الصداقة الصينية العربية دخلت مرحلة جديدة
أكد السفير الصيني لدى مصر والمندوب المفوض لدى جامعة الدول العربية، لياو ليتشيانغ فى تصريحات لبوابة روزاليوسف أن هناك دلالات مهمة للقمة الصينية العربية المنعقدة حاليا بالمملكة العربية السعودية، مشيرا الى ان قادة الجانبين الصيني والعربي يقومان بتخطيط التعاون في المستقبل ودفع العلاقات الصينية العربية لتتطور نحو مستوى أعلى وزيادة بلورة التوافقات حول القضايا الهامة مثل الحوكمة العالمية والتنمية والأمن والحوار بين الحضارات ، وان القمة ترمز إلى دخول الصداقة الصينية العربية إلى مرحلة جديدة، وتفتح مجالا أوسع لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية، وترشد الصين والدول العربية للسير بخطوات واسعة على طريق نحو إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.
تحرص الصين على اغتنام فرصة القمة الصينية العربية الأولى والعمل سويا مع الدول العربية على تطوير الصداقة التقليدية الصينية العربية، وإثراء وتعميق معادلة التعاون الصيني العربي الشاملة الأبعاد والمتعددة المستويات والواسعة النطاق، وإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد، بما يعود بالخير على شعوب الجانبين ويدفع التعاون والتضامن بين البلدان النامية، ويحافظ سويا على قضية السلام والتنمية في العالم.
واليكم نص المقابلة :
س: شهدت السنوات الأخيرة تطورا سريعا للعلاقات الصينية العربية. كيف تقيّمون إنجازات التعاون الصيني العربي؟
ج: تنتمي الصين والدول العربية إلى البلدان النامية، وكلاهما قوى سياسية مهمة على الساحة الدولية، وظل التيار الرئيسي للتواصل بين الجانبين يكمن في السلام والتعاون والانفتاح والشمول والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. ظلت الصين تنظر إلى العلاقات الصينية العربية بالنظرة الاستراتيجية، وتعتبر الدول العربية شريكا مهما لها في سلك طريق التنمية السلمية وتعزيز التضامن والتعاون مع البلدان النامية وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
منذ العصر الجديد، حققت علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية تقدمات جديدة ومستمرة، وارتفع مستوى التعاون في بناء "الحزام والطريق" باطراد.
في الأيام الأخيرة، أصدرت وزارة الخارجية الصينية "تقرير عن التعاون الصيني العربي في العصر الجديد"، الذي استعرض تاريخ التواصل الودي بين الصين والدول العربية والممارسات الودية بين الجانبين بعد تأسيس الصين الجديدة وخاصة في القرن الجديد والمرحلة الجديدة، كما استشرف الأفق والاتجاه لإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك. أولا، تعمقت الثقة الاستراتيجية المتبادلة.
أقام الجانبان علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة والمتجهة نحو المستقبل، وتم إقامة 12 علاقة الشراكة ذات الطابع الاستراتيجي على المستوى الثنائي. بين نهاية عام 2010 ومطلع عام 2011، بعد أن شهد بعض الدول العربية اضطرابات سياسية، دعمت الصين بكل ثبات الدول العربية لاستكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة.
في وجه التناقضات والنزاعات المتشابكة والمعقدة في منطقة الشرق الأوسط، تلعب الصين دورا إيجابيا كدولة كبيرة مسؤولة، وتعمل مع الجانب العربي على دفع الحل السياسي للقضايا الساخنة. في المقابل، ظل الجانب العربي يدعم الصين بقوة وثبات في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الكبرى للصين، بما فيه تايوان وشينجيانغ وهونغ كونغ وحقوق الإنسان.
في أغسطس الماضي، بعد الزيارة الخاطفة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، أكد جميع الدول العربية الـ22 وجامعة الدول العربية مجددا على الالتزام بمبدأ "الصين الواحدة". ثانيا، يزدهر التعاون العملي بين الجانبين. وقعت الصين وثائق التعاون بشأن بناء "الحزام والطريق" مع 20 دولة عربية وجامعة الدول العربية.
ونفذ الجانبان أكثر من 200 مشروع التعاون الكبير في مجالات كثيرة مثل الطاقة والبنية التحتية، وتفيد نتائج التعاون أبناء شعوب الجانبين البالغ مليارين نسمة.
في هذا السياق، تقدمت مشاريع التعاون بين الجانبين في ظل جائحة كورونا وحققت تقدما مهما، بما فيه مشروع السكة الحديدية بمدينة العاشر من رمضان ومنطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بالسويس والمنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في مجال القوة الإنتاجية، والاستاد الرئيسي لكأس العالم بقطر ومشروع الفوسفات شرق الجزائر. كما تتقدم المفاوضات حول منطقة التجارة الحرة الصينية الخليجية باستمرار.
وحقق التعاون بين الجانبين تطورا سريعا في مجالات التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة، مثل الجيل الخامس للاتصالات والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية. لغاية أكتوبر الماضي، قد أعربت 17 دولة عربية عن دعمها لمبادرة التنمية العالمية التي طرحتها الصين، وانضمت 12 دولة عربية إلى "فريق أصدقاء مبادرة التنمية العالمية".
في عام 2021، بلغت الاستثمار المتبادل المباشر المتراكم 27 مليار دولار، بزيادة 2.6 ضعفا بالمقارنة مع ما كان عليه قبل 10 سنوات؛ وبلغ حجم التجارة بين الجانبين 330.3 مليار دولار، بزيادة 1.5 ضعفا بالمقارنة مع ما كان عليه قبل 10 سنوات؛ في الأرباع الثلاثة الأولى لهذا العام، بلغ حجم التجارة بين الجانبين 319 مليار و295 مليون دولار، بزيادة 35.28% على أساس سنوي، ويقارب الرقم لعام 2021 كله.
ثالثا، التضامن والتعاون في مكافحة الجائحة.
بعد اندلاع جائحة كورونا، أجرى الجانبان التعاون الفعال في تطوير واستخدام اللقاح والوقاية والسيطرة المشتركة للجائحة وتقاسم الخبرات والأدوية، بما ينصب نموذجا يحتذى به في التعاون العالمي لمكافحة الجائحة، ويصبح صورة حية للمستقبل المشترك للجانبين الصيني والعربي. في هذا السياق، أرسلت الصين ما يقارب 100 خبير طبي والفرق الطبية إلى الدول العربية، وأجرت مع الإمارات والبحرين أول تجربة سريرية للمرحلة الثالثة للقاحات المعطلة، وتعاونت مع مصر في بناء أول خط الإنتاج المشترك للقاح كورونا في إفريقيا. لغاية أكتوبر الماضي، قدمت الصين ما يزيد عن 340 مليون جرعة من اللقاح إلى الدول العربية. رابعا، يتنوع التواصل الشعبي. منذ عام 2013، قامت الصين بتدريب 25 ألف كفء من مختلف التخصصات للدول العربية، وقدمت لها 11 ألف منحة دراسية حكومية، وأرسلت 80 فريقا طبيا يشمل 1700 عضو. لغاية أكتوبر الماضي، قد أعلنت 4 دول عربية إدراج مادة اللغة الصينية إلى منهاجها التعليمية الوطنية، وفتحت 15 دولة عربية كليات أو معاهد اللغة الصينية، وتم إقامة 20 معهد كونفوشيوس وفصليْ كونفوشيوس مستقلين في 13 دولة عربية. منذ عام 2013، أقام الجانبان 24 آلية منتظمة للتواصل الشعبي في إطار منتدى التعاون الصيني العربي. حاليا، يمر العالم بتغيرات غير مسبوق منذ مائة عام، حيث تواجه الصين والدول العربية نفس الفرص والتحديات. ظلت الصين تعتبر الدول العربية شريكا استراتيجيا في سلك طريق التنمية السلمية وتعزيز التعاون مع البلدان النامية وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. ستواصل الصين جهودها المشتركة مع الدول العربية في تطوير الصداقة التقليدية وتعميق التعاون في كافة المجالات وتعزيز التواصل بين الحضارتين، وإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد، بما يعود بالخير على شعوب الجانبين ويدفع التضامن والتعاون بين البلدان النامية ويعزز السلام والتنمية في العالم.
س: في رأيكم، ما هو أهمية "العمل سويا على إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد" في ظل الأوضاع الدولية والإقليمية الحالية؟ ما تطلعكم لإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك؟
ج: في عام 2014، طرح الرئيس شي جينبينغ مفهوم إقامة المجتمع الصيني العربي للمصلحة المشتركة والمستقبل المشترك للمرة الأولى في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي، الذي لقى تجاوبا إيجابيا من الدول العربية. في عام 2018، طرح الرئيس شي جينبينغ مرة أخرى إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك بما يساهم في إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي، وذلك لاقى ترحيبا حارا من الدول العربية. في عام 2020، اتفق الجانبان بالإجماع على إدراج إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في "إعلان عمان" الصادر عن الاجتماع الوزاري التاسعة لمنتدى التعاون الصيني العربي، ورفعه إلى القمة الصينية العربية المرتقبة، فتوصل الجانبان إلى توافق إيجابي حول إقامة مجتمع المستقبل المشترك.
في أكتوبر عام 2022، عقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره الوطني الـ20 بنجاح، وأشار إلى أن الصين دائما تلتزم بمبادئ سياستها الخارجية الرامية إلى صون سلام العالم ودفع التنمية المشتركة، سعيا لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وأوضح الدلالة العصرية والجوهر المعنوي والسبل لتحقيق مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. إن مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية يوضح الرؤية العالمية للدبلوماسية الصينية ويتجاوب مع تطلعات شعوب العالم للسلام والتنمية والتعاون، ويحدد الطريق الأساسي لحل القضايا الكونية، مما يصبح راية ترشد تيار العصر وتقدم البشرية. حاليا، طرأت التغيرات العالمية والعصرية والتاريخية غير مسبوقة.
من ناحية، يعد السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك تيارا تاريخا لا يقاوم، ومن ناحية أخرى، تُحدث تصرفات الهيمنة والطغيان والتنمر مثل استئساد الأقوياء على الضعفاء والانتزاع بالقوة والحيلة ولعبة المحصلة الصفرية أضرارا بالغة الخطورة، كما يزداد العجز من حيث السلام والتنمية والأمن والحوكمة، مما شكل تحديات غير مسبوقة للمجتمع البشري. يقف العالم إلى مفترق الطرق التاريخي مرة أخرى، إلى أين سيذهب، هذا يتوقف على خيار شعوب العالم. في ظل الظروف التاريخية الجديدة، يجب على التعاون الصيني العربي أن يتماشى مع تيار التقدم العالمي، ويتقدم إلى الأمام مع التقدم التاريخي للبشرية، وأصبح الجانبان الصيني والعربي أحوج من أي وقت مضى إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك لتجاوز صعوبات العصر. تحرص الصين على اغتنام فرصة تطبيق نتائج القمة الصينية العربية لدفع التعاون الودي بين الجانبين في كافة المجالات، ومواصلة الدعم الثابت لجهود شعوب الدول العربية لاستكشاف الطرق التنموية بإرادتهم المستقلة؛ وبلورة التوافق حول القضايا الدولية والإقليمية الهامة ودفع السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط والعالم؛ تعزيز التضامن والتعاون في بناء "الحزام والطريق"، والدفع بتطبيق مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، والعمل سويا على إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد، بما يقدم المساهمة الصينية والعربية في إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
أولا، تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة والحفاظ على المصالح المشتركة. ستحافظ الصين على التواصل والحوار الرفيع المستوى مع الدول العربية، وتوظف بالكامل دور لقاءات القمة في إرشاد العلاقات الصينية العربية، وتعمل سويا على تطبيق التعددية الحقيقية، وتلتزم سويا بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتحافظ على المنظومة الدولية المتمحورة حول الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القانون الدولي. وستدعم الصين والدول العربية المطالب المشروعة والدعوات المعقولة لبعضهما البعض في القضايا الدولية الهامة مثل إصلاح الأمم المتحدة والتغير المناخي والأمن الغذائي وأمن الطاقة، حفاظا بثبات على المصلحة المشتركة للبلدان النامية الغفيرة.
ثانيا، الالتزام بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتعاون في تحقيق التنمية والازدهار.
ستلتزم الصين بمبدأ التعاون والكسب المشترك وتواصل التعاون مع الدول العربية في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، وتطبيق مبادرة التنمية العالمية.
ستدعم الصين دخول المزيد من المنتجات غير النفطية للدول العربية إلى الأسواق الصينية، وتدعم توقيع اتفاقية التجارة الحرة الصينية الخليجية في يوم مبكر، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة، وتشجع وتدعم شركات الجانبين توسيع وتحسين الاستثمار المتبادل.
ستواصل الصين تقديم ما في وسعها من المساعدة وفقا لحاجات الجانب العربي عبر القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف، وتعمل مع الدول العربية على دفع الانتعاش والنمو بعد الجائحة.
ثالثا، تدعيم السلام والاستقرار والتمتع بالأمن والأمان الدائمين. ستعمل الصين على تطبيق مبادرة التنمية العالمية، وتدفع بحل القضايا الساخنة في الشرق الأوسط بشكل عادل ومعقول وعبر الحوار والتشاور، وتدعم الدول العربية للعب دور أكبر في الشؤون الإقليمية وحل القضايا الإقليمية الساخنة بالحكمة العربية، مستعدة للعمل مع الجانب العربي على إيجاد حل شامل ودائم وعادل لقضية فلسطين. ستدعم الصين والدول العربية جهود الجانب الآخر في مكافحة الإرهاب والتطرف، وترفضان "المعايير المزدوجة"، وتعملان على مكافحة التنظيمات التي يصنفها مجلس الأمن الدولي كالتنظيمات الإرهابية.
رابعا، توسيع التواصل بين الحضارات والدعوة إلى التعايش المنسجم. ستواصل الصين تعزيز تبادل الخبرات مع الجانب العربي بشأن الحكم والإدارة، وتعزيز التواصل الشعبي في مجالات العلوم والتعليم والثقافة والصحة والإذاعة والتلفزيون، وحسن تنظيم المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية ومؤتمر الصداقة الصينية العربية والمنتدى الصيني العربي للمرأة والمنتدى الصيني العربي للسفراء الشباب والمنتدى الصيني العربي للمدن وغيرها من الفعاليات، وتعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والتعليم المهني، وتعميق الفهم المتبادل بين شعوب الجانبين ودفع التواصل بين الثقافتين الصينية والعربية.
س: نريد إن نتعرف علي موقف الصين من القضايا الساخنة في الشرق الأوسط؟
ج: في وجه النزاعات والصراعات المتشابكة والمعقدة في منطقة الشرق الأوسط، تلعب الصين بنشاط دورها كدولة مسؤولة كبيرة، وتطبق بجدية المفهوم الجديد للأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، وتعمل على تعزيز التواصل والتنسيق مع الدول العربية، بغية تضافر الجهود للدفع بإيجاد حل سياسي للقضايا الساخنة. أولا، القضية الفلسطينية تهم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية جذرية للشرق الأوسط، السلام والاستقرار في المنطقة والعدالة والإنصاف الدوليين والضمير والأخلاقية للبشرية.
تدعم الصين بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتدعم إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتدعم فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتقدم بنشاط مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني. تدعم الصين جهود جامعة الدول العربية والدول الأعضاء لها في القضية الفلسطينية، وتدعو المجتمع الدولي إلى تعزيز الشعور بالإلحاح، وإعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية في الأجندة الدولية، وتحث الأطراف المعنية على الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة و"مبادرة السلام العربية" ومبدأ "الأرض مقابل السلام" وغيرها من التوافقات، ودفع مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس "حل الدولتين"، بغية الدفع بإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.
يولي الرئيس شي جين بينغ اهتماما بالغا للقضية الفلسطينية، وهو بعث ببرقيات التهاني إلى مؤتمر الأمم المتحدة لإحياء "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" لـ 10 سنوات متتالية. في مايو عام 2013 ويوليو عام 2017، عقد الرئيس شي جين بينغ جلسة المباحثات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس لمرتين، حيث طرح فيهما الرؤية ذات النقاط الأربع لحل القضية الفلسطينية لمرتين، التي يكون جوهرها ضرورة الدفع بثبات بالحل السياسي على أساس "حل الدولتين"، والالتزام بمفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، وحشد جهود المجتمع الدولي لدفع مفاوضات السلام وتعزيز السلام من خلال التنمية. في عام 2002، عينت الحكومة الصينية مبعوثها الخاص للشرق الأوسط، منذ ذلك الوقت، قام المبعوثون الخاصون الخمسة بزيارات عديدة إلى فلسطين وإسرائيل وغيرهما من الدول المعنية، بغية بذل جهود حميدة لدفع مفاوضات السلام.
ستواصل الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي ودولة كبيرة مسؤولة، بذل جهود دؤوبة لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في يوم مبكر، وتحقيق التعايش السلمي بين الدولتين فلسطين وإسرائيل وبين الأمتين العربية واليهودية. ثانيا، المسألة السورية أتت الأزمة السورية التي استمرت لأكثر من 10 سنوات بمعاناة شديدة على الشعب السوري، وشكلت صدمة خطيرة على أمن المنطقة واستقرارها، فإن خروج سورية من الأزمة واستعادة استقرارها لأمر يتفق مع المصالح العامة والبعيدة المدى لدول المنطقة والمجتمع الدولي. ظلت الصين تلعب دورا إيجابيا وبناء لإيجاد حل ملائم للمسألة السورية.
عينت الحكومة الصينية مبعوثها الخاص للمسألة السورية عام 2016، الذي عمل على الاتصال مع الأطراف المعنية بالمسألة السورية وبذل جهودا حميدة كبيرة لدفع مفاوضات السلام، مما أسهم بالحكمة والحلول الصينية في حل المسألة السورية.
