التغيراتُ المُناخية وأثرها الإيجابي  على الصحَراء الكبرى في إفريقيا

يمكن القول بأنه على الرغم من رغم قسوة التغيرات المناخية العتيقة وحدتها التي وقعت على أقاليم الصحراء الكبرى في القارة الإفريقية عبر آلاف السنين، وكذلك أثرها في أكثر المناطق الجغرافية التي توجد في نطاق تلك الصحراء، إلا أنها ساهمت في ذات الآن في الحفاظ على العديد من كنوز الصحراء الفنية، ونفائسها التي لاتُقدر بثمن. 

ويبدو أن أن أهم تلك الآثار الإيجابية التي من الممكن أن تكون قد نتجت عن تلك التغيرات المناخية لاسيما الحفاظ على تلك الرسوم والنقوش الفنية البديعة التي تم الكشف بواسط العلماء والباحثين عنها على جدران الصخور والكهوف بها.

ولاريب أن الكشف عن تلك الرسوم والنقوش الصخرية هو ما قد يشير بدوره لمرحلة مهمة من مراحل الازدهار الفني لاسيما فيما يخص تلك الرسوم، وأشكالها، وألوانها كانت قد شهدته الصحراء الكبرى منذ القدم، وهي تؤكد على عبقرية سكان تلك الصحراء القدامى، وأنهم امتلكوا حالة فريدة من الإبداع الفني منذ تلك المرحلة الزمنية العتيقة. 

ويذهب البعضُ إلى أن تلك التغيرات التي وقعت في مناطق تلك الصحراء كانت عبارة عن فترات متعاقبة من الرطوبة والجفاف، وانقطاع الأمطار، وهو ما أثر على البناء وأحوال العمران بأقاليم الصحراء، ومن ثم تراجع السكان بها بشكل واضح، وذلك كلما ألمت بهم فترة طويلة من الجفاف.

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي