الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الحضارة المصريـة في الموسيقى العالمية

فيردي
فيردي
  • سيرة حياة إخناتون وتوت عنخ آمون في أوبرات عالمية

  • هيلين المصرية وهيلين الإغريقية في أوبرا شتراوس

  • مارش موسيقي إهداء إلى رمسيس الثاني الفرعون المحارب

  • الآنية الكانوبية في الموسيقى الفرنسية

  • أوبرات كليوباترا العالمية

  • الأقصر وصوت المراكب الشراعية في الكونشرتو المصري

  • الحلم بعصر الفراعنة والموسيقار الفرنسي سيزار

  • فن الموسيقى يستطيع أن يقف وحده على المسرح

 

أثرت الحضارة المصرية القديمة تأثيرا عميقا فى الموسيقى الكلاسيكية العالمية، وفُتن كبار الموسيقيين بالتأليف الأوبرالي، وكتابة الأوبريتات، والباليه استلهاما من الحضارة الفرعونية التي شكلت أحد الروافد الأساسية للإبداع الإنساني، وفي هذه الموسيقات العالمية تسمع وترى إبداعات رهيفة مؤثرة.

 

  • أوبرا "عايدة"

تُعد أوبرا "عايدة" من أشهر الأوبرات العالمية، وتصوﱢر قصة الصراع بين الحب والواجب عن قصة الحب التي نشأت بين القائد المصري راداميس، والأسيرة الحبشية "عايدة"، تلك الأوبرا التي ألفها "فيردى" (1813 – 1901)، والذي يعد أقوى عبقرية موسيقية إيطالية فى القرن التاسع عشر، وتتمثل عظمة "فيردى" فيما أودعه فى أوبراته من بديع الألحان، وفيما أحكم وضعه من رباعية للآلات الوترية، كتب أوبرا "عايدة" عالم المصريات الفرنسي "مارييت" ، وكتب النص "كامي دي لوكل" التي عرضها على صديقه "فيردي" فتحمس لها، وعني بكل تفاصيل قصة "عايدة" فكان يسرد هذه التفاصيل فى خطابات مطولة له.

 

وقيل بأنه تأثر بأسلوب "فاجنر"، وكان يرمى من وراء ذلك إلى ثراء الأوركسترا بها خصوصا فى نهاية الفصل الثانى (احتفالات النصر بعودة راداميس ظافرا من حملة الحبشة، ولكن الطريقة الإيطالية واضحة بها حتى فى شيء من أسلوبها الدارج وبكل ما لها من جلجلة وبريق.([1])

 

وتعد أوبرا "عايدة" أقوى ما أبدعته عبقرية "فيردي"، وكان عرضها الأول فى دار الأوبرا المصرية فى ديسمبر 1871، وبعد عرضها فى مصر تم تقديمها فى ميلانو فى 7 فبراير 1872، وبلغ إعجاب الجمهور بها أن استدعى "فيردى" إلى المسرح اثنين وثلاثين مرة، وأهدت إليه ميلانو صولجانا من العاج، ووساما من الماس على شكل نجمة، كُتب فى وسطه اسم "عايدة" بالياقوت، واسم "فيردى" بالأحجار الكريمة، وليست أوبرا "عايدة" أول أوبرا غنائية افتتحت بها دار الأوبرا المصرية كما يعتقد الكثيرون بل إن أول أوبرا مُثلت فيها "ريجوليتو" ، وكان ذلك فى 17 نوفمبر 1869 فى حفل ضخم بمناسبة إتمام حفر قناة السويس، وكانت أوبرا "عايدة" هي الأوبرا الثانية التي عُرضت فى دار الأوبرا الخديوية عام 1871.([2])

 

 
 
موتسرت
موتسرت

 

 

 

 

  • أوبرا "تحتمس الثالث"

أبدع موتسارت (1756 – 1791) المؤلف الموسيقى النمساوي أوبراه الخالدة "تحتمس الثالث"، وقد بهرته شخصية هذا الملك الفرعونى الذي أقام أقدم إمبراطورية فى التاريخ، وأعظم قائد عسكرى فى التاريخ القديم، وهذه الأوبرا توضح كيف نظر "موتسارت" أو الغرب بشكل عام للتراث المصري والحضارة المصرية، وقدمت هذه الأوبرا لأول مرة فى فيينا ثم فى سالزبورج عام 1778م، و"موتسارت" الذي ولد فى سالزبورج من أشهر العباقرة المبدعين فى تاريخ الموسيقى، أنتج 626 عملا موسيقيا وقاد أوركسترا وهو فى السابعة من عمره.

