12:00 ص - السبت 21 سبتمبر 2013
بدأت حرب تكسير العظام والضرب تحت الحزام وتشويه المرشحين المحتملين للرئاسة مبكراً، بل وأكثر قذارة وشراسة من ذي قبل، فهناك من يدفع نحو تسفيه كل من لديه فرصة لتحقيق الفوز في الانتخابات الرئاسية، ولعل الأكثر عرضة لهذه الحرب غير النزيهة حمدين صباحي الحصان الأسود في الانتخابات الماضية... أزمة حمدين مع هؤلاء، أو بالاحرى أزمة هؤلاء مع حمدين أنه الأقدر الآن على جمع صفوف التيارات المدنية ذات الثقل في الشارع وخصوصاً التيار الناصري الذي خرج مثل العنقاء من بين الرماد ليصبح حائط الصد أمام مخططات تنظيم الإخوان.
فلول الإخوان
حمدين يتلقى بصمت الضربات من فلول الإخوان ولجانهم الإلكترونية التي لاتتوقف عن تصويب سهام الشائعات إليه، فهم يؤمنون بأن صباحي كان شوكة في خاصرتهم، كما كان له تأثير كبير جداً من خلال التيار الشعبي ومختلف التجمعات الناصرية وجبهة الإنقاذ في هدم معبد سلطة الإخوان على رؤوس قادة الجماعة.
فلول مبارك
أما فلول نظام مبارك فيدركون أن العقبة الوحيدة أمام عودتهم مرة آخرى إلى السلطة تتمثل في حمدين بعدما خرج البرادعي من الصورة بارادته نتيجة موقفه الذي جاء في الاتجاه المعاكس للإرادة الشعبية، لذلك يقومون بكل دأب على الترويج لمقولة إن جميع الموجودين على الساحة الآن أصبحوا كروتاً محروقة بمن فيهم صباحي.
ناصر
في حين أن متاعيس (جمع متعوس) ما يوصف بالتيار الثالث يدركون أنه لا أمل لديهم في أي شيء ومن ثم يجب تقويض أي انجاز للثورة يمكن أن يحصل عليه هذا الوطن المثقل بالأزمات، ولعل أكثر ما يرعبهم الآن أن حمدين لايمثل نفسه وتاريخه السياسي بقدر ما يمثل مشروعاً نهضويا حقيقياً هو المشروع الناصري الذي رغم كل حملات التشويه على مدار أكثر من أربعين اما لايزال براقاً كالألماس، حتى أن صور الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر كانت ولاتزال الأكثر انتشاراً في ميادين الثورة، بل أنه عندما أراد الشعب وصف الفريق أول عبدالفتاح السيسي لم يجدوا أفضل من وصفه ومقارنته بعبدالناصر نفسه.
حملات محمومة
من هنا ندرك مغزى الحملات المحمومة التي تريد الزج بالفريق السيسي في معترك الانتخابات الرئاسية، رغم إعلانه مراراً وكراراً أنه لن يترشح مهما كانت الضغوط، فهؤلاء يريدون قطع الطريق على حمدين صباحي أو أي مرشح مدني آخر يضع فصل النهاية لإحلام فلول مبارك بالعودة مجدداً للسلطة، وكذلك يجهض مخطط تنظيم الإخوان الدولي إلى الأبد، ويطوي صفحة المرحلة الانتقالية إلى صفحة جديدة لا مكان فيها لأمثالهم.
ثورة شعبية
الأكثر خطورة من كل ذلك أن هناك من يدفعون نحو طرح أسم الفريق السيسي مرشحاً لرئاسة الجمهورية للتأكيد على إدعاءاتهم الباطلة بأن ما حدث هو إنقلاب عسكري وليس ثورة شعبية.
القائد والمعلم
ولكن المؤكد أن كل هؤلاء لن ينجحوا في مخططاتهم لأن الشعب هو القائد والمعلم وأذكى من كل التيارات، فهو تعلم على مدار السنوات الثلاث الماضية أنه ما أكثر الأدعياء والمنافقين الذين يحاولون دس السم في العسل، كما أن الفريق السيسي ليس من هذه النوعية التي تنخدع في أصوات المطبلاتية وأصحاب الأجندات الخبيثة التي باتت مكشوفة، فهو يدرك أن بقاء المؤسسة العسكرية على مسافة واحدة من جميع القوى والتيارات السياسية هو صمام الآمان للحفاظ على مدنية الدولة وصمودها أمام ما يحاك ضدها من مؤامرات خارجية نشهد الآن أخطر فصولها وأكثرها ضراوة.