الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

في ذكرى عيد الشرقية.. تعرف على المكان الذي وُلد فيه الزعيم أحمد عرابي

منزل الزعيم أحمد
منزل الزعيم أحمد عرابي في قريته بالشرقية

يحتفل غدا أهل محافظة الشرقية بعيدها القومي الموافق 9 سبتمبر من كل عام، وذلك تخليداً لذكرى وقوف أحد أبنائها الزعيم أحمد عرابي أمام الخديو توفيق في ميدان عابدين عارضا مطالب الشعب المصري والجيش في التاسع من سبتمبر عام 1881م، والتي كانت تتضمن ثلاثة مطالب هي عزل وزارة رياض باشا، وإنشاء مجلس نواب على النسق الأوروبي، وزيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندي طبقا للفرمان السلطاني.

 

 

هذه الحادثة التي أصبحت بمثابة إعلان عن الثورة العرابية والتي توافقت مبادئها مع طلبات الجيش والحركة الشعبية المدنية المصرية والتي كانت دليلاً قاطعا أن الجيش هو جزء لا يتجزأ من المجتمع المصري وأن ولاءه الحقيقي هو للشعب والوطن وليس الخديو.

 

 

ويعتبر الزعيم أحمد عرابي رمزا وطنيا خالصا وملهما لكل مخلص لوطنه محبا له مؤمنا به، وفي ذكرى الثورة العرابية والعيد القومي لمحافظة الشرقية التي اتخذت من هذا اليوم عيدا قوميا له تكريماً لابن محافظتها، فسوف نستعرض لسيادتكم عبر "بوابة روزاليوسف" المكان والمنزل الذي نشأ فيه الزعيم أحمد عرابي بما تفاصيله ومكوناته .

 

 

 

ولد أحمد عرابي في 31 مارس عام 1841م في قرية هرية رزنة إحدى قرى مركز مدينة الزقازيق محافظة الشرقية ، والتي تبعد عن الزقازيق بحوالي 3 كم، ويقع المنزل في حارة باسم والده محمد عرابي، وقرية هرية رزنة من القري القديمة وكان اسمها في وقت الفتح الاسلامي  "هرو نفر " وقد وردت باسم "هريا الشرقية" في التربيع العثماني وقد ذكرت في عهد محمد علي باسمها الذي تحمله الآن.

 

 

 

يقول الدكتور مصطفى شوقي إبراهيم مدير عام منطقة آثار الشرقية، يرجع إنشاء المنزل في اوائل القرن التاسع عشر الميلادي في الفترة من 1805م – 1848م خلال حكم الوالي محمد علي، وذلك على يد والد الزعيم أحمد عرابي الذي كان أحد مشايخ القرية وقد ولد الزعيم أحمد عرابي بقرية هرية رزنة في 31 مارس 1841م وقد التحق بالجيش المصري في عام 1854م وترقي بالمناصب حيث حصل على رتبة ملازما ثم أميرالاي وبعد الثورة العرابية التي قادها عين وزيرا للجهادية وقد توفي في عام 21 سبتمبر 1911م ودفن بالقاهرة .

 

مادة البناء:-

يضيف: تم استخدم في بناء المنزل المواد المتوفرة في البيئة المصرية مثل الطوب اللبن الذي استخدم في بناء الاساسات والجدران والطمي النيلي المخلوط بالقش “التبن” والذي استخدم كطبقة ملاط لتسوية الجدران من الداخل والخارج وكذلك الاخشاب التي استخدمت في الأبواب والنوافذ والتسقيف مواد البناء هذه التي كانت سائدة في بناء البيوت في القري المصرية.

 

 

 

تخطيط المنزل:-

يشير الدكتور مصطفى شوقي إلى أن المنزل له أهمية كبيرة لأنه نموذج للبيوت الريفية التي أصبح نادرا وجودها الآن، ووصفها كالآتي: عبارة عن مبنى على مساحة شبه مستطيلة وهو مكون من طابقين الطابق الأرضي وهو مقسم إلى فتحة مدخل تؤدي إلى ممر وثلاث حجرات وينتهي إلى الفناء المكشوف حيث يوجد حجرة الحمام والسلم المؤدي إلى الطابق العلوي والمكون من حجرة واحدة.

 

 

 

 

الوصف الخارجي للمنزل:-

 فهو يتميز المنزل ببساطة عناصره المعمارية كمعظم البيوت الريفية المصرية في تلك الفترة وللمنزل من الخارج أربع واجهات ثلاث منها ملاصقة للجيران وواجهه واحدة حرة وهي الواجهة الشمالية وهي الواجهه الرئيسية للمنزل.