 

  • الناي السحري

كما ألف "موتسارت" أيضًا أوبرا "الناي السحري"، التي تستند إلى أحداث خيالية استلهم بعضها من التراث المصري القديم، والآلهة الفرعونية إيزيس، وأوزوريس، وبطل هذه الأوبرا الأمير المصري "تامينو" الذي سلك السبيل الأمثل للكمال، و"بامينا" الحسناء ابنة ملكة الليل، لقد استطاع "تامينو" أن يُخلص "بامينا" من الأسر، وقد أعطته النسوة نايا سحريا يجعل الوحش أنيسا أليفا، فعزف بالناى السحرى فرقصت الوحوش والضوارى، وتزوج "تامينو" من "بامينا" بعد صراع بين الخير والشر. ([3])

 

وتعد أوبرا "الناي الساحر" من أبدع ما ألفه موتسارت، وقد تميزت ألحانه دائما بالعذوبة حتى قال عنه فاجنر "إن موتسارت استطاع أن يُرينا فى تلحين أوبراته أن فن الموسيقى يستطيع أن يقف وحده على المسرح دون الاستعانة بالفنون الأخرى".([4])

 

 

  • المارش المصري

عُزِف "المارش المصري" عام 1869 في حفل افتتاح قناة السويس لأول مرة، ذلك المارش الذي ألفه يوهان شتراوس الابن (1825 – 1899) المؤلف الألماني الذي ألفه إعجابا ببناة الأهرام، وقد ألفه بناء على طلب الخديوى إسماعيل وقد عرض على شتراوس تأليف قطعة موسيقية عن مصر فأعجبته الفكرة، وأبدع "المارش المصري" الذي يشعر سامعه بهيبة وعظمة الحضارة المصرية. ([5])

 

  • هيلين المصرية

أما ريتشارد شتراوس (1864 – 1946) فهو المؤلف الموسيقى الشهير، ومن أهم المؤلفين الموسيقيين في القرن العشرين، وهو موسيقى وأديب وفيلسوف، ويقال أنه آخر كبار الرومانتيك الألمان يحب الموسيقى ذات البرنامج التصويرى، وفي جميع مؤلفاته سواء في قصائده السيمفونية أو في سيمفونياته ذات البلاغة الرائعة أو في أوبراته التراجيدية اللاذعة يقدم لنا صورة أخيرة لذلك البريق والوهج، الذي يعم أسلوب القرن التاسع عشر، كما ابتكر مواد أوركسترالية عظيمة استعار معظمها من معاصريه الألمان ([6])

 

وقد ألف ريتشارد شتراوس أوبرا "هيلين المصرية" عام 1928، وقد عُرضت لأول مرة على مسرح مدينة "درسدن" الألمانية عام 1928، وأفاد من القصص الأسطورية في الحضارة المصرية والإغريقية وخاصة حول أحداث طروادة، وفى الأسطورتين المصرية والإغريقية يستطيع "مينيلوس" استعادة زوجته، ومعاقبة من غرر بها فيستطيع "مينيلوس" في الأسطورة الإغريقية الاستيلاء على طروادة والتخلص من "باريس"، الذي غرر بهيلين زوجته.

 

وفي الأسطورة المصرية تعيش الساحرة "إيثرا" التي ترثى حبيبها الذي غاب عنها وتسمع النبوءات في صَدَف البحر، وتسمع وترى نوايا "مينيلوس"، وغيرته من داود الشاب ابن قائد البدو، وينجح مينيلوس في التخلص منه في رحلة صيد، ويجمع بين الزوجين مينيلوس وهيلين المصرية في نهاية المطاف.

 

ويُعد ريتشارد شتراوس أول مؤسسي المدرسة الحديثة إذ استطاع التأليف على أساس فلسفة جديدة لاستعمال الكتل الصوتية القائمة على التجديد والجرأة. ([7])

 

سيرسيل سكوت
سيرسيل سكوت

 

 

 

  • إهداء لروح الفرعون المحارب

أما "سيرسيل سكوت" المؤلف الموسيقي الإنجليزي الذي ألف العديد من المؤلفات الموسيقية الرائعة إلى جانب اهتمامه بتأليف الشعر والقصص، فقد كتب العديد من الأعمال الموسيقية عن مصر منها "في معبد ممفيس"، و"برفقة مياه نهر النيل"، و"أغنية القارب المصري"، و"أغنية أرواح نهر النيل"، و"المارش الجنائزي للملك رمسيس الثاني"، فقد أعُجب سكوت بسيرة الملك رمسيس الثاني، وألف معزوفة على البيانو تخليدا لذكرى وفاته، والمعزوفة عبارة عن مارش جنائزى حزين إهداء لروح الفرعون المحارب الملك العظيم رمسيس الثانى، الذي حقق انتصارات وخاض معاركه ببسالة وقد اكتشفت مومياءه عام 1881م بواسطة جاستون ماسبيرو، ونُقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة.([8])

 

ألكساندر لويجينى
ألكساندر لويجينى

 

 

 

  • الباليه المصري

ومن أبرز أعمال الموسيقار ألكساندر لويجينى "الباليه المصري"، وألفه عام 1875 وعُرض لأول مرة فى باريس، ويذكر نور الدين التميمى فى كتابه: "الإرث الضائع – كيف أثرت مصر في كلاسيكيات الموسيقى العالمية": "أن الموسيقار الروسي بيتر اليتش تشايكوفسكى عندما كتب "الرقصة العربية" فى الباليه الشهير "كسارة البندق"، فإنه قد تأثر بالباليه المصري ورقصاته الرائعة للموسيقار "لويجينى" الذي استخدم البيانو فيها فهو من أنصار الموسيقى الخفيفة واستخدام الإيقاعات البطيئة".

 

ولويجيني ولد عام 1850 فى مدينة ليون الفرنسية، وهو من أصول إيطالية، ويعد "الباليه المصري" من أبرز أعماله وأعظمها.

 
 
 
 
فيليب جالاس
فيليب جالاس

 

 

  • أوبرا إخناتون

"ألف فيليب جالاس الموسيقار الأمريكي العديد من الأوبرات، وهو من أبرز المؤلفين الكلاسيكيين في القرن العشرين، ومن أهم مؤلفاته أوبرا "إخناتون" التي عُرضت لأول مرة في "شتوجارت" في ألمانيا في مارس 1984، ولاقت نجاحا كبيرا، وقد تناول "جالاس" في هذه الأوبرا الأحداث التاريخية التي جرت بعد مقتل إخناتون، وثورته الدينية، ويصوﱢر بدء عهد جديد على يد "توت عنخ آمون".([9])

 

  • باليه "أنا مصر"

وقد تناول أيضًا الموسيقار الأمريكي سكوت شانون أيضًا في باليه "أنا مصر"، الذي كتبه عام 2002 حياة توت عنخ آمون، ومقتل إخناتون، وحكايا عن النيل العظيم الذي يصفه "سكوت" بأنه مخزن للأسرار، وسكوت شانون من مواليد 1948، ولد فى فرانسيسكو بأمريكا، وهو من أبرز المؤلفين الموسيقيين للموسيقى الكلاسيكية فى الولايات المتحدة الأمريكية.([10])

 

 
 
كلود أشيل ديبوسي
كلود أشيل ديبوسي

 

  • كانوبى

أبدع كلود أشيل ديبوسي (1862 – 1918) فى موسيقاه، ونجح في صقل أسلوب مميز خاص به، وكان معجبا بالموسيقار الألماني فاجنر، ويعد فاجنر وديبوسى من أصحاب الآراء الثورية الذين أطلقوا العنان لإحساساتهم، وكان ديبوسي مدركا لعظمة فاجنر فهو الذي ابتدع من الأوبرات فى النصف الأخير من القرن التاسع عشر ما جعله عميدا للمسرحيات الغنائية فهو فى مقدمة أعلام الموسيقى العالمية، لكنه كان يدرك أن على الموسيقى الفرنسية أن تجد طريقا آخر و"كان يؤمن بأنه لا يمكن لأحد أن يحاكى صيغا موسيقية مما لا يتصل ببلاده، وكان يهدف إلى تخليص الموسيقى من كل شوائب التعصب المدرسى، وتنقيتها من كل الصور والأساليب التي ليست بفرنسية فكان يقول: "إنني أحاول نسيان الموسيقى الحالية لأستمع لأخرى لا أعرفها أو سوف أعرفها فى الغد" وكان يكتب الموسيقى تحت تأثير المدرسة التأثرية للشعر والرسم، وكان فى موسيقاه لا يقوم إلا بتسجيل آثار لا توضح الصورة وإنما توحى بها بالطريقة نفسها التي اتبعها رسامو عصره، كان ديبوسى شاعرا حالما لهذا تراه وكأنه يعيد الحياة لأحلامه في اليقظة، وهو لايقوم بالوصف، وإنما يقدم لنا إيحاءات خفيفة تلمس مشاعرنا فتولد لدينا صور مرئية حقيقية، جمع بطريقة مدهشة بين الأنغام وبين تسلسل المركبات الهارمونية، ويتصل ديبوسى بشتى الروابط بكبار سادة الكلاسيكية الفرنسية.([11])

