
عبدالجواد أبوكب
العريان.. خنجر الاخوان في ظهر الرئيس
بقلم : عبدالجواد أبوكب
وكأنه يقرأ الغيب أوكشف عنه الحجاب،قال الدكتور عصام العريان،القيادي الاخواني و نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إن مجلس النواب القادم سيكون متنوعا، وسيضم كل الأصوات الوطنية، الإسلامية بكل تنويعاتها، واليمينية والليبرالية بكل اختلافاتها، واليسارية أيا كانت صراعاتها.
وتجاوز الرجل العمومية في تصريحاته التي تلت مباشرة قرار الرئيس بالدعوة لانتخاب مجلس النواب عمومية إلي التفصيلات عندما أشار إلى من وصفهم بالذين يشفقون على تعدد الرؤى بين الأحزاب الإسلامية، وقال أنهم يتناسون أنها شاركت فى الانتخابات السابقة بأكثر من قائمة، وتنافس مرشحون إسلاميون على المقاعد الفردية، ولم يؤثر ذلك على النتائج التى حصدوا فيها 76% من المقاعد، ولن يختلف اﻷمر كثيرا فى هذه الجولة طبقا لأقرب التوقعات.
وهكذا بكل بساطة خرجت نتيجة انتخابات مجلس النواب التي لم يعرف مرشحوها بعد من كنترول الدكتور عصام العريان وبنسبتها المئوية76% للاسلاميين مقابل 24% للقوي الأخري.
ولو كنت سيء الظن وفق هذه التصريحات التي لا ينبغي أن تمر مرور الكرام لقلت أن الاخوان سيزورون الانتخابات المقبلة لأن ذلك هو التفسير المنطقي الوحيد لاعلان نتيجتها من الان.
وبكل الاحول ستتحول هذه التصريحات لأزمة جديدة تضاف للأزمات السابقة التي فجرتها تصريحات سابقة للرجل الأكثر إثارة للجدل ليس علي مستوي الاخوان والاسلاميين فقط ولكن في الوسط الساسي كله، ولعل تصريحاته بشأن تسجيل الرئيس محمد مرسى، مكالماته مع النائب العام ،والتي أثارت ردود أفعال واسعة،وتصريحاته حول عودة اليهود الى مصر مازالت حاضرة في الأذهان.
وحقيقة لا أعرف ما هي القوة الخفية التي يتمتع بها الدكتور عصام العريان والتي مكنته من "التكويش" علي جملة مناصب ينوء بحملها فريق كامل فسابقا وحاليا شغل الرجل عدة مناصب قيادية في جماعة الاخوان،وهو نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشوري وزعيم الأغلبية به ومستشار رئيس الجمهورية.
لكن ما أعرفه علي وجه اليقين أن الرجل يخصم كل دقيقة من رصيد الرئيس والجماعة وحزبها لدي القوي السياسية والشارع،فالرجل يمتاز بتصريحات صادمة وأقوال تخرج دون تفكير أو مراعاة لما يمكن أن ينتج عنها من آثار مدمرة للبنية السياسية والوطنية وإطار الأمن القومي لمصر.
وحتي علي مستوي الاداء الحزبي يتعامل الرجل بتعالي غريب وغير مبرر مع الآخر سواء كان هذا الآخر زملاء في الحزب أو البرلمان ،أو إعلاميين،لدرجة أن اخيتاره كزعيم للأغلبية في الشوري جاء صادما لجموع المتواجدين بالبرلمان لأن النائب علي فتح الباب الذي كان يشغل المنصب قبله "بوليتاري"حقيقي وقريب من المحررين البرلمانيين والموظفين والنواب علي حد سواء ويسهل التعاطي معه بعكس العريان الذي يتردد أنه سيخلف الدكتور أحمد فهمي في رئاسة المجلس في الدورة المقبلة.
وتبقي حقيقة أكدتها الأفعال والأيام وهي أن عصام العريان كان ومازال خنجرا للاخوان في ظهر الرئيس ،وسواء كان الأمر بحسن نية أو عن قصد ستبقي آثاره ما بقي الرئيس في منصبه طالت الفترة أو قصرت.


