"ابن البشوات".. بعد شهرته الفنية لم يحضر جنازته أحد
تحل اليوم 15 فبراير، ذكرى وفاة الفنان زكي رستم، أحد أهم ممثلي السينما المصرية، والذي اختير من أفضل 10 ممثلين في العالم من قبل مجلة "باري باتش" الفرنسية، وقال عنه المؤرخ والناقد السينمائي الفرنسي جورج سادول أنه النسخة المصرية من "أورسن ويلز" بملامحه المعبرة ونظراته المؤثرة، ووصفته مجلة "لايف" الأمريكية بأنه من أعظم ممثلي الشرق، وأنه لا يختلف عن الممثل البريطاني الكبير تشارلز لوتون.
أطلق عليه "رائد مدرسة الاندماج" حيث كان نموذجًا رائعًا للنجم السينمائي المنفرد في مواهبه، الذي يتمكن من تقمص أي شخصية مهما تعددت حالاتها النفسية ومواقفها المتقلبة والمتلونة.
ميلاده
ولد "رستم" في 5 مارس 1903، وكان يطلق عليه "ابن البشوات" فكان جده من كبار ضباط الجيش، ووالده محرم بك رستم؛ الذي كان عضوًا بارزًا بالحزب الوطني، وصديقًا شخصيًا للزعيمين مصطفى كامل، ومحمد فريد.
دراسته
ونال رستم شهادة البكالوريا عام 1920، ورفض استكمال تعليمه الجامعي، وتحقيق أمنية والده بأن يلتحق بكلية الحقوق، واختار هواية فن التمثيل.
بدايته فنيًا
بدأ مشواره الفني حين التقى الفنان عبد الوارث عسر الذي ضمه إلى إحدى فرق الهواة المسرحية، وبعد وفاة والده انضم إلى فرقة جورج أبيض، فخيرته والدته بين الفن والتحاقه بكلية الحقوق، فاختار الفن فأصيبت بالشلل، ثم انضم إلى فرقة عزيز عيد ثم انضم إلى فرقة اتحاد الممثلين، وبعد ذلك انضم إلى الفرقة القومية، التي كان يرأسها في ذلك الوقت الفنان خليل مطران، وظل بها عشرة أعوام كاملة، حتى اختاره المخرج محمد كريم ليشترك في بطولة فيلم زينب الصامت تأليف الدكتور حسين هيكل، وإنتاج يوسف وهبي، وبطولة الفنانة بهيجة حافظ.
أعماله
بلغ رصيده من الأعمال الفنية أكثر من 240 فيلمًا، من أشهر أفلامه: "العزيمة"، "زليخة تحب عاشور، "إلى الأبد"، "الشرير"، و"عدو المرأة" وآخر أفلامه "أجازة صيف" عام 1967.
اعتزاله
توقف الفنان زكي رستم تمامًا عن التمثيل عام 1968، وابتعد عن السينما واعتزل الناس بعد أن فقد حاسة السمع تدريجيًا وكان يقضي معظم وقته في القراءة.
رستم بطل رفع أثقال
لم يكن التمثيل هوايته الوحيدة، فكان بطلًا رياضيًا أيضًا، يهوى رفع الأثقال، وفاز بلقب بطل مصر الثاني في حمل الأثقال للوزن الثقيل عام 1924.
كما حصل على وسام الفنون والعلوم والآداب من الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1962.
وفاته
توفي رستم نتيجة إصابته بأزمة قلبية حادة، نقل على أثرها إلى مستشفى دار الشفاء، وفي ساعة متأخرة من ليلة 15 فبراير عام 1972 صعدت روحه إلى السماء، ولم يشعر به أحد ولم يمش في جنازته أحد.