 

وقد قرأ "ديبوسي" كتابا عن الحضارة الفرعونية، وأدهشته عملية التحنيط والحكمة منها، فقرر أن يؤلف بريلود "كانوبي" عام 1913، ومن المعروف أن الآنية الكانوبية عند الفراعنة هي التي كانت تُستخدم لحفظ الأحشاء في عملية التحنيط، أما البريلود فهي معزوفة موسيقية قصيرة أو تمهيدية لقطعة أخرى بتوضيح مختصر كما ألف "ديبوسى" باليه "خاما"، وهو اسم فرعونى، وبطلة الباليه "خاما" كانت تذهب لمعبد آمون رع لتدعو بخلاص البلاد من الغزاة، ولم يستطع "ديبوسى" أن يكمل الباليه بسبب مرضه فأكمله صديقه تشارلز كوخلين.([12])

 

 
 
جون فيليب ريمو
جون فيليب ريمو

 

  • أعياد مصر القديمة وأساطيرها

أما جون فيليب ريمو (1683 – 1764) الموسيقار الفرنسي وهو من رواد الموسيقى في فرنسا، والأوبرا الفرنسية بشكل خاص، فقد كانت من أبرز مؤلفاته أوبرا "العيد والحب والآلهة المصرية"، وهى أوبرا تتخللها رقصات باليه  تحتوى على سبع رقصات، وتمزج بين الرقص والدراما، والكوميديا، وتستند إلى الأساطير المصرية، وقُدمت لأول مرة عام 1747م وقُدم العرض بمناسبة الاحتفال بزواج وريث عرش فرنسا بماريا جوزيف أميرة ساكسونيا، وقُدم العرض للعامة سنة 1776م، وعُرض أكثر من مائة مرة فى باريس، ومدن فرنسية أخرى ومن خلال هذا العرض تناول قصة أوزوريس، وإيزيس، كما تناول موضوع الآنية الكانوبية التي كانت تحفظ بها الأحشاء أثناء عملية التحنيط، وقدم هذا الموضوع مرتين فى تاريخ الموسيقى الكلاسيكية الفرنسية مرة من خلال أوبرا العيد والحب والآلهة المصرية لجون فيليب ريمو ومرة أخرى من خلال معزوفة على البيانو لديبوسي .

 
 
إيجور سترافنيسكي
إيجور سترافنيسكي

 

 

 

  • باليه قرابين الربيع

إيجور سترافنيسكي الموسيقار الروسي (1882 – 1971)، عاشق النيل النهر الخالد، درس التأليف الموسيقى على يد الموسيقار الروسى كورساكوف من عام (1903 – 1908) زار مصر عام 1913، وحضر حفلا في قصر المانسترلي بجزيرة منيل الروضة، وجلس أمام هذا الموضع من النيل مسحورا، متذكرا ما قاله المرشد السياحى عن عيد وفاء النيل عند الفراعنة، وأسطورة التضحية بفتاة من أجمل الفتيات للنهر العظيم وعندما سافر "سترافنيسكي" إلى باريس، ألف باليه "قرابين الربيع" أو "طقوس الربيع"، وعُرض فى باريس لأول مرة عام 1913، وتُعزف موسيقاها عادة فى الحفلات السيمفونية، وهو من أهم ما كتب في الموسيقى الكلاسيكية والباليه في القرن العشرين.

