عاجل
الخميس 7 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رانيا أسعد ..عندما ترحل ابتسامة روزاليوسف

رانيا أسعد ..عندما ترحل ابتسامة روزاليوسف

بقلم : عبدالجواد أبوكب
 
 
 
مثل أبوتريكة في كرة القدم،كانت رانيا أسعد بالنسبة لـ"بنات روزا"..لم أكن أعرفها قبل أن أتولي مسئولية رئاسة تحرير بوابة روزاليوسف الا من خلال لقاءات عابرة في مهمات عمل،وعندما عملنا معا،كان أول ما لفت نظري فيها هي شبها الشديد بأبوتريكة من حيث القدرة علي لم الشمل وانتزاع مجبة الجميع،وربما كانت روحها القريبة من الراحل العظيم صلاح جاهين الذي نشعر في "روزا" أن روحه مازالت في المكان سببا في دخولها القلوب بسرعة.
في الصباح كان الطقس الرئيسي "إفطار البنات"وهو ما يعني راحة اجبارية لعشر دقائق قد تزيد لنصف ساعة حيث يحلو لهن"صحافة وادارة"التجمع صباحا،وكانت رانيا سيدة المشهد تنزل الي الدور الرابع(البوابة في السادس)ومعها زميلتيها شيماء الحصري ومروة سعد في مشهد يعكس طبيعة العلاقة التي تجعل الافطار  طقسا يحرص عليه الجميع.
وبنفس الروح كانت رانيا تعشق العمل،لم تتذمر أبدا من البقاء لما بعد انتهاء وقتها تساعد في مهمة الآخرين وتحرص علي تدريب ومتابعة الزملاء الجدد،وبعد مغادرتها تشعرك دائما أنها مستعدة للعمل من المنزل المهم أن تنجح التجربة،كانت تعتبر نجاح"بوابة روزاليوسف"و"تلفزيون روزا"علي الانترنت مسئوليتها الرئيسة،وبدأت في اعداد قسم خاص للازياء وتواصلت مع شركات عالمية وقابلت رواد  في مهنة الازياء والموضة التي كانت تعشقها،وقبل رحيلها بدأت في كتابة سلسلة تاريخية عن ملكات مصر وأميراتها،وكانت تعد حوارا رياضيا مع أحد أقاربها الذي يعمل مدربا لاحد المنتخبات الرياضية بعدما أخبرتها ألا تقف عند المرأة والموضة.
ورغم أن معرفتي بها لم تتعدي نصف عام الا أنها كانت كافية لأعرف أنها طيبة حتي النخاع،تحب الناس وتتمني لهم ما تتمناه لنفسها ،وقد كانت سببا رئيسيا في تعريفي مثلا بزميلات مهنة لم أكن أعرفهم من قبل وكانت كتاباتهن ومازالت من المواد التي تجذب جمهورا عريضا من القراء مثل مروة مظلوم مشروع أديبة كبيرة وسارة محمد القاصة المميزة،ودائما تطرح الاكثر تميزا فتفاجئك بريهان شعلان في الجرافيك وأسامر الحو في التصميم وأحمد حمدي في التصوير،ورغم أني أعرف غالبيتهم من قبل لكن روحها الداعمة لزملائها من المواهب الحقيقية التي لم تأخذ حظها من النجومية بعد يشعرك بعظمة أخلاقها ،وعندما أنظر الان الي مكتبها الخالي لا أصدق ابدا أن العملية التي حصلت علي أجازة لتجريها قد غيبتها للأبد.
ولعل من يعرفون رانيا أسعد مثلي سيئومنون بمقولة والدتي"الكبيرة"كما نطلق عليها في الصعيد عندما تري من هم مثلها يموتون "دول ولاد موت"بمعني أن خصالهم أفضل وأرق وحسهم أجمل من يظل في الدنيا فيخطفهم الموت مبكرا.
وقد أكون فقدت أختا فاضلة وزميلة عزيزة لكن زملائها وجيرانها في المكتب وائل ومصطفي ومحمد وشيماء وكلوج وايمان وهدير مصابهم أكبر،وبالتأكيد فإن صديقاتها فقدن ركنا مهما في حياتهن ...صبرهن الله وألهمنا واياهم الصبر والسلوان ومنح أسرتها خاصة والدتها وسندها الأكبر بعد رحيل والدها سكينة في القلب وثباتا في العقل،ونسأل الله أن يحتسبها عنده من الشهداء.
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز