أغانى الاستنزاف والحرب والانتصار حملت جرح الوطن وسجلت سطور من نور فى تاريخ أدب  وفن المقاومة وأضافت إلى رصيد الأغنية الوطنية المعاصرة والتى  بدأت مع فنان الشعب سيد درويش فى أعقاب ثورة برمهات مارس 1919م وتواصلت أجيال وراء أجيال ، أما عن أغانى الحرب والاستنزاف وقبلها أغانى معارك الفدائيين فى معارك 1951م وأغانى التصدى للعدوان الثلاثى فى 1956م كان لأبناء القنال السبق والإسهام الأكبر وهذا لأن صاحب المأتم ليس كمن يأخذ العزاء ولأنهم أبناء المكان والأحداث القاسية كانت تجعل الحجر ينطق شعراً .



 

وأهم ما يميز هذه التجربة هو الجماعية التى تشبه المؤسسة المستقلة عن النظام ولم تحصل على تمويل محلى وبالطبع لم تحصل على تمويل أجنبي وهذه الجماعية صنعت روح أقرب إلى الشعبية والجماهيرية حيث التأليف جماعى والألحان جماعية والغناء جماعى ، ولكن أسوء  ما فى هذه التجارب هو ظهور النجم الأوحد الذى أحتوى التجربة الجماعية فى شخصه الفرد وأصبح هو المتحدث الأعلامى  وكأنه لم يبقى من التجربة سواه ، وهذه التجارب لغناء الوطن بدأت مع نكسة 1967م عندما رفض الشعب الهزيمة وخرج للشارع يهتف ( هنحارب – هنحارب ) وبدأت السويس مبكراً كعادتها ، فبعد الحرب بخمسة أيام كان هناك ندوة بمنطقة بور توفيق تمت تحت هدير المدافع للصحفى بجريدة الجمهورية طاهر عبد الحكيم العائد من فيتنام وتحدث فيها عن تجارب أدب وفن المقاومة الفيتنامية ، تحدث عن سينما الخندق ومسرح البطانية وكانت محاضرة مفيدة للغاية تحول كل ما دار بها لبرنامج عمل ، تولى حامد حسب الأخصائي الاجتماعي بالتربية والتعليم والذي أصبح مسئول الثقافة في السويس ومعه فني السينما ميشيل عروض سينما الخندق  وتأسس فرقتين شعبيتين هما فرقة البطانية وكانت تضم مجموعة من المثقفين مثل محمد أحمد غزالى الشهير بالكابتن غزالى والشاعر كامل عيد رمضان والشاعر عطية عليان والشاعر عبد العزيز عبد الظاهر والشاعر عبدالله صقر وآخرون  ونشأت فى منطقة الأربعين فرقة النضال وتضم عبدالله طلبه والمطرب الشافعى وعازف الإيقاع غريب البوب وصابر جلويز وعزت منسى والنمس و اروع  راقص شارع مبروك العبد وأخرون ، وفى لقاء حضره مسئولين فى الاتحاد الاشتراكى جمع الفرقتين على مسرح واحد وفى حفل واحد وظهر عناصر القوة والضعف  فكانت البطانية الكلمة بها قوية بحكم نكوينها أغلبه من الشعراء والنضال العزف والغناء ماهراً جداً بحكم تكوينها أغلبة من العازفين والمطربين فطلب المسئولين الدمج للقرقتين فى فرقة واحدة وانه سيتم تسويقهم مع مصروف جيب بسيط ، وبالفعل تم الدمج وأطلق على الفرقة الجديدة ولاد الأرض هذه الفرقة التى هزت أرض الوطن غناء ، ذهبت للخنادق على الجبهة ولطلبة الجامعة وعمال المصانع وسكان القرى والنجوع ، طافت مصر شبر شبر ونحت أسمها فرقة بكل محافظة وظهرت فى  الإسماعلية  فرقة الصامدين للشاعر حافظ الصادق والمطرب فوزى الجمل وآخرون وفى بور سعيد شباب النصر وشباب البحر وشباب المهجر وفى الشرقية مصنع الغزل والنسيج .
 
وبدأت الإذاعة عن طريق الأعلامى الكبير محمد عروق تتبنى تجارب فن المقاومة وتقدم هذه الفرق فى حفلات أضواء المدينة يغنون فى نفس حفلات عبد الحليم حافظ وكبار المطربين ، كما قدمت الإذاعة مشروع ال 30 أغنية وأخذت أغانى شعراء ولاد الأرض وأعادة أنتاجها بملحنين جدد وغناها كبار المطربين فقامت فايدة كامل بغناء فات الكتير يا بلدنا من كلمات الكابتن غزالى  ( فات الكتير يا بلدنا – ما بقاش إلا القليل – إحنا ولادك يامصر – وعنيكى السهرانين – نصرك أصبح نشيدنا – واللى يعادينا مين ) وقام محمد قنديل بغناء يا ريس البحرية يا مصرى من كلمات كامل عيد رمضان ( ياريس البحرية يا مصرى – يا ابو العرق مصرى – يا ابو الكفاح – هات الدراع – هاتلى دراعك هات – دا بحرنا بحرنا – وابن البلد صياد – قول للقمر – قول للقمر لوفات – أيد للبنا للبنا – وأيد ع الزناد تصطاد ) وأغنية صوت المعركة من كلمات عطية عليان ولحن رياض البندق وغناء فهد بلان ( ولا صوت ح يعلى فوق جراح قلب النهار – يا شعب اصحى قبل ما يفوت النهار – ولا صوت يجلجل فى الفضا غير الانتصار – ارضك وعرضك مصلوبين فوق الفنار – بحر القنال سكان فى قلبه الأنفجار صابرين بنسقى بحرنا من ظمأة الصبار – بنغنى غنوه للغضب على شطنا الأشرار – شدين سلاح من زندنا سمار ألم ثوار – طابعين تجاعيد وشنا على وش خط النار – كل الجنود فوق الحدود إمتى يموت الانتصار – بكره نحقق للبلد أكبر واعظم انتصار
 
ويا بيوت السويس كلمات الأبنودى ولحن إبراهيم رجب وغناء محمد حمام
قد القول كنتم يا سوايسه قد القول
يا قمر يا صاحبنا فاكر 
سهرتك وسط العساكر 
والحبيبه الحلم هى 
مصرنا الجايه العافيه
والرجال الشمس صاحيه 
تغزل النصره على النول 
قد القول كنتم يا سوايسه قد القول