 

 

 

الواجهة الرئيسية:-

هي الوجهة الحرة الوحيدة للمنزل وهي تقع في الاتجاه الشمالي والتي تطل على الشارع الرئيسي المؤدي للمنزل وهي واجهة بسيطة مبنية من الطوب اللبن تحتوي في الطابق الارضي على فتحة المدخل الرئيسي تتوسط واجهة المنزل وعلى ثلاث نوافذ واحدة على يمين الداخل واثنتين على اليسار وقد أغلق على النوافذ ضلفات خشبية ومصبعات حديدية بسيطة، ويعلو الجزء الأيمن من الواجهة واجهة الحجرة في الطابق العلوي والتي بها نافذة تطل على الشارع مثل التي في الطابق الأرضي.

 

 

المدخل:-

وهو يتوسط الواجهة الرئيسة وهو الوحيد للمنزل وهو عبارة عن فتحة مستطيلة أغلق عليها مصراع خشبي عليه زخارف هندسية بسيطة.

 

الوصف الداخلي للمنزل:-

تؤدي فتحة الباب إلى ممر أو دهليز منكسر على جانبيه فتحات الحجرات الداخلية للمنزل وينتهي بفناء المنزل بالممر /الدهليز: ويعرف الدهليز بأنه المسافة التي تلي المدخل وتفتح عليه حجرات المنزل، وقد ذكر بأن الدهليز قد يكون يكون منكسرا لاعتبارات اجتماعية بحيث لايري الداخل الي البيت ما بداخل صحن البيت، ويؤدي ذلك الدهليز إلى فتحات الحجرات حيث يؤدي على يسار الداخل إلى حجرة المقعد يليها حجرة الخزين وإلى اليسار حجرة الفرن ثم إلى الفناء.

 

 

حجرة المندرة:-

وهي الحجرة الأولى على يسار الداخل وتسمى أيضا حجرة الجلوس وهي تستخدم لاستقبال الضيوف وتحتوي على نافذتين تطلان على الشارع الرئيسي وبها مصطبتان للجلوس مبنيتان بالطوب اللبن وتحتوي في الجدار على يمين الداخل على دولاب صغير في الجدار كان يستخدم كخزينة.

 

 

 

حجرة الخزين :-

وهي الحجرة الثانية على يسار الداخل وهي لا يوجد بها أي فتحات أخرى سوى فتحة الباب وكانت تستخدم لتخزين الحبوب والدقيق ومتطلبات المنزل.

 

حجرة الفرن:-

وهي الحجرة الثالثة وتوجد على يمين الداخل وبها فتحة نافذة مطلة على الشارع وبها الفرن والذي يعد من تراث المنازل الريفية حيث يستخدم لصنع الخبز وطهي الطعام وكحجرة للنوم فوق الفرن في فصل الشتاء البارد.

 

الفناء الداخلي :-

ينتهي الدهليز بفتحة باب تفتح على الفناء أو الصحن الخاص بالمنزل وهي ذات مسميات عديدة فقد تسمى إلى جانب الفناء أو الصحن بالحوش أو الساحة أو الباحة، ويعتبر الصحن من مميزات التخطيط المعماري في العمارة الإسلامية والمستمد من الميراث المحلي في الشرق القديم، وفي هذا الفناء تقوم معظم نشاطات أهل البيت, وقد شهد الفناء تطورا عبر العصور الإسلامية أهمها في العصر المملوكي والذي أصبح يسمى بالدرقاعة، ويوجد في الفناء في الجزء الجنوبي الحمام وفي الجزء الشمالي سلم خشبي يصعد للطابق العلوي.

 

 

الحمام:-

يصل إليه من خلال الفناء ووجود الحمامات في البيوت الإسلامية  بالإضافة إلى أهميته الصحية أهمية دينية أيضا حيث الاستعداد للصلاة وربما تم إنشاء الحمام في الفناء لإبعاد النجاسات عن المنزل.

 

السلم الخشبي :-

وهو يوجد في الفناء ويم الوصول من خلال إلى سطح المنزل والغرفة في الطابق العلوي وهو السلم الخشبي يعتبر وسيلة  الصعود للطابق العلوي وقد عرف منذ القدم.

 

 

 

الغرفة العلوية:-

وهي الوحيدة في الطابق العلوي ولها نافذة على الواجهة الرئيسية وتشرف على سطح المنزل بفتحة باب وكانت تستخدم لإقامة أهل المنزل.

 

 

واستنادا لكل التاريخ الكبير للمنزل والذي يُمثل الزعيم الوطني أحمد عرابي، فان المنزل يمثل قيمة ورمزا وتخليدا لذكري زعيما وطنيا لذا يجب الاهتمام به وإجراء عمليات ترميم دورية ومستمرة، والمنزل مسجل كأثر منذ عام 1962م ، ويخضع لمنطقة آثار الشرقية التابعة لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية.

 

 

تم نسخ الرابط