت 104 عام ، لكن إذا ما تتبعنا غناء الشعب فى حدود هذة السطور ونبدأ من الحملة الفرنسية .
فى عام تلاته بعد بعد العشرة
والألف والمتين أشاع بالأمة
أن الفرنسين بالمراكب وصلوا
فى إسكندريه والقتال فى همه
وفى كل العصور نجد هذه النماذج لهذا الأدب المكتوب باللغة المصرية الحالية سواء أدب خاص أو شعبى ( غيرمعرف المؤلف ) يحمل هموم هذا الشعب بصدق ، يحمل روح المقاومة والسخرية من الحكام والسلاطين فى كل عصوره بلغة لايخطئها القلب وتصل إلى كل العقول ، ففى أيام ثورة عرابى نجد قنابل عبدالله النديم التى يطلقها فى وجه الاحتلال ويتبناها الشعب مكوناً مصرولوجية الأغنية المقاومة الحديثة والتى ترجع جذورها إلى نبوءة صانع الفخار ومن نماذج غناء هذه الثورة العرابية :
بدل ما أقلد أوربى فى أكلى وشربى
ح أعيش أنا عيشة بلدى وأرضى ربى
*******
كانت بلدنا لنا جنه وشنه ورنه
صبحت لأهليها نيران
شرم برم حالى غلبان !!
*******
الله ينصرك يا عرابى بجيش المؤمنين
بكره عسكرك يا عرابى يكيدوا المجرمين
*******
يا توفيق يا وش القملة
مين قالك تعمل دى العملة
********
يا عزيز يا عزيز .. كبه تاخد الإنجليز
كل العسكر فى الطوابى .. يارب انصر عرابى
كل الميه فى الأبريق يارب خد توفيق .
وإذا دخلنا فى مقارنة للموضوعات المتشابهة لهذا الأدب المكتوب بلغة المصريين الحالية ونظيره الفصيح ستكون النتجة مؤلمة للنخبة والصفوة السادة الفصحاء فعلى سبيل المثال لو تناولنا حادثة ويقول موال شنق زهران :
من بعد حكم المحاكم والشاويش والبــــاش
غلايين " وسجها " كرومر محربة للبــاش
والإنجليز فرعنوا بعد ما كـانوا أوبـــــــاش
نزلوا على دنشواى ما خللوا نفر ولا أخوه
اللى " اتشنج " مات واللى فضـــل جـلدوه
واللى فضل من الجلد جوا سجنهم ورمـوه
***********
يوم شنج زهران كانت صعب " وجفاته "
أمه بتبكى عليه " فوج " السطح وأخواته
لو كان له أب ســتاعة " الشنج " لـــم فاته
صـــبرك علينا ياظــالم بكره راح تنــــــــدم
ولم يكف الناس حتى الآن فى دنشواى وخارجها عن ترديد هذا الموال المحفز للهمم والإحساس بالوطن وينتجون ويضفون وينظمون على غرارة :
أمانة يا دنشواى إذا عدل الزمان تـــــــــانى
شاورى على الظلم وابــكى دم من تــــــانى
شاهد وخصم وحكم ، إيه راح يكون تانى ؟!
ومع يوليو 1952 م واعتقاد الناس أن آمالهم ستتحقق وتحل مشاكلهم من خلال ما قام به الضباط الأحرار سارع المصريون للتغنى متذكرين دنشواى من جديد ، وأن هناك باباً للأمل فتح أبوابه :
وبعد خمسين سنه جا دلاله بجمال
نسانا كل الألم صبحت حياتنا جمال
وخد بتارنا طرد خصم البلد منـــها
وصبحت تقول دنشواى جدد حياتنا جمال
وفى ثورة برمهات مارس 1919 فضلاً عن ما قدمه فنان الشعب سيد درويش انتج الشعب اعانى تبدأ من اغانى الأطفال إلى نماذج لكل الفئات
إحنااولاد الكشافة..
أبونا سعد باشا..
وأمنا ست صفية ..
تحيا الامة العربية..
يامركب ياللي جاية..
أنت نار ولا مية..
أنا شعر الجارية ..
لفيته على حصاني ..
وحصاني في الخزانة..
والخزانة عايزة سلم..
والسلم عند النجار..
والنجار عايز مسمار..
والمسمار عند الحداد..
والحداد عايز بيضة
والبيضة في( بطن )* الفرخة
والفرخة عايزة قمحة
والقمحة عند التاجر.
والتاجر عايز فلوس..
والفلوس عند الصراف..
والصراف عايز عصافير
والعصافير ساكنة الجنة
والجنة عايزة حنة..
والحنة في إيدين الناس.
( أغنية أطفال شعبية )
وصبحت تقول دنشواى جدد حياتنا جمال
إيدن وبن جوريون ومولييه
جايين يحاربونا على أيه
طارت عقولهم وللا إيه
عشان ما أممنا الكنال
هو الكنال دا فى أراضيهم
ولا إحنا خدناه منيهم
ده قنبله وضربت فيهم
واللى ضربها رئيسنا جمال
فرنسا كانت سلبانه
والإنجليز مصوا دمانا
وباريس بتاخد إعانه
آل إيه لأسهم الكنال
وكذلك اغانى فترة الآستنزاف واكتوبر والتى تحتاج لسطور خاصة وكذلك ما فمنا برصده من أغانى وهتافات مغناه من 25 يناير 2011 إلى 30 يونيو 2013 م
مما يؤكد ان الغناء الوطنى الشعبى جزء هام من الثقافة الشعبية والمعبر الذى يحكى التاريخ من وجهة نظر الشعب .