عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يوم ميلادك يا سيدي

يوم ميلادك يا سيدي

أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري.. بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ اِنتِسابا  فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ.. إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدراً.. فَحينَ مَدَحتُكَ اِقتَدتُ السَحابا



 

مع اقتراب ذكرى مولده الشريف ﷺ تحن القلوب، وتفيض العيون بالدمع، وتلين الجلود، ويتحرك الوجدان وتشرق الأرض بنور ذكراه الطيبة، ويتعسعس الظلام، ويتنفس الصباح، وتفوح العطور، وتشتاق النفس لأرض طيبة، "المدينة المنورة"، وجوار أحمد، فيا بائعًا في أرض طيبة عنبرا، بجوار أحمد لا تبيع العنبرا، إن الصلاة على النبي وآله، يشجو بها من أراد أن يتعطرا.

يوم مولده الشريف تصدع إيوان كسرى وسقط منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار المجوس، التي لم تنطفأ منذ ألف عام، وغيضت بحيرة ساوه واهتز ملك آل ساسان بكيسرهم، ولما رأى الموبذان رؤياه الأشهر إبلًا صِعابًا تقود خيل فارس، كتب كسرى إلى النعمان بن المنذر، أن ابعث إليّ برجل عالم أسأله عما أريد، فبعث إليه عبد المسيح بن عمرو الغساني، فلما قدم على كسرى قال له: أيها الملك.. عِلم ذلك عند خال لي يسكن مشارق الشام، يُقال له سطيح، فقال له الملك اذهب واسأله عما أخبرتك به من تصدع الإيوان ورؤيا الموبذان، فذهب عبدالمسيح إلى خاله سطيح، وكان قد أشرف على الموت واقترب من القبر، فلم يجبه سطيح.. فأنشد أبياتًا يهجو خاله، فرفع خاله رأسه وقال عبد المسيح على جمل مشيح، وافى إلى سطيح، وقد أوفى به إلى الضريح، بعثك ملك آل ساسان لارتجاس الإيوان وخمود النيران ورؤيا الموبذان، رأى إبلًا صِعابًا تقود خيلًا عُرابًا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، ثم قال يا عبدالمسيح إذا كثرت التلاوة وبعث من تهامة صاحب الهراوة وفاض وادي السماوة وغاضت بحيرة ساوه وخمدت نار فارس، فليس الشام لسطيح شامًا، يملك منهم ملك وملكات بعدد الشرفات وكل ما هو آتٍ آتٍ، ثم قضى سطيح آه. 

 يستحضرني هنا أصحاب العقول المتحجرة، وقولهم إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة، فكيف يكون الاحتفال بدعة؟ فمحمد ﷺ خير البشر وخير الثقلين والفريقين من عرب ومن عجم وخير من مشى على قدمٍ وسيد الأنبياء والمرسلين فبمن نحتفل إذًا؟ حب النبي وحب آل بيته الكرام فرضٌ علينا، وأنا هنا لستُ عالمًا أو رجل دين، وإن قالوا بدعة، فأنا أقول لهم مثلما قال عمر عن صلاة التراويح، "نعم البدعة". 

تعودنا في المولد الشريف أن تكثر البهجة بالشوارع وتكثر الاحتفالات للكبار والصغار، وأن يبتسم الجميع، ويا حبذا إن صادف المولد ليالي الشتاء ذات الأجواء الساحرة يجتمع الأهل والأقارب والقريب والبعيد، الصديق والعزول، يجمعنا هذا الاحتفال على ما فرقتنا عليه الأيام.. فكانت الحلوى والطعام والشراب توزع على الأهل والأقارب والجيران، وتضج المجالس بالابتهالات والمديح والإنشاد، وأجواء من ليالٍ صاخبة بذكر المولد الشريف.

 وفيها نصل الأرحام ونذور الأقارب ونفعل الخيرات، فلا تميتوا فينا كل جميل، ولا تضيقوا علينا ما هو رحب.. ولا تضيعوا ذلك اليوم 12 من ربيع الأول، هذا اليوم ولد فيه النبي، وفي هذا اليوم، انتقل ﷺ إلى الرفيق الأعلى، فكيف بالهادي البشير صاحب الشفاعة وصاحب الحوض لا نحتفل بميلاده الشريف، أقول لكم احتفلوا وقوموا ليل هذا اليوم وصوموا نهاره وافعلوا الخيرات، وصِلوا أرحامكم ووسعوا على أولادكم واعتصموا بحبل ربكم، وما بوسعي إلا أن أقول كما قال شوقي:

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ.. وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ.. لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي.. وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ ﷺ.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز