السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"مرسي عطاالله".. رحلة عطاء في الصحافة المصرية

مرسى عطا الله
مرسى عطا الله

من محرر رياضي إلى رئيس مجلس إدارة الأهرام، ومن عموده اليومي بعنوان "كل يوم"، إلى رحلة عطائه في عالم الصحافة المصرية وتاريخه الحافل بمؤسسة الأهرام، إلى أن لقي ربه إلى مثواه الأخير نسطر هذه الكلمات عن رحلة العطاء للكاتب الصحفي الكبير مرسي عطا الله، الذي وافته المنية اليوم، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

 

يعد واحدًا من جيل عمالقة الصحافة، الذين تخرجت تحت أيديهم أجيال عديدة بمؤسسة الأهرام وغيرها.

 

 

بدأ مرسي عطا الله، منذ أن ولد عام 1943 بمحافظة الغربية، حيث عمل صحفيا ورئيسا لمجلس إدارة جريدة الأهرام، ورئيسا سابقا لنادي الزمالك عام 2005، ورئيسا للتحرير لجريدة الأهرام المسائي، ورئيس تحرير سابقا لمجلة الزمالك، ورئيس تحرير لمجلة الزملكاوية، ولكل عمل كان له بصمات واضحة ومهنية متفردة فى عالم الصحافة.

 

وصف الكاتب الكبير مرسي عطا الله، أنه صاحب الصوت الوطني الجسور، والإنسان والكاتب الذي ظل يكتب عموده اليومي بصحيفة الأهرام، رغم آلام المرض التي تعرض لها ونقل بعدها للعلاج خارج البلاد.

 

 

 

بدأ الكاتب مرسي عطا الله في الأهرام سنه 1958 كمحرر رياضي وأحد أبناء الصحافة الذي أسهم على مر نصف قرن في تأسيس مدرسة صحفية مهنية في عالم صاحبة الجلالة، وعمل محررا رياضيا متميزا إلى أن وصل إلى رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، كما أرخ لحرب أكتوبر 1973، وعرفناه وهو رئيس تحرير جريدة الأهرام المسائي، وكان له عمود يومي، وكتب أكثر من 1030 مقالا تحت عنوان "كل يوم" بجريدة الأهرام.

 

بدايته 

 

نشأته كانت فى قرية الجميزة في وسط الدلتا، التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية في منزل مثل كل منازل الفلاحين الطيبين، يفخر به مرسي عطاالله، وكان يراوده الحنين إليه وإلى قاعته المتسعة وإلى صوامع الغلال الصغيرة التي كان يختبئ فيها طفلا في مرحه البريء مع شقيقه وأصدقائه في القرية.

في كتاتيب القرية، بدأت رحلته مع الكلمة، وفي مدرستها التمهيدية وفي فصول حامد أفندي البسيوني، تلقى تعليمه الأول في المرحلة الابتدائية قبل أن ينقله والده مع المرحلة الإعدادية إلى إحدى المدارس الخاصة مستثمرا فيه وفي أشقائه.

 

بدأ المشوار مع مرسي عطا الله بعد المدرسة السعيدية الثانوية، حيث لم يكن المشوار سهلا، ولكن إشاراته كانت مفتوحة أمام عينيه، أهمية السعيدية كمدرسة وجيرتها لجامعة القاهرة، جعلت آفاق الرجل تتسع، وتزداد اتساعًا مع التحاقه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، في وقت كانت فيه هذه الكلية هي صانعة النجوم في جميع المجالات.

 

كانت الحرب هي كلمة السر تقريبا في حياة مرسي عطاالله، وأثرت في حياته بشكل بالغ، وأسهمت كذلك في صعوده، وما بين حرب أكتوبر 1973 وحرب تحرير الكويت في فبراير 91، كان مستقبل مرسي عطاالله يتخذ منحى آخر، ويسير في اتجاه الصعود.

 

التحق مرسي عطاالله بالقوات المسلحة عقب النكسة في دفعة المؤهلات العليا التي بدأ بها بناء الجيش المصري، استعدادا لانتصار أكتوبر المجيد، وهناك كان شاهدًا على حياة جديدة، ومستقبل جديد تصنعه دماء الشهداء لمصر ولأبنائها، من هناك، حيث الحد الفاصل بين الحياة والموت، بدأ طريقه الحقيقي، خاصة حين التحق بمكتب المتحدث العسكري الرسمي، وصار نائب المتحدث، وكان مسؤولا عن صياغة بيانات الحرب الصحفية. 

 

وضعت الحرب أوزارها وعاد مرسي عطاالله ليطارد مستقبله، وانضم إلى مؤسسة الأهرام، وأسهم برصانته ودقته في الحفاظ على عراقة الجريدة المحافظة، من خلال وجوده في معبد الديسك المركزي للجريدة العريقة. 

 

كان الرجل - الذي منحته حرب أكتوبر خبرة لا تقدر بثمن في الفهم العسكري  والاستراتيجي، وجعلته أحد أبرز المتخصصين فيها- على موعد جديد مع الحرب، وكانت في تلك المرة حرب الخليج، اقتحمت جيوش صدام حسين الكويت في أغسطس 1990 وعاد، طوال شهور الاحتلال التي انتهت بتحرير الكويت، اسم مرسي عطاالله للبروز كأحد أهم المحللين الاستراتيجيين والسياسيين في المنطقة ولما كانت أحداث الحرب تتلاحق كل لحظة وتلهث وراءها وسائل الإعلام في مصر دون أن تتمكن من اللحاق بها كاملة، كانت فكرة «الأهرام المسائي» قد ظهرت لتعويض هذه الفوارق الزمنية، وهنا تجلت قدرة مرسي عطاالله كإداري صارم، وصحفي مهني، ليقود مجموعة من شباب الصحفيين النابهين، ويصدر الجريدة المسائية بشكل يومي في وقت قياسي، ولم تتجاوز فترة الإعداد لذلك بضعة أيام تعد علي أصابع اليد الواحدة. 

 

وفي وقت قياسي أيضا تحولت الأهرام المسائي إلى واحدة من أهم الصحف توزيعًا، خاصة بعد انتهاء حرب الخليج، ووضع مرسي عطاالله، من خلالها مهاراته في الصحافة الرياضية ليجعلها من أهم الصحف لدى جمهور الرياضة، إلى جانب أهميتها للقارئ المتابع الذي يحرص علي متابعة ما لم تلحق به الصحف الصباحية.

 

اهتماماته الرياضية

كما اهتم مرسي عطا الله إلى جانب وضعه المهني كمحلل سياسي رفيع المستوي - جعلته الاختيار الوحيد أمام الدكتور ممدوح البلتاجي وزير الشباب السابق، الذي كلفه بقيادة مجلس إنقاذ لنادي الزمالك في ديسمبر ٢٠٠٥، اجتهد في استعادة الاستقرار للنادي العريق الذي فرقته الصراعات، وبعد صدور قرار مجلس الشوري بتعيينه رئيسا لمجلس إدارة الأهرام- يقف مرسي عطاالله على قمة أهدافه المهنية، يطالع الرحلة خلفه وهو يمسح عن جبينه عرق المشوار الطويل.

تم نسخ الرابط