 

  • أوبريت "ساحر النيل"

ظل أوبريت "ساحر النيل" يُعرض لأكثر من عامين على مسارح نيويورك، وعُرض مئة وخمسين مرة، وألف النص الدرامى له هاري سميث، أما التأليف الموسيقى فهو لفيكتور هيربرت الأيرلندي المولد، وقد ولد عام 1859، وتدور أحداث الأوبريت في إطار كوميدي وأبطاله بطليموس ملك مصر وسيمونا زوجته الثانية، وكليوباترا، ومزج هارى سميث بين الحضارة المصرية والفارسية في هذا الأوبريت الذي يعد من أجمل الأوبريتات على الإطلاق.([13])

 

فريدريك هاندل
فريدريك هاندل

 

 

 

  • كليوباترا ويوليوس قيصر

وقد تناولت العديد من الأوبرات قصة حياة كليوباترة فقدمها الموسيقار الألماني فريدريك هاندل (1684 – 1759م)، سافر إلى لندن عام 1710، وألف أوبرا وطنية واعتبره الإنجليز وحتى الألمان أنفسهم من الموسيقيين الإنجليز وأسس عام 1719 أكاديمية للأوبرا أسهم في العمل بها مشاهير المغنيين من القارة الأوروبية، وتعد مؤلفاته وليدة لعدة مؤثرات مركبة فقد ورث عن عازفي الأورغن الألمان الأصول الفنية القوية لعزفهم كما أنه كان يحاكى النماذج الإيطالية فى الكتابة وخصوصا في محاكاة صفاتها الخارجية دون أن ينغمس في أسلوبهم في الميلودية، فكان يختار لحنه بسيطا مجردا ثم يتناوله بالتنمية ويضخمه سواء في أناشيده العظيمة للكورال أو في أغانيه المنفردة.([14])

 

ومن أشهر أعماله "أوبرا يوليوس قيصر في مصر"، و"أوبرا بيرنيس ملكة مصر"، وتدور الأولى حول قصة حب كليوباترا ويوليوس قيصر وقدمه هاندل باللغة الإيطالية، كما قدم أوبرا "بطليموس في مصر"، وقد عرضت في لندن لأول مرة 1719م بواسطة الأكاديمية الملكية للموسيقى.

 

أما الموسيقار الفرنسي جول ماسيني (1842 1912) فقد ألف أوبرا "كليوباترا"، التي قُدمت على مسرح مونت كارلو 1914 بعد وفاة "ماسيني" بعامين.

وكذلك ألف الموسيقار الأمريكي هينري كيمبول (1871 – 1937) وهو من رواد الموسيقى في القرن العشرين – "أوبرا ليلة كيلوباترا" وقدم فيها دراما الحب والخيال الجامح.

 

سيرجي بروكوفييف
سيرجي بروكوفييف

 

 

 

  • باليه "ليالي مصرية"

وتدور فكرة باليه  "ليالي مصرية" حول قصة حب كليوباترا ومارك أنطونيو وقد ألفه سيرجي بروكوفييف (1891 – 1953)، الموسيقار الذي ولد في أوكرانيا، وهو من أعظم المؤلفين في تاريخ الموسيقى، ومن أشهر مؤلفاته باليه "ليالى مصرية" التي قدمها لأول مرة عام 1943، وظلت شغله الشاغل حتى أنه قدمها ثانية وأعاد تأليفها وهى مكونة من سبعة مشاهد رئيسية، كما ألف الموسيقار الروسى أنطون آرنسكى باليه بالعنوان نفسه "ليالى مصرية" حول كليوباترا وحياة المصريين القدماء وهى تتكون من ثلاثة عشر مشهدا جعل لها آرنسكى جوا من الفخامة والعظمة فاستخدم الكمنجات للتمهيد ثم الآلات النحاسية.

 

  • الكونشرتو المصري

وهو من أعظم القطع الموسيقية عن مصر لمؤلفه "كاميلى سان صا" الموسيقار الفرنسي (1835 – 1921)، وقد زار مصر عام 1896، وزار الأقصر، وعندما رأى معبد الأقصر أسرته روعته فألف "الكونشرتو المصري" الذي يعتبر لوحة للحضارة المصرية، والكونشرتو مكون من ثلاث حركات موسيقية الأولى عن حركة العجلات الحربية التي ابتكرها أحمس لمواجهة الهكسوس، والحركة الثانية عن واقعة كتبها في مذكراته "أنه سمع أغنية رومانسية لرجل نوبى على متن قارب في النيل فأصبحت الصوت الأساسى في الحركة الثانية من الكونشرتو، أما الحركة الثالثة فتمثل صوت المراكب الشراعية في النيل.

