سيدة من بني سويف تعثر على أسرتها بعد غياب 45 عامًا
الخيال قد يكون أقوى وأقسى وأجمل من الحقيقة فها هى رضا 50 سنة تعود لحضن أمها تحية 75 سنة بعد فراق دام 45 عامًا، هذا ما شهدته مدينة الفشن جنوبي محافظة بني سويف، عندما استقلت رضا القطار وكان عمرها 5 أعوام، وهي تلهو بجوار والدتها التي كانت تجلس لتبيع الخضار بجوار شريط السكة الحديد ليسير بها القطار ويغيبها القدر 45 سنة تتنقل فيها بين عدة مدن وقرى بمحافظات الصعيد حتى استقر بها المقام فى محافظة الأقصر وتتزوج فيها وتنجب 5 أبناء، أيام وليال وشهور وسنوات طويلة ورضا لم تنس أمها وتحلم أن تلتقى بها وبإخواتها.
تعود تفاصيل القصة عندما كانت تلعب وتلهو الطفلة الصغيرة "رضا" بجوار والدتها الحاجة "تحية عويس"، والتي كانت تجلس تبيع الخضار بجوار شريط القطار، وفجأة دون سابق إنذار اختفت بعد ان ركبت قطار الصعيد والذي سار بها ولم تنزل منه، وظلت الأسرة تبحث عنها لسنوات، معتقدين تعرضها للغرق في ترعة الإبراهيمية، حتى فقدت الأسرة الأمل ومات والدها بعد عام من اختفاء نجلته حزنا على فقدانها، حتى ظهرت نجلتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهي تبحث عن أسرتها، ليصل الخبر لأفراد أسرتها الذين تواصلوا معها، وتحققوا من صحة كلامها ليلتقوا بنجلتهم من جديد، ويعود شمل الأسرة التي ذاقت مرارة الفراق، والحرمان لسنوات طويلة.
تقول الحاجة تحية عويس: «كانت "رضا" نجلتي تلعب بجواري وأنا ببيع خضار على السكة الحديد، واختفت بعدها، فبحثنا عنها في كل مكان لمدة 3 سنوات حتى فقدنا الأمل، إلا أن قلبي كان دائمًا يخبرني أنها ما زالت موجودة، وقد جاءتني في منامي كثيرا لتخبرني أنها على قيد الحياة، حتى فوجئت منذ ساعات قليلة بشقيقي "كامل" يخبرني بأن البعض أخبروه أن هناك سيدة بنفس مواصفات ابنتي "رضا"، على فيسبوك تبحث عنا، وقالت أسمي وأسماء أشقائها كاملة، ولم أصدقه وقتها، حتى جاءت إحدى جيراننا لتخبرنا بنفس الكلام أيضًا».
وتابعت: "فتواصلنا معها والتي تبين أنها تقيم في الأقصر ومتزوجة ولديها 5 أبناء، ووصفت لنا علامات في جسمها مثل حرق قديم في الجانب الأيمن من جسدها وهي طفلة، وحكيت لي تفاصيل الغياب أنها استقلت القطار من الفشن في بني سويف و"كانت فاكراه لعبة"، حتى وصلت إلى ملوي بالمنيا، وهناك مكثت قرابة الـ 9 أعوام ثم انتقلت إلى الأقصر، وهناك احتضنتها إحدى الأسر وكبرت وترعرعت وتزوجت وأنجبت 5 أبناء، ورغم مرور كل هذا الوقت فإنها ظلت تبحث عنا حتى علمنا بذلك، تواصلنا معها.
وانطلقت العجوز تحية ومعها عدد كبير من أهلها وجيرانها الى مدينة الاقصر لاحضار ضناها وفلذة كبدها "رضا" رضا ذات الخمسين ربيعا عادت طفلة صغيرة تبكى فى حضن امها وسط صرخات أخواتها وزغاريط ورقص أهلها.



