مايا مرسي: التغيرات المناخية تؤثر على النساء بشكل أكثر سلبية مقارنة بالرجال
أكدت رئيسة المجلس القومى للمرأة الدكتورة مايا مرسى أن تهديدات تغير المناخ ليست محايدة بين الجنسين، مشيرة إلى ان تلك التغيرات تؤثر على النساء بشكل أكثر سلبية مقارنة بالرجال في خمسة مجالات، هي: (الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي والتغذوي، الصحة، الماء والطاقة، الكوارث المرتبطة بالمناخ ، الهجرة والنزاعات.
جاء ذلك في كلمة الدكتورة مايا مرسي خلال الجلسة الافتتاحية لليوم الرئاسي للمرأة ضمن فعاليات قمة المناخ (COP27)، والتي تستضيفها مصر بمدينة شرم الشيخ حاليا، وتضمنت إطلاق "مبادرة المرأة الإفريقية والتكيف مع تغير المناخ".
وحذرت الدكتورة مايا مرسي من عدم معالجة تأثير التغير المناخي على المرأة، موضحة أن "تمكين المرأة" يعد حجر الزاوية لتحول بيئي أخضر عادل في الاستراتيجيات الوطنية للتنمية المستدامة وتغير المناخ في مصر، والتي ترتكز جميعها على حوكمة العمل المناخي الشامل وصنع السياسات والمشاركة المجتمعية. واستعرضت ملامح مبادرة رئاسة مصر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) بعنوان "مبادرة المرأة الإفريقية والتكيف مع تغير المناخ" AWCAP، والتي أُطلقت بالتعاون مع الشريك الأممي الرئيسي هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة UN-Women.
وقالت "إن المبادرة متميزة وذات تركيز إقليمي، بحيث تعطي إفريقيا الفرصة لإحراز أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وتحقيقها من خلال تمكين المرأة لتحقيق التآزر مع الآليات والمنصات الحالية التي تدعم المرأة وتصميم تدخلات خاصة بإفريقيا لدعم المرأة في القارة الإفريقية كطرف فاعل في عملية الانتقال العادل على قدم المساواة مع الرجل".
وأضافت: أن "المحاور الرئيسية للمبادرة تتمثل في تطوير القطاعات الخضراء والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وريادة الأعمال الخضراء"، مبينة أن الأهداف العامة للمبادرة تتمثل في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء الإفريقية من خلال إقامة رابطة تضم رؤساء الأجهزة المعنية بشؤون المرأة/الوزيرات ووزراء البيئة المعنيين، وذلك من خلال حشد التركيز المشترك على قضايا المرأة المعنية بالتكيف والتخفيف في قطاعات المياه والطاقة والزراعة.
ونوهت بأن المبادرة ستمكن من تسليط الضوء على النماذج الناجحة للنساء وقيادتهن لتلك القطاعات، مما يشجع الدول الأعضاء على زيادة إدماج النساء في صميم عمليات صنع القرار، علاوة على تعزيز الهياكل والأطر القائمة، وذلك من خلال تعزيز إنتاج المعرفة، وتعزيز توفير تكنولوجيات المعلومات في مجال المناخ، وجمع البيانات، والبحث، وتبادل الخبرات، وإدماج المرأة في حوكمة المناخ.
كما أشارت إلى أن المبادرة تهدف كذلك إلى تعزيز الالتزامات بالاستثمار في المرأة من خلال زيادة الاستثمارات في برامج بناء القدرات لدعم المرأة في مختلف المستويات؛ بدءا من التعليم، وعلى سبيل المثال (العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات (STEM)) إلى سوق العمل، ودعم المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة (MSMEs) التي تقودها المرأة، وتعزيز حصول المرأة على الدعم المالي، وبناء قدراتها لإعداد مشروعات مناخية قابلة للاستثمار.
ولفتت إلى أن المبادرة تتضمن تنفيذ العديد من الأنشطة، ومنها عقد فعاليات سنوية رفيعة المستوى بين رؤساء الأجهزة المعنية بشؤون المرأة/الوزيرات والوزراء المعنيين، وتصميم برامج بناء القدرات للنساء في قطاعات المياه والطاقة والزراعة، وحشد الدعم للمشرعات والتكنولوجيا التي تقودها النساء في مجال المناخ، وتعزيز وصول المرأة إلى الموارد المالية والتكنولوجية.
وأضافت أن النتائج المنشودة من المبادرة عديدة، ومن بينها تحقيق التفاهم المتنامي بشأن نُهُج تمكين المرأة ونُهُج المياه والطاقة والزراعة بين كل من الجهات الفاعلة في إفريقيا المعنية بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين وتغير المناخ، وبناء قدرات المرأة في قطاعات المياه، والطاقة، والزراعة، علاوة على تعزيز التعاون الإنمائي، والتمويل، والاستثمار المستهدف للمرأة في مجالات المياه، والطاقة، والزراعة، وزيادة الدعم الكمي والنوعي المقدم للنساء المتضررات من الانتقال العادل.
ووجهت الدكتورة مايا مرسى التهنئة إلى جميع وزيرات مصر على دورهن المتميز الذي شهده الجميع، قائلة: "نحن فخورون للغاية بالوزيرات ودورهن في قمة المناخ (COP27)، وبالدكتورة أمنية العمراني مبعوث رئيس مؤتمر المناخ، وبالمهندسة سارة البطوطي سفيرة الأمم المتحدة لتغير المناخ.. ونحتفل اليوم بالقيادات المصرية الشابة في أجندة تغير المناخ".
وشهدت فعاليات إطلاق (مبادرة المرأة الإفريقية والتكيف مع تغير المناخ) كل من: وزيرات البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، والتخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، والتعاون الدولى الدكتورة رانيا المشاط، والدكتور محمود محيي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية للمؤتمر والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة التنمية المستدامة 2030، والدكتورة سيما بحوث المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، و إلينا بانوفا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، وكريستين عرب ممثل هيئة الأمم المتحدة في مصر، والدكتورة غادة والى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، وفريدريكا ميير ممثل صندوق الأمم المتحدة في مصر، إلى جانب عدد من الوزيرات الأفارقة والسيدات الممثلات للمنظمات الإقليمية والدولية.