 

فيكتور ماريو بيتيبا
فيكتور ماريو بيتيبا

 

 

 

  • بالية "ابنة الفرعون"

وهو باليه ألف موسيقاه فيكتور ماريو بيتيبا، وهو موسيقى وراقص باليه فرنسي، وقُدم باليه ابنة الفرعون عام 1862، وتدور أحداثه حول قصة لورد إنجليزى ومساعده يقومان بسفارى بالقرب من الأهرامات وتهب عاصفة رملية، ويطلب المرشد منهما أن ينحنيا احتراما لابنة الفرعون (تابوتها فى مكان ما بداخل الهرم)، وفجأة تعود المومياوات إلى الحياة وتظهر "اسبيكيا" ابنة الفرعون وتضع يدها على قلب اللورد الانجليزى ليرجع إلى الماضي، ويصبح "تاهور" الرجل المصري الذي أنقذ حياتها من الأسد فى غابات أسوان وتتوالى الأحداث، لكن يفيق اللورد الإنجليزى من حلمه، ويخبرهم المرشد أنهم تأخروا وعليهم مغادرة الأهرامات فينظر اللورد إلى مكان التابوت ويتذكر قصة الحب العظيم.

 

 
 
فيليسيان سيزار دافيد
فيليسيان سيزار دافيد

 

 

  • الحلم بعصر الفراعنة

أما فيليسيان سيزار دافيد الموسيقار الفرنسي (1810 – 1876م) فقد ألف العديد من الاعمال الموسيقية عن مصر ومنها "ترنيمة الليل" عن مشهد ليلى في صحراء مصر، ومعزوفة "الشرق"، ومعزوفة "أحلام اليقظة" التي تصوﱢر فيليسيان دافيد نفسه، وهو يحلم ويعيش فى عصر الفراعنة، ثم معزوفات "ذكرى غريبة"، و"ذكريات الطفولة"، و"شكوى"، و"دمعة ألم"، و"لحظة سعادة"، ثم يفيق فيليسيان من أحلام اليقظة ويُنهى معزوفته "نسيم الشرق" بمعزوفته "العودة إلى الواقع".([15])

 

لقد قدمت الحضارة المصرية إلى البشرية علوما وفنونا وأساطير كانت مصدرا لإلهام شعوب الأرض كما تقول د. ذويا ميكوفا أستاذة تاريخ الموسيقى بأكاديمية الموسيقى والفنون الجميلة بجامعة بولونديف ببلغاريا.([16])

 

وكما أثرت الحضارة المصرية القديمة على المؤلفين الموسيقيين في أوروبا ما بين القرنين السادس عشر والعشرين، سيظل هذا التأثير والإلهام حاضرا بقوة في الإبداع الإنساني، وخالدًا خلود الحضارة المصرية.

 

يوهان اشتراوس الابن
يوهان اشتراوس الابن

 

 

المراجع:

 


([1])برنارد شامبينيول، ت : ثروت كجوك، 1999 : "تاريخ الموسيقى"، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص 154

([2])هنرى و. سيمون، إبراهام فينوس، ت: د. محمود أحمد الحفنى، 2007، "أشهر الأوبرات"، المركز القومى للترجمة، القاهرة، ص344، ص346

([3])نور الدين التميمى: 2015، "الإرث الضائع، كيف أثرت مصر فى كلاسيكيات الموسيقى العالمية"، المجلس الأعلى للثقافة، ص 57، ص 67، ص68

([4])هنرى و. سيمون، إبراهام فينوس، "أشهر الأوبرات، مرجع سابق، ص 357

([5])نور الدين التميمى: "الإرث الضائع، كيف أثرت مصر فى كلاسيكيات الموسيقى العالمية"، مرجع سابق، ص173

([6])برنارد شامبينيول، ت: ثروت كوجك، "تاريخ الموسيقى"، مرجع سابق، ص182

([7])نور الدين التميميى: "الإرث الضائع، كيف أثرت مصر فى كلاسيكيات الموسيقى العالمية"، مرجع سابق، ص 315 –ص318

([8])___________: مرجع سابق ، ص 185

([9])___________: مرجع سابق ، ص 280

([10])___________: مرجع سابق ، ص 382

([11])برنارد شامبينيول : "التأليف الموسيقى" مرجع سابق ، ص 191 ، ص 192

([12]) نور الدين التميمى: مرجع سابق ، ص 272

([13])___________: مرجع سابق ، ص 104، ص 145، ص233

([14])برنارد شامبينيول، ت : ثروت كجوك: "تاريخ الموسيقى"، مرجع سابق، ص 85

([15])نور الدين التيميمى: "الإرث الضائع"، "كيف اثرت مصر فى كلاسيكيات الموسيقى العالمية" ، مرجع سابق ، ص 93، ص 217، ص225، ص255

([16])___________: المرجع سابق ، ص9

 

تم نسخ الرابط