كما تولي الصين اهتماما بالغا للمسألة الإنسانية في سورية، وقدمت دفعات عديدة من المساعدات الإنسانية للشعب السوري بمن فيه اللاجئون السوريون خارج البلاد. ستواصل الصين جهودها الدؤوبة لإيجاد حل شامل للمسألة السورية، وتستمر في تقديم المساعدة للشعب السوري بقدر إمكانها.
ثالثا، القضية اليمنية منذ اندلاع الحرب في اليمن، تدعم الصين بثبات الجهود الرامية إلى الحفاظ على سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، وتدعم مجلس القيادة الرئاسي اليمني لأداء مهامه، وتدعم حل القضية اليمنية عبر الطرق السياسية، وتدعم الأمم المتحدة للعب دور عادل ومتوازن كالقناة الرئيسية للوساطة، وتدعم المطالب المشروعة لليمن وغيره من الدول العربية في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل المتعددة الأطراف. تأمل الصين من الأطراف المعنية في اليمن في تغليب مصالح الدولة والشعب، والدفع بتحقيق الهدنة الدائمة، والتوصل إلى حل سياسي مقبول لدى كافة الأطراف عبر الحوار السياسي الشامل، واستعادة السلام والاستقرار والنظام الطبيعي في اليمن في يوم مبكر. قدمت الصين ما في وسعها من المساعدات إلى الشعب اليمني عبر الطرق الثنائية، وبذلت جهودا إيجابية في تخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن. رابعا، مسألة العراق تدعم الصين بثبات حق الشعب العراقي في اختيار طريق تنموي يتناسب مع ظروفه الوطنية بإرادته المستقلة، وتدعم جهود العراق للحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه وأمنه واستقراره، وتدعم مساعي العراق لإعادة الإعمار الاقتصادي ومحاربة الإرهاب، وترفض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للعراق.
وتدعم الصين الأطراف العراقية لمواصلة العمل على تسوية الخلافات عبر الحوار والتشاور وتعزيز التضامن والتعاون، بما يحقق الأمن والأمان الدائمين والازدهار والتنمية للعراق في يوم مبكر. تدعم الصين قضية السلام والتنمية في العراق بخطواتها الملموسة، إذ أنها استأنفت الأعمال الطبيعية لسفارتها لدى العراق بعد فترة وجيزة من تولي الحكومة العراقية المؤقتة مقاليد السلطة. وقدمت الصين كمية كبيرة من المستلزمات واللقاحات إلى العراق في وقتها لمواجهة الجائحة، الأمر الذي ساهم بفعالية في مساعدة العراق على مواجهة الجائحة.
ستواصل الصين تمسكها بالصداقة تجاه العراق، وتدعم إحلال السلام الدائم والتنمية الطويلة المدى في العراق في يوم مبكر. خامسا، القضية الليبية شهدت عملية الانتقال السياسي في ليبيا تعرجات وتقلبات، واندلعت الاشتباكات المسلحة فيها بشكل متكرر، وتكون الأوضاع الأمنية فيها متوترة. ظلت الصين تدعم عملية الحل السياسي القضية الليبية، وتشارك بنشاط في المؤتمرات الدولية والإقليمية للوساطة في القضية الليبية، وتحافظ على الحقوق والمصالح المشروعة لليبيا في مجلس الأمن الدولي وغيره من المحافل الدولية.
ودعت الصين المجتمع الدولي إلى تدعيم العملية السياسية بقيادة وملكية الشعب الليبي، وتقديم مساعدة بناءة مع تجنب فرض حلول من الخارج، ومكافحة القوى الإرهابية والمتطرفة في داخل ليبيا.
سادسا، مسألة السودان يمر السودان بمرحلة الانتقال السياسي، ويواجه صعوبات في مجالي الاقتصاد ومعيشة الشعب، ويشهد الصراعات القبلية المتكررة في بعض مناطقه، وتبرز المشاكل الأمنية فيه.
كما تدعم الصين جهود السودان لدفع عملية الانتقال السياسي، وتبذل جهودا حثيثة لدى الأطراف السودانية المعنية لتسوية الخلافات عبر الحوار والتشاور، وتحافظ على الحقوق والمصالح المشروعة للسودان في مجلس الأمن الدولي وغيره من المحافل المتعددة الأطراف. تدعو الصين إلى ضرورة حل مسألة السودان من قبل الشعب السوادني، ويجب على المجتمع الدولي استئناف الدعم الاقتصادي للسودان ورفع العقوبات المفروضة عليه في أسرع وقت ممكن، بما يوفر طاقة إيجابية للانتقال السياسي في السودان.



